د. شفيقة العوضي: سرطان الثدي الأكثر شيوعاً بين النساء

• التاريخ العائلي للمرأة يلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالورم وعوامل أخرى تشاركه كالهرمونات البديلة وحبوب منع الحمل
• ارتباط الإصابة بسرطان الثدي بـارتداء حـمالات الصدر لفترة طويلة معلومات مغلوطة
• الزوج الواعي يساعد على دعم الزوجة المصابة و يتحمل عنها الأعباء ويسرع في العلاج
• السرطان يهاجم النساء فوق الخمسين من العمرإلا أن الأقل سناً لديهن عوامل خطورة أيضاً
• الإنترنت يحوي معلومات مفيدة إلا أنه يضم أخرى مغلوطة ولهذا ننصح بتحري الدقة في نشرها

حنان عبدالمعبود

ونحن نودع شهر أكتوبر التوعوي الخاص بمرض سرطان الثدي، أبينا أن يمر دون أن نهب لكل امرأة الفرصة لطرح أي سؤال يدور في ذهنها حول المرض، ومن أجل ذلك استضافت «الأنباء» استشارية العلاج الكيماوي في مركز حسين مكي جمعة والأستاذة المساعدة في كلية الطب د.شفيقة العوضي، التي أثرتنا وأثرت القراء بالحديث عن أسلوب الفحص الذاتي لاكتشاف التغيرات التي تطرأ على الثدي وبالتالي تلقي العلاج المناسب لتلافي البتر وانتشار السرطان في الجسم.. وغير هذا من الأمور التي أجابت عن استفسارات القراء فيها فكانت هذه المحصلة:

العلاج الكيمــاوي هو علاج مواكب للاكتشافات الحديثة لعلاج السرطان، فما سبب اختيارك لهذا التخصص؟

اختياري لهذا التخصص جاء بعدما سافرت إلى كندا للتخصص وكان في ذهني اتجاه آخر ولكن حينما دخلت هناك كان جزء من العمل أن أتواجد في القسم المختص بالعلاج الكيماوي، ووجدت أنه مجال انساني بالإضافة إلى ذلك هناك مجال كبير للأبحاث والدراسات حول العلاجات الجديدة في هذا المجال، وبطبيعتي أحب التغيير والتجديد الدائم في العمل وهذا ما وجدته في هذا التخصص، سنويا «لدينا على الأقل نوعان أو ثلاثة من الأدوية الجديدة تدخل بالعلاج وكلها اكتشافات جديدة تدخل في علاج السرطان فهو مجال حيوي جدا».

مرض السرطان لا يضم أعراضا في البداية لتعلن عن وجوده، وإنما الآلام الشديدة التي تهاجم المصاب في المراحل المتأخرة للمرض هي التي تعلن عنه، فكيف تعاملت كطبيبة مع مرضى يعانون من آلام شديدة مستديمة، وأنت تعلمين أيضا أن نسبة كبيرة منهم معرضون للوفاة؟

بصراحة الأمر صعب جدا وخاصة حينما تتابعين حالة المريض منذ البداية، وأنا أعلم أنه في نهاية الأمر سوف يأتي يوم ونفقده، هذا إحساس صعب جدا لدرجة أنه في المراحل الأخيرة أجد صعوبة شديدة في عيادتهم بالمستشفى، ولكن هذا الشيء لابد أن ننظر له بشكل عملي فهناك أمراض أخرى كثيرة تفتك بالإنسان ولكنها غير مصاحبة لهذا النوع الشديد من الآلام وكذلك لا تجعل المريض يلازم الفراش مثل أمراض القلب التي نفقد بسببها الكثيرين سنويا وخاصة من النساء، حيث بدأ بإصابة الصغيرات في العمر، ولهذا أعتبر مرض القلب أيضا من الأمراض الصعبة والتي بسببها نفقد أشخاصا عزيزين بطريقة مفاجئة. وفي النهاية الأمر عملية توازن وفي المقابل العمل الذي نؤديه من الصعب وجود أطباء كثيرين يفضلون الدخول فيه. وبعد انتهاء العمل وعودتنا إلى منازلنا نشعر براحة نفسية وضمير مرتاح تجاه العمل الذي نقوم به ومساعدة المرضى.

