في البداية أتقدم بالتهنئة لمقام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، يحفظه الله، ولسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، يحفظه الله، وللشعب الكويتي كافة ولجميع حكومات وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي حفظهم الله على مشاعرهم الطيبة ومشاركتهم الكويت باحتفالاتها في اليوم الوطني ويوم التحرير والشكر الجزيل لدولة الإمارات وحكومتها الغالية وشعبها الحبيب على ما قاموا به من تعبير رائع في مطار دبي وشارع الشيخ زايد رحمة الله عليه وهذا ليس بغريب عليهم.
إن احتفالات فبراير لها قيم ومفاهيم يجب أن يتم غرسها بمفهوم صحيح ومدروس حتى لا ينحدر ويتهاوى المفهوم الفعلي لما لهذه الاحتفالات من معان سامية.
إن المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الوالدين ووزارة التربية والإعلام يجب ألا يستهان بها، حيث إن غرس مفهوم المواطنة الفعلية ليس بالشيء البسيط بل هو أهم وأخطر غرس ليجني الوطن ثماره الحقيقية من خلال الأجيال القادمة وهذه هي الثروة الحقيقية لجميع الأوطان.
فعند مشاهدتي لبعض مظاهر الاحتفالات هذا العام حزنت جدا لما شاهدته من خلال قيام بعض أولياء الأمور بشراء مسدسات الماء لأبنائهم الصغار والمراهقين والدفع بهم للشارع لرش بعضهم البعض بالماء باستهتار والتعدي على خصوصية الآخرين بفتح أبواب مركباتهم بأسلوب فوضوي من بعض الأطفال والشباب والبنات واتساخ الشوارع والهدر الكبير للماء هل هذا هو المعنى الفعلي لمفهوم الاحتفال؟
إن هذه الأفعال تغرس مفاهيم متعدد وخطرة جدا في المجتمع وفي نفوس الأطفال والشباب وتعزز جانب تعمد الفوضى واللامبالاة والتمادي على خصوصية الآخرين وغياب الهدف السامي للعمل الجماعي والقيمة الفعلية للمعنى السامي لهذه الاحتفالات.
ويفترض لو كان لدينا بعض المسؤولين ممن يتسمون ببعد النظر لقاموا بوضع خطط والتنسيق فيما بين وزارة التربية والإعلام والمشروعات السياحية والأندية الرياضية والمجمعات التجارية والنقل العام وأصحاب الفنادق لعمل خطة شاملة في جميع المحافظات في الكويت بحيث تكون هناك مشاريع ترفيهية ومسابقات وطنية شاملة دينية واجتماعية وترفيهية والتذكير بأسماء ومواقف جميع شهداء الكويت لجميع الأعمار للأطفال والشباب والكبار وضيوف الكويت وعمل رحلات جماعية لكل محافظة كزيارة بيت القرين وجزيرة فيلكا والمنتزهات العامة والمتاحف وتوفير المأكولات والمشروبات والهدايا بتمويل مالي من الجمعيات التعاونية في كل محافظة وبتنسيق ورعاية ومتابعة المحافظين وبإشراف متخصصين وبالمقابل توفير الدعم والتنسيق مع الشباب في جميع الهوايات كالزوارق والسيارات والدراجات النارية والطائرات الهوائية كفرق يقومون بعمل عروض تعبر عن الاحتفالات وفق جدول زمني ويجمع المشاركين من جميع الدول.
هنا سنجد المعنى الفعلي للاحتفالات سيتحقق والسياحة ستنهض والفوضى ستختفي وروح المشاركة الجماعية سترتقي وسيتم ترسيخ روح المواطنة الحقيقية.
إن روح المواطنة ليست بتعليق الإعلام على المنازل والمركبات وخلق الفوضى إن المواطنة الفعلية هي العطاء والحب والمشاركة واستذكار بفخر واعتزاز مواقف كل من ضحوا بأرواحهم من أجل رفعت وطنهم.
دامت الأفراح في وطني ودامت رايته عاليه.. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected] - @nasser_p7