- مصادر حوارية تؤكد لـ «الأنباء» الحاجة إلى تخلي حزب الله عن «سرايا المقاومة»
- الثلوج على ارتفاع 600 م ابتداء من اليوم
بيروت ـ عمر حبنجر
التقى تيار المستقبل وحزب الله في جلسة حوار ثانية في عين التينة امس، يفترض انها خرجت من العموميات الى التفاصيل، لكن ظاهر الامور لا ينبئ بذلك، بدليل استمرار مجانبة الطرفين للمسائل الخلافية الاساسية.
الصورة نفسها تنسحب على الحوار المنتظر بين العماد ميشال عون ود.سمير جعجع، خصوصا بعد الاطلالة التلفزيونية لرئيس التيار الوطني الحر ميشال عون مساء الاحد الماضي والتي اظهرت ان مثل هذا الحوار المنتظر مازال عند حدود التمني من خلف الابواب المردودة دون اغلاق.
على المستوى الحكومي هناك همان، هم الخلاف الناشب بين وزير الصحة وائل ابوفاعور ووزير الاقتصاد آلان حكيم حول مكافحة الفساد الغذائي، وهو خلاف يخفي ربما تناقضات سياسية بين حزبي الوزيرين، التقدمي الاشتراكي والكتائب، وبالتالي يخشى ان يؤثر على التضامن الحكومي، وهم العسكريين المخطوفين من قبل داعش والنصرة والمحتجزين في جرود عرسال والقلمون بعدما اقتربت منهم نيران الصراع المسلح بين خاطفيهم والجيش السوري وحزب الله، في وقت بلغت فيه العاصفة الثلجية «زينة» ذروة عطائها الابيض مكللة به قمم جبال لبنان الشرقية والغربية بحدود 600 متر عن سطح البحر.
هذه العاصفة الثلجية الآتية من اليونان اشتدت رياحها اعتبارا من ظهر امس لتصل الى سرعة 60 كيلومترا في الساعة نهارا و80 كيلومترا في الليل.
وتتوقع الارصاد الجوية تساقط الثلوج على ارتفاع 1100 متر اليوم على ان تقوى العاصفة ليلا لتبلغ مدى 600 متر عن السواحل.
وتتحسب وزارة الاشغال العامة والنقل لاستمرار هذه العاصفة حتى نهاية الاسبوع، وتداركا اوعز الوزير غازي زعيتر للتعاقد مع المزيد من الجرافات التابعة لاشخاص او شركات للمساعدة في فتح الطرقات الممكن ان تغلقها الثلوج ويحبس عابريها.
في هذه الأثناء، كشف الرئيس نبيه بري ان اجتماع الامس بحث في سبل تنفيس التوتر المذهبي، لكنه شدد على ان هدف الحوار وطني وليس مذهبيا، ونفى بشدة ان يكون القصد منه تحالفا رباعيا جديدا يستبعد احد المكونات الطائفية او السياسية او اصطفافا سياسيا على حساب الآخرين، كاشفا عن ان بيان الجلسة الاول الذي صيغ كل حرف فيه بعناية كان واضحا ودقيقا في تبديد اي هاجس من هذا النوع، وبالتالي ان اي اتفاق ينتج عن الحوار سيؤخذ بعين الاعتبار.
واعتبر رئيس البرلمان اللبناني ألا محرمات على الحوار، مستشهدا بما جرى في التاريخ بين الروس والالماني وبين الاميركيين وكوبا.
ورأى بري ان الحوار المرتقب بين العماد ميشال عون ود.سمير جعجع هو ارتداد طبيعي وصدى ايجابي للحوار السني ـ الشيعي، لكن مصادر مطلعة اشارت لـ «الأنباء» الى ان اي خرق للابواب الموصدة بوجه التفاهمات بين المستقبل وحزب الله غير ممكن ما لم يوافق حزب الله على حل التنظيم المسلح الرديف الذي جعله نقطة استقطاب للشبان من الطوائف اللبنانية الاخرى باغراء المال والنفوذ والسلاح تحت اسم سرايا المقاومة التي يناط بها محاولة القبض على زمام الامور في الاحياء والقرى المختلطة طائفيا ومذهبيا احيانا، حتى باتت تشكل ظاهرة استفزاز دائم للبيئة التي تتحرك ضدها.
