أقدمت الجهات المسؤولة في الدولة في الآونة الأخيرة على اطلاق اسماء بعض الرموز المجتمعية على شوارع الكويت وهي سنة حميدة ولكنها في الوقت نفسه تستحق شيئا من التأمل والتدبر.
ولسنا بصدد تناول هذه الاسماء من حيث استحقاقها لهذا التكريم، فنحن نعتقد أن اغلب الأسماء التي خلدت تستحق التكريم، ومنها على سبيل المثال براك سالم الهيفي وليس لنا أي اعتراض على تلك الأسماء، وكنا نجزم بأن الأصل هو وضع دليل مكتوب يبين السيرة الذاتية والخدمات التي قدمها كل منهم للكويت اولا ثم للمجتمع ثانيا ليعرف الجيل الحالي ما قدمته تلك الاسماء، وحفظا لحقهم في التخليد، وعرفانا من المجتمع بما قدموه من اعمال جليلة تستوجب التخليد، وعرفانا من المجتمع بما قدموه من اعمال جليلة تستوجب التخليد، ونحن نأمل الا يكون اطلاق هذه الاسماء على شوارع الكويت قد تم توظيفه توظيفا سياسيا وان كان كذلك فقد جاء نتيجة فرز اجتماعي مقصود ادى الى طمس كثير من الاسماء التي قدمت للكويت ما يجعلها جديرة بهذا التكريم.
فقد قدم بعضهم انفسهم فداء للوطن ودفاعا عن الامة ويبدو من اغفالهم الذي يظهر، والله العالم، ان هذه الامة قد تنكرت لهم في نهاية المطاف، فأين اسماء شهداء حروب «الرقة، الجهراء، وهدية وشهداء حربي 67 و73 وكل شهداء حروب الكويت في مصر والجولان وشهداء غزو العراق»؟، هؤلاء الشهداء الابطال لم تخلد اسماؤهم على الاقل من باب العرفان بما قدموه من بطولات كانت ارواحهم التي قدموها فيها فداء للوطن ودفاعا عن الامة ثمنا لها، ويبدو ان بعض اولئك المسؤولين الذين اوكلت اليهم مهمة تخليد رموز الكويت قد نسوا من قدم دمه وروحه فداء للوطن وللامة، ونأمل ألا يكون هذا النسيان مقصودا، واذا كانت الشوارع قد سميت باسماء ليس لنا عليها اي اعتراض فإنه من المناسب ان تسمى الاماكن العامة والميادين باسماء شهداء الكويت الذين لم ينالوا حقهم من التكريم عرفانا منا بجميل ما قدموه وتخليدا لشخصيات تستحق التخليد.
ولذلك فإننا نطالب الجهات ذات العلاقة باعلان كشوف تكتب بحروف من ماء الذهب باسماء شهداء الكويت، وقبل فترة سمعنا ان هناك نصبا تذكاريا يضم اسماء الشهداء، وقد هللت الامة لهذا العمل الذي خبا وميضه واصبح المشروع حبيس ادراج البيروقراطية المظلمة، وللعلم فان جميع قبائل الكويت وحضرها لهم شرف استشهاد الكثير من أبنائهم وأهلهم دفاعا عن الوطن، وهؤلاء الشهداء هم مبعث فخر واعتزاز لقبائلهم واسرهم، ولعلي لا أخفي سرا حينما اذكر مثالا لذلك بكل فخر ان «الدياحين» من قبيلة مطير الشهيرة استشهد منهم في يوم واحد في معركة الجهراء أكثر من 75 فارسا شجاعا جادوا بأنفسهم، وكذلك كثير من قبائل الكويت وأسر حاضرتها، الا يستحق هؤلاء من بدو وحضر مثل هذا التخليد؟
عذرا أيها الشهداء الأبرار اذا تأخرنا في تكريم وتخليد اسمائكم باحرف من نور، ونحن واثقون بان هذا التكريم المستحق قادم لا محالة في وطن لا يبخس ابناءه حقوقهم.
٭ ملاحظة: من أراد التعرف على اسماء شهداء الكويت فليرجع الى كتاب ملاحم كويتية للمؤلف القدير سعد عبدالله محمد الشعران العجمي.