عندما نشاهد المواقف التاريخية عبر التاريخ سنجد خلفها رجالا آمنوا بقضية وصدقوا مع أنفسهم فصدقهم الناس، لذلك ما يخرج من القلب سيصل لقلوب الناس وما يخرج من اللسان سيصل للأذان فقط.
الاستجواب الأول للرئيس وما شهده من بدعة حذف المحاور كان أشبه بالمسرحية التي سيعرف المشاهد من خلال سير أحداثها ماذا سيجري في الفصل الثاني كان المؤلف والمخرج في غاية السذاجة.
أما استجواب وزير الصحة وأسلوب طرح الثقة به وسبب الاستجواب فكان أشبه بتصفية حسابات ودفاع سمج تغلفه المجاملات، حيث تم تقديم الاستجواب بأسلوب مكشوف كم كنت أتمنى أن يتم تقديم استجواب للوزير بسبب شخص توفي بسبب الأخطاء الطبية وهم كثر أو بسبب تردي الأوضاع الصحية بشكل عام وألا يتم الإسراع بتقديم استجواب بسبب إنهاء ندب موظفة، فكم لدينا من موظفين كويتيين لديهم شهادات وخبرات وتم ظلمهم ولم نشاهد هذه الضجة من النواب.
وعندما نتمعن باستجواب وزيرة التخطيط والأسباب وأسلوب طرح الثقة سنجد مفارقات متشابكة الجميع يعلم ما يحدث بالإدارة المركزية للإحصاء لان الخلاف واضح في العمل بين الوزيرة ومدير الإدارة المركزية سنجد ان هناك ضغوطا للتجديد لمدير الإدارة والوزيرة لا تريد التجديد وتقديم الاستجواب أتى قبل انتهاء عمل مدة مدير الإحصاء بوقت قصير، ومما لا شك فيه أن أسلوب الوزيرة وتصريحاتها أمر مستفز للمواطنين وكان من الأفضل ألا تصرح بشيء وهناك آخرون يريدون إزاحتها من منصبها لأسباب متفاوتة.
أما استجواب رئيس الوزراء الثاني وعدم وجود متحدث مؤيد له فكان أمرا غريبا ولكن كان متوقعا لدى الكثيرين حيث إن سيناريو الاستجواب الأول يشير لما سيحدث بالاستجواب الثاني.
استجواب وزير الإسكان كان الأفضل أن يتم وضع تشريعات فيما يتعلق باحتكار الأراضي وتحديد الإيجارات وتضييق الخناق على الحكومة وإلزامها إما بتوزيع أراض خلال 5 سنوات أو برفع بدل الإيجار بشكل تصاعدي كل 6 أشهر بعد الخمس سنوات وتكون ملزمة، ويتم طرحه للتصويت عليه وسيرى الجميع من الذي سيصوت ومن الذي سيمتنع.
أما استجواب وزير البلدية وأسبابه فهو مجرد استجواب عارض بسبب نزول الأمطار فلو لم تهطل أمطار لما تم تقديمه.
- استجواب وزيرة الشؤون كان الأجدر به ان يتم وضع تشريعات لمحاربة تجار الإقامات وتنظيم آلية عمل وزارة الشؤون فلن يجدي نفعا تقديم الاستجوابات بهذا الأسلوب لانه سيتم التعامل معها كالعادة متابعة التوصيات والعمل بها والكل يعلم بأنه لن يتم العمل بها ولن تتم متابعتها.
إن إضعاف دور المؤسسة التشريعية من خلال تقديم استجوابات ركيكة لمصالح خاصة من قبل بعض النواب تسبب بحالة إحباط عند المواطنين، لذلك لوكان البعض جادا في عملية الإصلاح لقاموا بنسف شامل لجميع التشريعات والقوانين في جميع الوزارات والجهات الحكومية والخاصة ووضع تشريعات مدروسة بشكل جيد وتكون وفق دراسات عالمية ووفق خطط واضحة المعالم ويتم من خلالها تقليص الاستثناءات وتغليظ العقوبات وتحديد مهلة العمل بشكل واضح والبعد عن التقديرات وسد الثغرات على ضعفاء النفوس والبعد عن اللون الرمادي لتخدم الدولة والمواطنين بشكل عام.
باختصار نريد ان نعرف حقيقة ما جرى بصفقة الطائرات حتى نعرف وتتضح الصورة هل ستكون هناك تنمية ام سيتم احتكار وخنق البلد من الجشعين؟
[email protected]
@nasser_p7