محاولة الوقاية

أم أحمد: كنت أسمع عن الأمراض السرطانية، وأخشاها بالفعل، ولكني لم أكن أهتم بمسألة الفحص وغيره، فليس لدى أي معلومات عن هذه الأمراض، فما الخطوات التي يجب على المرأة الاهتمام باتباعها للتعرف على المرض وبالتالي محاولة الوقاية؟

ماعمرك الآن؟

عمري 38 عاما، ولكن هذا المرض لا يفرق بين صغيرة أو كبيرة.

مازلت صغيرة بالعمر، وسرطان الثدي هو من أكثر السرطانات شيوعا بين النساء، ولكن الأمر الجيد في هذا الشأن أن نسبة الوفيات الناتجة عن الإصابة بهذا المرض في تناقص كبير كل عام، وهذا التناقص بلغ نسبة تتراوح بين 30 و40% وهذا أغلبه يعود للفحص المبكر بالإضافة الى العلاجات الجديدة التي تظهر من وقت لآخر، ولهذا أنت في حالتك أو عمرك، واذا ما كان لديك ابنة فانه من المفترض أن المرأة من عمر العشرين فما فوقه تبدأ بما نطلق عليه الفحص الذاتي، وهو يعني أن المرأة تفحص ثدييها مرة بالشهر، بعد انتهاء فترة الحيض بأيام قليلة، والغرض من هذا الفحص هو تعرف المرأة على ثدييها.

ففي البداية يبدأ الفحص بالنظر، وبعدها اللمس.. وهكذا.

لقد فطمت ابنتي منذ ثلاثة أشهر عن الرضاعة فهل هذا جيد أم سيئ؟

هناك بعض الدراسات التي تشير الى أن الرضاعة تحمي من الإصابة بسرطان الثدي، وهذه الدراسات ليست معتمدة 100%. ولهذا فليست هناك مشكلة أو تخوف من الرضاعة فهي مفيدة. ولكنها لا تحمي بشكل كامل.

أعرف ذلك لأن إحدى جاراتي توفيت بالمرض وكانت فطمت ابنتها لإصابتها بالمرض، ولهذا أعلم أنه ليست واقية وانما قد تساعد على الوقاية.

نعم وحتى الفحص الذاتي ليس حماية من الإصابة وإنما يساعد على أنه إذا ما كانت هناك إصابة فانه يساعد على اكتشافها في وقت مبكر وبالتالي علاجها بشكل فعال.

إن ما أثار الخوف لدي أنني علمت بالأمس أن زوجة خالي التي كانت تشكو من ألام الظهر بسبب الإصابة بالديسك كما كان مشخصا من قبل إلا أنهم اكتشفوا أنه مرض السرطان، فكيف تحول الديسك إلى سرطان وعمرها فقط 39 عاما».

من الممكن أن يحدث ذلك، للأسف هذا المرض لا يعرف عمر ولكنه غالبا ما يصيب النساء ذوات العمر الكبير، ولكن حينما تصيب الجسم الخلايا السرطانية وتبدأ في الانتشار سواء في العظام أو في أي عضو آخر فإن هذا العضو يتآكل في البداية، ومع الفحوصات نبدأ في معرفة أن هذا المرض هو السرطان.

وهل هذا يعني أن المرض ليس له أعراض ويفاجئ الشخص، أم أن هناك أعراضا من الممكن رصدها؟

ليس هناك أعراض معينة ولكن كما ذكرت في حالة زوجة خالك أن الأعراض التي انتابتها كانت للديسك، ومن ثم ظهر أنه مرض السرطان، وحين يبدأ المرض في هذه الصورة فإن الطبيب المعالج يستطيع أن يرى من خلال الأشعة أنه ليس مرض ديسك عادي ولابد وأن يشك في أن هناك شيئا آخر ومن ثم يبدأ في عمل فحوصات أخرى والتي تظهر صحة الأمر من عدمه ولهذا لابد حينما يصاب الإنسان بأي عارض أن يذهب للطبيب والذي يشخص الحالة عن طريق الفحوصات.