اما تورط حزب الله في الحرب السورية ففريق المستقبل يدرك ان هذه المسألة تدخل في صميم الاستراتيجيات الايرانية التي تجعل من زمام الجناح العسكري لحزب الله بيد طهران مباشرة.
على صعيد الحوار الداخلي ايضا، نقل مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار عن الرئيس سعد الحريري ضرورة ان يلتف اللبنانيون حول بعضهم، وان يكون هناك حوار وان يكون اي خطاب موحدا للبنانيين، الشعار كان يتحدث في مأدبة اقامها في طرابلس برعاية الرئيس سعد الحريري للمعزين بوفاة رئيس الحكومة الراحل عمر كرامي وعن روح الراحل.
اما بالنسبة للقاء المتوقع بين العماد ميشال عون ود.سمير جعجع، فإنه رهن تذليل بعض العقبات.
من جهته، قال العماد عون لقناة «الجديد» ان الحوار المفترض مع جعجع سيتناول عناوين عدة من بينها حقوق المسيحيين وقانون الانتخابات النيابية والاستحقاق الرئاسي ومواصفات الرئيس «وهذه المواضيع ليست ملكا شخصيا لي ولا للحكيم».
واضاف: سنتحاور حول الجمهورية قبل رئاسة الجمهورية والدعوة للحوار جاءت من الحكيم فقلنا له اهلا وسهلا الباب مفتوح، واللبنانيون بانتظار اتفاقنا وانا وافقت من كل قلبي على الموضوع، واكد عون امكانية تصويت كتلة نواب القوات اللبنانية لصالح رئاسته وهذا ليس معجزة.
ولوحظ ان عون كان متحفظا في اجوبته التي اعطاها ردا على الاسئلة عن حواره مع جعجع لكن بتفاؤل.
وحول الرئاسة ايضا، لم يجد عون اي مانع من نجاح انتخاب رئيس من قبل الشعب، وسأل: لماذا يهربون من الاستفتاءات الشعبية ومن الرئيس المنتخب من الشعب؟ انا لا انتظر المفاوضات الايرانية ـ الاميركية ولا المحادثات الايرانية ـ السعودية لانتخاب رئيس.
واضاف: لا مانع من عدم نجاحها، فصلاحيات الرئيس تتغير ولكن بالاستفتاء الطريقة تتغير فقط.
وحول ملف العسكريين المخطوفين لدى النصرة وداعش، اشار عون الى انه حذر في البداية من التفاوض مع الخاطفين لأنهم لا يحترمون اي اتفاق، معتبرا ان هناك عدم كفاءة في معالجة موضوع ما حصل في عرسال لأن المعركة كانت قائمة وتم ايقافها بحيث اعطوا فرصة للمسلحين للفرار واخذ العسكريين معهم، وحمل قيادة الجيش المسؤولية.
وبشأن الوضع على الحدود اللبنانية ـ السورية في جرود عرسال، اعرب عون عن اعتقاده انه ليس بامكان المسلحين التمدد والتوسع خارج نطاق وجودهم الآن الا في حال حصولهم على امتدادات.
وفي الموضوع الحكومي، رأى عون ان الحكومة اختلفت في الفترة الاخيرة على موضوع النفايات، ولفت الى انه كان معروفا انه في 17 الجاري سينتهي العقد مع «سوكلين» والحكومة لم تقم بأي شيء بهذا الخصوص، معتبرا ان من لزم «سوكلين» لديه مصلحة باستمرار الامور على حالها، فأسعار النفايات في لبنان لا مثيل لها في العالم كله.
واعتبر عون ان التمديد لقائد الجيش ولرئيس الاركان غير شرعي وقرار وزير الدفاع بهذا الخصوص غير كاف، داعيا الحكومة للعودة الى ما تنص عليه القوانين ومراجعة هذه الامور ومعالجتها لتصبح شرعية.
وختم عون بالتأكيد انه في حال لم يأت رئيس مع خطة اصلاحية لمعالجة الوضع فإن عام 2015 سيكون كارثيا على لبنان.رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد امل ان يؤتي الحوار ثماره الطيبة، مشيرا الى مؤشرات كبرى تعيشها المنطقة تضعنا امام مرحلة جديدة محكومة بالتفاهم والحوار.
موقف السيد جاء خلال احتفال بالمولد النبوي الشريف اقامته بلدية مدينة بعلبك بحضور فعاليات دينية وسياسية.