صبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، صبر أيوب على سفاهات الحوثيين حينما انقلبوا على الشعب اليمني وعلى الشرعية الرئاسية ووضعوا الشعب اليمني تحت الإقامة الجبرية، وبحماقتهم المعهودة سفكوا الدماء اليمنية ودنسوا الحرمات وعاثوا في الأرض فسادا وجبروتا وطغيانا، فكان نداء الاستغاثة الذي أتى من تحت ركام الأرض من رجل مسن وطفل، يصفعه أبناء جنسه وامرأة ثكلى ورئيس شرعي لليمن، شرد وأوذي وأصبح طريدا في بلده يرى هول الجور من نفر خارج على القيم والأخلاق يُؤمرون ولا يأمرون، ويدمرون ما تبقى من أشلاء اليمن الذي كان سعيدا لتنعق الغربان في أرجائه، وأعاد إلى أذهان الأمة اليمنية المقولة التي قيلت في العصور الأولى من الفتوحات الاسلامية حينما قالت امرأة مسلمة «وامعتصماه» فقد قال الشعب اليمني بكل أطيافه ومكوناته باستثناء الحوثيين «واسلماناه» و«واخليجاه»، فأتت الاستجابة بشكل مزلزل غير تقليدي ليعيد الأمور إلى المسار الصحيح ويحفظ كرامات الشعب اليمني بصون عرضه وفرض الأمن بالقوة، لأن الخارجين على النظام في ذلك البلد لا يعرفون إلا لغة الحديد والنار، فكان الجزاء من نفس جنس العمل، وانطلق نسور الجو السعودي أبناء الملك سلمان ليغطوا سماء اليمن بسلاح الجو ويدكوا أهدافا محددة كانت مصدرا للشر والفتنة ليعيدوا للشعب اليمني المغلوب على أمره، أمنه واستقراره ولعل اللافت للانتباه الأسلوب الفني والتقني الذي أديرت به «عاصفة الحزم» التي أذهلت كل دول العالم أجمع من حيث التوقيت وإدارة المعركة بأيد سعودية 100% وبتوجيه من قيادات الصف الأول في إدارة الحكم، فهذا ولي ولي العهد الذي يتابع بنفسه أدق التفاصيل من خلال غرفة العمليات، وهناك وزير دفاع شاب كان قدره أن يقول للملك سلمان سمعا وطاعة، وما تأمر به مستجاب، فكان النجاح على كل الأصعدة وبفكر وسواعد أبناء المملكة المخلصين من قادة سلاح الجو ومشاركة من دول مجلس التعاون الذين لبوا نداء الواجب، ويكفينا فخرا واعتزازا أن ساعة الصفر لا يعلمها إلا قائد «عاصفة الحزم» الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أعاد للأمة العربية كرامتها وعزتها، فشكرا لدول مجلس التعاون والأمة العربية والإسلامية والصديقة، حفظه الله خليجنا من كل سوء ومن مكر الماكرين المهزومين.