وبالنسبة لسرطان الثدي هل هناك أعراض له مثل آلام بالكتف أو غيره؟

لا ليس هناك أي أعراض وإنما قد تظهر علاماته من خلال الفحص الذاتي الذي تقوم به المرأة بطريقة منتظمة لأنها قد تشعر بأي تغير أو فارق يظهر عليها، فمثلا الحلمة قد تلاحظين أن مظهرها عادي كل شهر وفي أحد الفحوصات تجدينها تميل إلى الداخل بعض الشيء، هذا الأمر يستدعي الذهاب إلى الطبيب والفحص لأنه يكون لديك خبرة واسعة وعلم بمظهر ثدييك وتستطيعين رصد أي تغير ولو كان طفيفا.

الأوهام تشكل عنصرا كبيرا في الإحساس بالمرض أغلب الأوقات، فمنذ سمعت بمرض قريبتي وأنا لا أنام من الخوف، فهل مثل هذه الحالة قد تشفى؟

هناك علاجات كثيرة لسرطان الثدي، وحتى حينما يصيب العظام ـ والعظام فقط ـ فإن نسبة الشفاء منه جيدة.

ساراكوما

نهاد: أختي مصابة بمرض سرطان في المخ وقد أجريت لها عملية جراحية بالإضافة إلى 25 جلسة علاج بالإشعاع، والمشكلة التي تعاني منها الآن أن الأطباء يشكون في معاودة المرض مرة أخرى، فهل من الممكن عودته بعد جراحة الاستئصال في أقل من سنة؟

لا أريد أن أتسبب في إيلامك ولكن بالفعل من الممكن أن يحدث هذا فهو أمر وارد وبقوة. هل هي مصابة بسرطان المخ أم انتقل لها السرطان من مكان آخر إلى المخ؟

لا هو في المخ فقط فقد بدأ فيه.

إن سرطان المخ صعب كثيرا فمن الممكن السيطرة عليه لمدة عام، ولكنه عادة للأسف ما يعود.

حينما يعود هل من الممكن علاجه بشكل أو بآخر؟ أم أن الأمر يكون منتهيا وليس هناك علاج؟ هل تم علاجها بالإشعاع فقط أم أعطوها أدوية كيماوية على شكل حبوب مع العلاج الإشعاعي؟

أعطوها العلاج الإشعاعي فقط حيث ان نوع الورم المصابة به يطلق عليه ورم ساراكوما وهو خبيث وليس حميدا.

أعلم هذا ولكن هل كانت هناك أعراض معينة تشكو منها؟

نعم فقد ظلت لفترة طويلة تشكو من الصداع النصفي، ثم أصيبت بشبه شلل في الوجه، وصعوبة في النطق، مما تسبب في اكتشافنا للورم.

والآن وبعد عملها العلاج الإشعاعي هل هناك أعراض أخرى تشعر بها؟

بعد إجرائها العلاج الإشعاعي والجراحة أصيبت بشلل رباعي ولا تتحرك مطلقا»، ولكن الآن تقدمت بعض الشيء في العلاج حيث أصبح الشلل نصفيا فقط.

والآن لماذا تخافين من العودة، هل بدأت تشكو من شيء؟

أحيانا ما تصاب بصداع شديد في المنطقة التي أجريت بها الجراحة.

الصداع فقط لا يشكل عنصر خوف من رجوع الإصابة فقد يكون ناتجاً عن العلاج بالإشعاع والذي أحيانا ما يؤثر على خلايا المخ والأنسجة، ولهذا لابد أن يعيد لها الطبيب عمل أشعة مرة أخرى.

أجرينا الأشعة بالفعل ووجد الطبيب أن الورم عمل شيئا يسمى ارتشاحا على المخ.

هذا ما أقوله إن الإشعاع أحيانا قد يحدث تغييرات في المخ.

وهل من الممكن أن يعود بالفعل في أقل من سنة؟

لا قدر الله قد يحدث بالفعل ولكن قد يكون الصداع عاديا وليس بسبب عودته، وعليها أن تجري الأشعة ليقف الطبيب على سبب المشكلة الموجودة. فهل قال الطبيب إن هناك بالفعل ارتجاعا بالورم؟

قال انه يشك في أن الورم قد عاد مرة أخرى.

ما الفحوصات التي أجراها لذلك؟

قام بإجراء الرنين المغناطيسي.

إذا كان الطبيب يشك في الارتجاع والأمر مجرد شك وليس يقينا 100% فعليه إما الانتظار لفترة شهرين ثم يعيد لها الفحوصات مرة أخرى أو يجري لها أخذ عينة من المكان الذي يشك في أن به الورم.

