اختلافات سلوكية، واختلالات منهجية متباينة، وشعوب تتقاتل، وانفس تزهق دون رحمة وظواهر غريبة نراها تتكون، وتظهر احيانا وتختفي اخرى، رؤى متعارضة، وتخوينات متبادلة ومناظر بشعة تنقل عبر وسائل الاعلام المختلفة من باب التباهي.
والاغرب من ذلك ان البعض يعلم انه اداة تقوم بدور غير اخلاقي، وبمنهج غير مبرر، متى كان قتل البشر وجعل البلاد المستهدفة اثرا بعد عين وخرابا تنعق فيها الغربان امرا عاديا؟
ومتى كانت رائحة الدم تشم عند البعض على انها رائحة البخور؟ ومتى كان الهدم وتجريف الارض التي هي مصدر الرزق احدى وسائل الرق والمهانة؟ متى كانت المناظر الدموية مشاهد مألوفة؟ ومتى كان الاعتداء على المحارم والانفس امرا مقبولا؟ ومتى كان جز الرؤوس وتفجير الناس بالريموت كونترول شجاعة؟
والغريب ان تمارس هذه السلوكيات بدم بارد ممن يدعون انهم يمثلون الاسلام، والاسلام منهم براء، ومنذ فترة ليست بطويلة نشرت وسائل الاعلام العالمية خريطة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات، وهذا يعني ان الضفة الغربية وغزة وسيناء في مصر وسورية ولبنان والعراق كاملة هي ارض الميعاد لاسرائيل الكبرى، وكان اغلب من نظر الى هذه الخريطة الجغرافية في ذلك الوقت يقول: هل جنت اسرائيل؟ ان وضعها الآن يكاد يكون في دائرة الزوال، وقد ضُلل المواطن العربي تضليلا كبيرا حينما كان يقال فيما مضى من بعض قادة العرب ان اسرائيل سترمى في البحر، كيف؟ اسرائيل وبمعاونة قوى الشر رمتنا تحت الانقاض، ودمرت كل البلاد المستهدفة، وجعلت كل الطرق المؤدية الى خريطة اسرائيل الجديدة سالكة وميسرة وامرا واقعا، فقيادة داعش والبغدادي تحديدا اتضح انه خبير في الموساد الاسرائيلي حسبما نشر في بعض وسائل الاعلام، بينما النصرة والجيش الحر وميليشيات الحشد الشعبي الايراني في العراق وكثير من الكيانات الهشة تقاتل بعضها بعضا بالانابة، وتصفي بعضها بعضا حتى لا يبقى لاسرائيل الا جهد بسيط هو رفع العلم الاسرائيلي على هذه البلاد.
ومن يخالفني في الرأي فلينظر الى نتائج الحروب المفروضة على الوطن العربي ماذا جنينا منها الا ايتاما وارامل وعجزة وشيوخا كبارا لا يملكون كف الذبابة عن وجوههم، ومعاقين ومشوهين ومشوشين من هول المعارك والقتل والدمار تحت شعار الموت لاسرائيل، ألا تتفقون معي على ان الشعار اصبح الموت للعرب حتى دول الخليج العربي طالها من العنت الكثير فقد فرض عليها دفع فواتير الحرب نتيجة شعورها بالمسؤولية تجاه البلاد العربية واهلها، وكأنها تنفخ في قربة مخرومة، لكن هذا قدرها، والله المستعان.