أثنت مدير عام شركة «ليدرز جروب» للاستشارات والتطوير نبيلة العنجري على ما حققه معرض سوق السفر العربي من نجاحات متتالية منذ انطلاقته، حيث يعكس هذا المعرض قصة نجاح مدينة دبي سياحيا منذ العام 1989، حينما بدأت مدينة دبي في الاستثمار لتطوير البنية التحتية القادرة على استيعاب التطورات الاقتصادية والسكانية، وعمدت إلى تنويع مشاريعها السياحية بما يتلاءم مع تطلعاتها المستقبلية في التحول إلى مدينة سياحية واقتصادية عالمية بكل المقاييس.
وقال التقرير السياحي الشهري لشركة «ليدرز جروب» إن معرض سوق السفر العربي في دورته الثانية والعشرين، ظهر بحلة متجددة، حيث ضم نحو 130 دولة و2700 شركة عارضة وأقيم على مساحة 25 ألف متر مربع تحت رعاية نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم، فيما ضم المعرض فعاليات خاصة بقطاع السفر والسياحة منها ندوات تعريفية وحوارية ناقشت الفرص الاستثمارية السياحية الحالية، وكذلك المستقبلية المتاحة، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه القطاع على المستويين الإقليمي والعالمي.
وبين التقرير أن لوضوح رؤية القيادة في دبي دورا كبيرا في كل مرحلة من مراحل نموها، وفي كل بصمة نجاح تضاف إليها، إذ كان الجميع يتخوف من عمليات التوسع التي تقودها مدينة دبي ظانين أنها ستؤدي إلى تشبع الأسواق من الفنادق والمرافق السياحية الأخرى، ليروا بعدها أن ما تم إنجازه ما هو إلا نذر يسير مما تحتاجه المدينة لاستقطاب السياحة العائلية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والتي قدرت بنحو 130 مليار دولار، والتوسع لاستقطاب المزيد من السياحة العالمية.
وأشار التقرير إلى استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020 والذي يعد تكليلا لتلك النجاحات، لاسيما وأنه معرض عالمي ضخم يتم تنظيمه كل خمس سنوات في إحدى مدن العالم، حيث تم تنظيمه في المرة الأولى في لندن عام 1851، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استضافة هذا الحدث الكبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يتوقع أن تصل كلفة البنى التحتية واللوجستية لـ«إكسبو 2020» في دبي إلى نحو 9 مليارات دولار، وذلك وفقا للتقديرات الحكومية للإمارة.
والجدير بالذكر أن تلك المعارض التي تتسابق دبي إلى تنظيمها تنعكس أثارها على مختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد، ويتبعها نشاط ملحوظ في حركة الطيران القادمة إلى البلاد وكذلك انتعاشة حجوزات الفنادق والشقق المفروشة، ناهيك عن الاستفادة التي تنعكس على قطاعات أخرى منها قطاعات المواصلات والمطاعم والمناطق الترفيهية والأسواق وغيرها.
وتطرق التقرير إلى قطاع المعارض والمؤتمرات في منطقة الخليج والذي بدأ يشهد نموا ملحوظا، ومتصاعدا، حيث بدأت بعض دول الخليج بتركيز اهتمامها على هذا القطاع ومن بينها الإمارات العربية المتحدة، خصوصا إماراتي دبي وأبو ظبي، حيث تستضيف دبي بمفردها سنويا نحو 200 معرض ومؤتمر دولي ينظم وفقا للمعايير العالمية، أما أبوظبي فهناك نحو 180 فعالية دولية يتم الإعداد لها سنويا بمستوى احترافي.
وهناك ارتباط كبير بين قطاع المعارض والمؤتمرات وصناعة السياحة وبخاصة الفنادق، ومنظمي الرحلات، ووكالات السفر، وغيرها من الأنشطة والمهن السياحية، حيث تؤثر كل منها على الآخر، فنجد أن الفنادق تضم أكثر قاعات المؤتمرات، ويقيم المشاركون فيها.
فيما تقوم الكثير من الدول التي أيقنت بأهمية هذا القطاع الحيوي بربط استراتيجياتها السياحية باستراتيجيات تنمية قطاع المعارض والمؤتمرات فيها.
علما أن الرحلات السياحية بغرض حضور الاجتماعات سواء المعارض والمؤتمرات تمثل أكثر من 15% من إجمالي السياحة في العالم بواقع أكثر من (135) مليون رحلة سياحية حسب تقارير منظمة السياحة العالمية.