هل يعني ذلك إجراء الجراحة مرة أخرى في المخ؟

الأمر مجرد أخذ عينة منها فقط تحت جهاز الأشعة حيث يقومون بإدخال إبرة معينة وسحب العينة وهذا يعود لتقييم الطبيب نفسه .

فحص مخبري

سمير: هل هناك فحوصات مخبرية يمكن إجراؤها لمعرفة إذا ما كان الشخص مصابا بالسرطان أم لا، فالبعض أسمع أنه ذهب للطبيب فيقول له لقد حضرت متأخرا» فأنت مصاب بالسرطان منذ سنوات.

هل تتحدث عن مرض سرطاني بعينه؟

نعم لقد مررت بتجربة معينة مع أخي والذي أصيب بسرطان في الكبد وقد توفي رحمه الله وحينما ذهبنا للطبيب للفحص قال له «لقد أتيت متأخرا فأنت من المفترض أن تأتي منذ 3 أو 4 سنوات» ولهذا أتساءل كيف يمكن للشخص أن يحضر مبكرا حتى لا يتكرر الأمر معنا؟!

إن سرطان الكبد له علاقة كبيرة بالتهاب الكبد الڤيروسي لأنه من الأمراض التي قد تصيب بالسرطان، وهو كمريض ليس له أي ذنب فيما حدث لأنه من المؤكد لم يشعر بأعراض من قبل، فسرطان الكبد ليست له فحوصات يمكن إجراؤها لاكتشاف المرض قبل استفحاله، لكن عموما من المفترض حينما يشعر الإنسان بآلام وأعراض يجب أن يذهب للطبيب ولا يهمل نفسه، وإذا كان يعاني من آلام بالبطن أو المعدة فعليه المراجعة.

مثل لسرطان القولون والآلام التي تنتج عنه؟

سرطان القولون يمكن اكتشافه بالمنظار ويمكن إجراؤه بشكل سنوي، وهناك فحوصات أخرى يمكن إجراؤها ولكن المنظار يكفي بالإضافة إلى ذلك فإنه عادة ما يصيب في العمر الذي تجاوز الخمسين أو للأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من الإصابة بسرطان القولون في العائلة.

انتشار السرطانات

منى: لماذا أصبحنا نسمع بكثرة عن الأمراض السرطانية ولم نكن نعلم عنها من قبل؟

من قبل كان الناس يموتون في أعمار قليلة بعد مرض قصير ولا يعلم أحد سبب الوفاة، وقد يكون السبب معروفا بأن سبب الوفاة هو الإصابة بالمرض ولكن بما أن الشخص قد توفي لا يكون هناك جدال كبير حول المرض بين الناس، بالإضافة إلى ذلك فإن الشعوب بدأت نسبة الأعمار في الارتفاع لديها ومعها بدأ الاهتمام بالصحة ومتابعة أي مرض، مع الوعي المتزايد بين الناس.

معلومات الانترنت

سارة: حصلت على الكثير من المعلومات عن سرطان الثدي من مواقع مختلفة على الإنترنت ولكن للأسف جاء في بعضها تضارب شديد مما أربكني فبماذا تنصحونني حتى تكون معلوماتي صحيحة؟

إن الإنترنت مفيد جدا إلا أنه بالفعل يحوي الكثير من المعلومات غير الدقيقة ولهذا فنحن كأطباء ننصح بتحري الدقة في نشر المعلومات على الإنترنت، وقد لمست أثناء إلقائي للمحاضرات الخاصة بالتوعية عن سرطان الثدي في بداية الحملة أن هناك تعطشا شديدا للمعلومات، ولهذا أفكر أن تكون التوعية طوال العام وليس شهر أكتوبر فقط، ولهذا سوف نكثف الجهود بمشاركة الأطباء بالمستوصفات لأنهم الأكثر احتكاكا بفئة النساء اللاتي لديهن وعي قليل تجاه هذا المرض، لأننا نريد لكل امرأة تذهب للمستوصف أن يقوم الطبيب بتعليمها الأمور الصحيحة حول المرض، وطريقة عمل الفحص الذاتي، وأنا أضع هذا الهدف نصب عيني للعام القادم لتنفيذ هذا البرنامج.

