كيف ننشد التنمية ولدينا مسؤولون لا يعملون إلا عندما يأتي ضيوف للكويت نجدهم يقومون بطلاء وتلميع الطرقات التي يمر بها الضيوف فقط أو نجدهم يضعون جميع إمكانياتهم أمام منازل كبار المسؤولين أو الأحياء السكنية التي يقطنون فيها والشوارع التي يمرون منها، وكأن الأمور لديهم أصبحت مؤقتة.
لماذا لا يتم وضع مسؤولين لديهم رؤية وطموح وأهداف ويسعون بجدية لنهضة وتطور الكويت لتسير بمصاف الدول المتقدمة؟
لماذا لا يتنافس بعض المسؤولين على جميع الأصعدة ليقدموا للدولة وللشعب ولأبنائهم ولأنفسهم كل ما هو جميل على أنهما يستحقان البذل والعطاء لينعموا بخيرات وطنهم ويفخروا بإنجازات وإبداع وتنافس المسؤولين؟
لماذا نجد الأمور الجميلة تخرج فجأة عندما تكون هناك احتفالات أو مؤتمرات أو مناسبات لكبار القيادات بالدولة نجد الشوارع والمباني تتلألأ والأعلام ترفع والنباتات والحشائش توضع والشوارع يتم طلاؤها وتوضع الميزانيات الضخمة بشكل عاجل وتتعاون جميع الجهات الحكومية بشكل سريع ولا نجد بيروقراطية أو تأخيرا أو كتابنا وكتابكم ويتم وضع لجان عليا تقوم بتوزيع المهام وبمراقبة إنجاز الأعمال وكل هذا لمناسبة عابرة.
لماذا لا يتم عمل هذه اللجان وهذا التعاون فيما بين جميع الجهات الحكومية وضخ هذه الميزانيات الضخمة بشكل مباشر من اجل تقدم وازدهار الدولة على جميع الأصعدة بشكل دائم.
لذلك عندما نشاهد الإنجازات السريعة بالمناسبات ندرك أن تأخر الدورة المستندية والبيروقراطية في تأخر المشاريع ما هو إلا أمر مفتعل 100% لأن هذه البيروقراطية تختفي فجأة في المناسبات الكبرى وتخرج علينا بعد انتهاء المناسبات.
للأسف أصبحنا نعرف حضور أو مرور كبار المسؤولين بمكان ما من خلال نظافة ووضع النباتات وترتيب المكان وبعد ذهاب كبار المسؤولين تتلاشى جميع المظاهر الجميلة التي تم وضعها بشكل مؤقت في المكان، وكأننا في دولة فقيرة.
إن الكويت وشعبها يستحقون أن ينعموا بما حباهم به الله سبحانه وتعالى من نعم وهذا ليس منة أو فضلا من المسؤولين، بل هذا واجبهم تجاه وطنهم وإخوانهم المواطنين لذلك فإن التقاعس المتعمد والمفتعل من هؤلاء المسؤولين يعود عليهم وعلى مدى تحملهم وصونهم للأمانة وعلى مدى حبهم لوطنهم وعطائهم له وإلا لماذا نجد عطاءهم فقط يظهر بالمناسبات والاحتفالات هل من اجل المحافظة على مناصبهم وإيصال رسالة مفادها أنا بخدمتكم فقط؟ إذن ما هو حجم الكويت وشعبها بقلوبهم أمام مناصبهم؟
أم أصبحت كلمة «كله تمام يا افندم» هي الأهم والمعيار للبقاء بالمنصب؟
[email protected] @nasser_p7