- الجاسم: نحن في انحدار وهذا ليس استهلاكاً إعلامياً
محمد هلال الخالدي
قال النائب د.فيصل المسلم ان الواقع الذي نعايشه اليوم في الكويت واقع مريض، وعلينا أن نقر بهذه الحقيقة دون أن نشعر باليأس أو الإحباط وإنما لتوصيف الواقع، وأضاف خلال ندوة بعنوان «الكويت رايحة وين؟» في ديوانية العليان مساء أمس الأول: اننا أصبحنا نعيش في زمن يعاني فيه الشرفاء مهما كانت مواقعهم، سواء كانوا شيوخا أو وزراء أو نوابا أو كبار موظفين بل وحتى المواطن العادي، وأمامنا طريقان فإما أن نستسلم ونصبح «صفر» أو نتحمل مسؤولياتنا ونفعل ما علينا كل بحسب إمكانياته وقدراته وموقعه. وأضاف أن الأمر يحتاج إلى الشرفاء والبلد لم تعدم الشرفاء أبدا.
وحدد د.المسلم شروط الإصلاح قائلا: ان الإصلاح يتحقق من خلال «الحكم»، والحكم يعني حكومة صالحة وبرلمانا صالحا وشعبا حيا، وأكمل أن اجتماع هذه المقومات أصبح في الكويت من الأماني أو الأحلام ولكن من المحال أن تزول كلها، فلايزال الخير في الشعب وإذا وصل الفساد للشعب، فعندها يعني أننا وصلنا إلى حد الانهيار، ولكن هذا لن يحصل. وشدد المسلم على أن هناك هجمة شرسة على الشعب تهدف إلى تمزيق وحدته وبث الفرقة بين أبنائه من خلال «الإعلام الفاسد» والذي كنت أحذر منه منفردا وحيدا، فنحن نشهد اليوم تراجعا مخيفا للقيم.
عناصر الإصلاح
ثم تناول د.المسلم موضوع الإصلاح بشيء من التفصيل، حيث حدد مجموعة من العناصر التي تضمن الوصول إليه، فبدأ باختيار الكفاءات قائلا: اننا أصبحنا نعاني من مشكلة كبيرة تتعلق باختيار الكفاءات، فالاختيار اليوم في أي منصب لا يتم بناء على الكفاءة، وإنما على أساس المصالح الشخصية وهي التي كرست الطائفية والقبلية والفئوية بأبشع صورها، بدءا باختيار الوزراء ثم من يليهم.
وأضاف أن الأمانة والتاريخ المشرف والإخلاص للبلد التي يفترض أن تكون هي المعايير الأساسية في الاختيار أصبحت غائبة ومفقودة تماما، وقال: اننا بتنا نشهد «تقلبات» في مواقف كثير ممن كان لهم تاريخ مشرف بسبب هذا النهج في الاختيار المبني على المصالح الشخصية.
وقال ان العنصر الثاني من عناصر الإصلاح هو الالتزام بنصوص القانون، وأنا على يقين أننا قد وصلنا إلى «الحضيض والقاع» في هذه المسألة، بل أصبحنا نعيش في عثرة ولابد من النهوض من هذه العثرة التي طال أمدها، وأضاف أن هناك جهودا كبيرة تبذل من كثير من المثقفين والكتاب والتي تسعى إلى توضيح أهمية الدستور والتاريخ المشرف لمن كان وراء هذه الوثيقة المهمة والتضحيات الكبيرة التي بذلت من أجل الدستور، وربما يكون د.غانم النجار أحد أهم هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم توضيح ذلك للشعب الكويتي حتى يعرفوا تاريخهم وتضحيات من سبقهم.
وأكمل انه كان يشار إلى من يتحدث بنفس طائفي بوصفه صوتا شاذا ولم يكن أحد يجرؤ على مثل هذا الكلام، أما اليوم فالشاذ هو من يتحدث عن الوطنية بعد أن أصبحوا هم القلة. وأول من ينسف سيادة القانون ويتعدى على المال العام هي السلطة، فهي التي تكرس الطائفية وتمزق الوحدة الوطنية. بل إن الحكومة تعيش اليوم حالة تخبط في موضوع تقديم برنامج عملها وما بين الخطة وملخص الخطة فهم لا يعرفون ماذا يقدمون للمجلس.
وأضاف د.المسلم: انني قلت سابقا وأكرر اليوم ان سمو الشيخ ناصر المحمد قدم ما عنده ولم يعد قادرا على أن يقدم المزيد، وانه آن الأوان ليتغير، فالناس أصبحوا يعيشون حالة يأس وإحباط من هذه الحكومة المسلوبة القدرات والإمكانات، قلنا هذا الكلام وانسحبنا من جلسة أداء القسم احتجاجا على التشكيل الحكومي.
برلمان مختطف
وأكمل المسلم الحديث قائلا: ان المصيبة لم تعد فقط في أن الحكومة أصبحت مسلوبة القدرة، بل وصل الأمر إلى أن تسلب من المجلس صلاحيته في المحاسبة بعد أن تنازل عدد من النواب عن هذا الحق الدستوري وأصبحوا مدافعين عن عجز الحكومة، مع أن حق المجلس في المساءلة والمحاسبة حق دستوري لا يملك أحد أن يتنازل عنه.
وأكمل بأن المشرع الكويتي وضع شرطا لتشريع القوانين توقيع خمسة أعضاء، واشترط توقيع عشرة أعضاء إذا كان التصويت علنيا، ولكنه أعطى حق المحاسبة والمساءلة لشخص واحد، لأن المشرع كان يعلم أن الكويت لن تعدم شخصا واحدا شريفا يؤدي هذا الدور.
وأضاف د. المسلم أنه وجه سؤالا إلى وزير الإعلام حول تعيين مراقبين على وسائل الإعلام لمعرفة مصادر تمويلها والى الآن لم يصلني أي جواب، فقد وصلت الأمور بالإعلام الفاسد أن يظهر «الجهلاء والحثالات» ويطعنوا في وطنية الناس ثم يستقبل أمثال هؤلاء من قبل وزير الداخلية ولا يحرك وزير الإعلام ساكنا، هذا تضليل للناس، ولكن هذا البلد فيه من الشرفاء وأحراره أحرار ولن يدوم الحال هكذا. وواصل: اننا أقسمنا ألا نقف إلا مع الحق ولن يوقفنا إلا الحق، فكل اسم يسقط أمام اسم الكويت.
انحدار
من جانبه، قال المحامي محمد عبدالقادر الجاسم ان عنوان الندوة يطرح تساؤلا «وين رايحة الكويت؟» وأنا أقول ان الكويت في انحدار، إلى أي مدى سيصل الانحدار ومتى سيقف؟ لا ندري، وهذا ليس كلاما للاستهلاك الإعلامي أو نتيجة لموقف سياسي، فالتقارير الدولية التي تصدر من جهات محايدة تشير كلها إلى هذا الانحدار والتراجع في كل المستويات. وأضاف: انني لست على خلاف شخصي من سمو الشيخ ناصر المحمد، وما أقوله كلام موضوعي بدافع الحرص على الكويت.
وأكمل الجاسم: اننا لو نظرنا على سبيل المثال إلى حركة المرور فسنعرف أن هناك خللا كبيرا يدل على فوضى في التخطيط وإدارة هذه الجزئية البسيطة، وهذا أمر لا علاقة له بالاستجوابات ولا بالمواقف السياسية فهناك خلل في معالجة أزمة المرور، كما أن هناك بالمثل خللا في التعليم والصحة وكل الخدمات والمرافق وهذا دليل على فشل الحكومة.