حمالة الصدر

نوف: سمعت أن ارتداء حمالة الصدر لأكثر من 15 ساعة قد يتسبب في الإصابة بسرطان الثدي والكثير من النساء يرتدينها أكثر من ذلك فهل هذا صحيح؟

غير صحيح بالمرة وليس هناك أي دراسات تدل على ارتباط ذلك الأمر بسرطان الثدي وهذه معلومات مغلوطة يجب الأخذ في الاعتبار تصحيحها حتى لا تثير القلق بين النساء.

خالدة: ما العوامل التي معها يصبح من الممكن حدوث سرطان الثدي؟

هناك العديد من العوامل التي تعد مؤشرات مثل الحيض المبكر للمرأة في عمر الثانية عشرة وكذلك التي ينقطع عنها قبل عمر الخمسين، وكذلك اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل لسنوات طويلة وكذلك متناولات الهرمونات البديلة التي أصبحت في وقت ما تشكل موضة بالدول الغربية وحينما ينقطع الحيض تبدأ أعراض الشيخوخة في مهاجمة الجسد من تغير بالجلد واختلاف في العملية الجنسية وكذلك تغيرات طارئة بالجسم مثل شعور قوي بالحرارة يتعرق معه الجسد ويصاب باحمرار في البشرة وهي أعراض مزعجة، ولكن حين يتم تناول الهرمون البديل تختفي هذه الأعراض تماما مما دعا أغلب النساء إلى تناوله ولكن الدراسات التي أجريت بعد ذلك بينت وجود علاقة بين تناوله والإصابة بسرطان الثدي مما حدا بالأطباء على الامتناع عنها ولهذا إذا ما كانت المرأة تعاني من أعراض شديدة جدا فعليها استشارة الطبيب الذي بدوره يصف ما يلائم حالتها سواء على فترات متقطعة أو بنسبة معينة مدروسة، كذلك عليها في هذه الحالة المناقشة مع الطبيب وإعلامه إن كان لديها تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان الثدي.

شيماء: هل الحالة النفسية لها تأثير على الصحة لدرجة أنه من الممكن أن يصاب الشخص معها بمرض السرطان؟

هي لا تؤدي بشكل مباشر للإصابة بالسرطان ولكن الحالة النفسية تؤدي إلى هبوط المناعة بالجسم، والتي ينتج عنها الكثير من الأمراض، والدليل على ذلك أننا منذ زمن حينما كنت بقسم الباطنة كنا نعرف أن الشخص المكتئب بسبب إصابته بالقلب معرض للوفاة بنسبة أكبر من الشخص صاحب الحالة النفسية المتوازنة، وهذا الأمر ينطبق على مرضى السرطان فالمرأة المصابة بسرطان الثدي وتعاني من اكتئاب تكون عادة استجابتها للعلاج أقل من المرأة التي تواجه الأمر بصلابة وتتعامل مع المرض على أنه مرض مزمن وتتعايش معه وتشعر بإمكانية اجتيازه، وهذا بدوره يرفع من مقاومة الجسم للمرض وبالتالي يرفع من استجابة الجسم للعلاج.

ولهذا فإن الحالة النفسية تلعب دورا كبيرا في الشفاء وبخاصة إذا كان في مراحل الإصابة الأولى، فحينما تتلقى المرأة خبر الإصابة تشعر بأن حياتها أوشكت على الانتهاء، ونظرا لحساسية وضع المرأة فهي عماد الأسرة والتي تقوم عليها الأسرة بكاملها من زوج وأبناء، كذلك شعور المرأة بأن شكلها سيتغير مع تساقط الشعر والتغيرات الجسدية. ولكن بعد فترة نجد المرأة قد تغيرت تماما بالتعايش مع المرض.

دور الرجل

عادل: ما الدور الذي يقع على عاتق الرجل عقب إصابة المرأة بسرطان الثدي؟

إن الرجل هو الأب والزوج والأخ والابن ولهذا يحتاج إلى وعي شديد في هذا الجانب مثل المرأة، حتى يكون إلى جانبها بشكل ملائم ويحمل عنها الأعباء التي تحملها عادة حتى تستطيع قطع مشوار العلاج بشكل جيد.

أنت تتابعين حالات من هذا القبيل فهل تجدين الرجل في مجتمعنا يساند المرأة بالشكل الملائم؟

بصراحة أرى النمطين موجودين بمجتمعنا فهناك الرجل المساند الذي يتابع بشكل مستمر مع المرأة ويسأل ويتابع، وقد يحضر دونها ليطمئن على حالتها، وكذلك أرى أنماطا أخرى لا تبالي، وفي اعتقادي أنها أنماط شاذة، في الغالب الشخص يتأثر بإصابة زوجته ويحاول المساعدة، ولكن للأسف ليس لديهم الوعي الكافي للإلمام بما يمكن أن يقدموه للمرأة المصابة فهو أيضا يحتاج إلى من يجلس معه وينصحه بما يمكن أن يفعله عند كل خطوة علاجية تمر بها المرأة.

هل لمست زيادة وعي النساء في هذا الشهر الخاص بالتوعية بسرطان الثدي من زيادة في إقبالهن على الفحص؟

نعم بالفعل هناك زيادة في الوعي نلمسه في طلبات الفحص وكذلك في الأسئلة التي تطرح أثناء المحاضرات التي ألقيها في أماكن مختلفة.

د.شفيقة العوضي في سطور

• د.شفيقة العوضي استشارية علاج كيماوي في مركز حسين مكي جمعة والأستاذ المساعد في كلية الطب، رئيسة قسم العلاج الكيماوي لمدة 10 سنوات سابقة، الحالة الاجتماعية متزوجة وأم لأربعة أبناء: عبدالله 13 عاما، خليفة 10 أعوام، بكر 7 سنوات، وجنى 6 سنوات.
• والأبناء ينقسمون في ميولهم بين الأب والأم حيث الأولاد يفضلون الأعمال التجارية مثل الأب، بينما تميل الابنة إلى الطب كالأم فكل اللعب لديها مريض وطبيب.

تلافي الإصابة بسرطان الثدي

تلقينا الكثير من الاتصالات وكلها تركزت في سؤال واحد كان عن الفحوصات التي يمكن إجراؤها لتلافي الإصابة بمرض السرطان وقد أجابت د.شفيقة العوضي، ان على كل شخص يشعر بأعراض معينة مراجعة الطبيب للتشخيص، فإذا ما قام بعمل الفحوصات وتأكد من أن ليس هناك ما يدعو للآلام، هنا يبدأ في التفكير في السرطان الذي تخلو الإصابة به من أعراض، ولكن هناك عوامل من الممكن من خلالها معرفة ان الشخص معرض للإصابة أكثر من غيره.

دور الدعم النفسي مع المرضى

الدعم النفسي يحتاج إلى مختصين في هذا المجال ولكننا نلاحظ افتقار المراكز العلاجية بمجتمعنا لهذا الجانب فما هو رأيك؟

نتخذ خطوات في هذا الجانب الآن فأحاول أن أخصص ساعة أسبوعية للاجتماع مع أهل المريضة للحديث معهم وتوعيتهم عن المرض وكيفية التعامل معه.

هناك أكثر من جهة مختصة بمساعدة مرضى السرطان إلا أننا لا نرى تكاتف وجمع الجهود لجعلهم يدا واحدة لمساعدة المريض. فهناك على سبيل المثال بحملة لأجلك سيدتي مجموعة من الناجيات تشكل عنصرا معنويا شديد التأثير في المرأة المصابة حديثا بالسرطان، بالإضافة إلى جهود أخرى يمكن الاستفادة منها، ألا يحدو بكم كجهة معالجة بجمعهم معا؟

هناك الكثير من الجهات منها لجنة «حياة»، حملة كان للسرطان، لجنة جابر العلي والذين قدموا دعما كبيرا لمرضى السرطان، بيت الزكاة، صندوق إعانة المرضى، والأمر في النهاية لا يحتاج إلا أن يخدم كل بطريقته ونحن نتعاون مع الجميع فنحن الجهة التي تقدم العلاج وهو دورنا الأساسي، حيث اننا علينا أن نتأكد أن لدينا أحدث البروتوكولات العلاجية الموجودة ووصول العلاج الملائم للمريض، وكذلك نحن كمركز حسين مكي جمعة من المفترض علينا أن نقوم بدور التوعية والكشف المبكر، ولهذا فإن أي جهة تريد أن تتعامل معنا نحن نرحب بها فكل الجهات التي ذكرتها سابقا تساعدنا كثيرا، كذلك حملة لأجلك سيدتي التي أرسلنا إليها الكثير من الحالات للفحص كما تعاونا مع د.هناء الخواري بالمستشفى الأميري والتي استقبلت أيضا حالات كثيرة من عندنا، فنحن منفتحون على الجميع وليس لدينا أي مشكلة والمهم صحة المريض وأن يسير الأمر بشكل مدروس.

الماموجرام

ما فحص الماموجرام؟ وما فوائده؟

الماموجرام هو صورة تؤخذ بأشعة سينية منخفضة الطاقة لها القدرة على اكتشاف الورم بوضوح من خلال اكتشاف مناطق ذات كثافة عالية مقارنة الى الانسجة في الثدي الطبيعي او الترسبات غير الطبيعية للكالسيوم داخل انسجة الثدي. ويتطلب الفحص للكشف المبكر عن سرطان الثدي خصوصا عند وجود تاريخ للاصابة بسرطان الثدي في الأقارب من الدرجة الأولى. وتخضع للفحص السيدات ما فوق السن الـ 40 كل سنة او سنتين لاكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، أما الحالات التي تكون في سن مبكرة فيحددها الطبيب. ولا يجب إطلاقا عمل الفحص عند وجود حمل أو عند الشك في وجوده إلا في حالات نادرة يحددها الطبيب المعالج وطبيب الأشعة وعندها يجب أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية الجنين، ويفضل أخد موعد فحص الماموجرام من اليوم الخامس الى العاشر من بداية الدورة حتى يكون الشعور بعدم الارتياح نتيجة للضغط على الثدي أقل ما يمكن.

الفحص الذاتي للثدي

أشارت د.العوضي الى أهمية الفحص الذاتي لكل امرأة ونصحتها بما يلي:

• 1 - المعاينة النظرية: اجلسي أمام المرآة بصورة معتدلة، اخلعي ملابسك إلى منطقة الخصر، ضعي يديك على خاصرتك في حالة ارتخاء من دون ضغط على الفخذ كي تكون العضلة الصدرية مرتخية. انظري بالمرآة جيدا للثدي الأيمن والأيسر وقارني بينهما بالحجم والشكل ولاحظي إن كان هناك أي فروق بينهما، ومن ثم اضغطي بكلتا اليدين على منطقة الخصر كي تجعلي العضلة الصدرية متقلصة وانظري مرة أخرى لكل ثدي جيدا. ارفعي أكتافك وضعي يديك خلف رأسك لسحب العضلة الصدرية والجلد وهذا يساعد في إبراز أي تغيرات للجلد أو غيرها على الثدي ولاحظي كل ثدي جيدا، انحني إلى الإمام قليلا كي تجعلي الثديين في حالة تهدل إلى الإمام ولاحظي كل ثدي جيدا.

وهذا الفحص يشمل حلمة الثدي والهالة وهي المنطقة الملونة التي تحيط بحلمة الثدي في كل حالة.

عليك رصد أي تغير في لون الجلد سواء كان زيادة في تركيز لون الجلد، أو أن يصبح الجلد باهت اللون في منطقة معينة من الثدي، ظهور انكماش أو نقرة في الجلد وخاصة في حالة تهدل الثدي يكون الجلد متهدلا مع الثدي بعكس منطقة الورم مثلا تكون منكمشة للداخل، زيادة تركيز الشعيرات الدموية في منطقة واحدة، انتفاخ أو تورم، تغير ملمس وشكل الجلد كأن يصبح كملمس وشكل قشرة البرتقال.
وبالنسبة لفحص حلمة الثدي والهالة يجب ملاحظة وجود تغيرات ففي الهالة قد يحدث عدم تشابه بين الهالتين اليمنى واليسرى بالشكل او الحجم، وجود كتلة على الهالة، أو وجود أي تقرح أو جرح، وبالنسبة لحلمة الثدي قد يحدث عدم تشابه بين الحلمتين بالحجم أو اللون، أو وجود قيح، تقشر أو شقوق، أو انقلاب حلمة الثدي إلى الداخل، أو وجود أي كتلة أو عقدة.

• 2 - الفحص باليد: يجب أن تستلقي على الفراش، ضعي تحت رأسك مخدة واحدة، و ضعي يدك تحت رأسك فإذا أردتي فحص الثدي الأيمن ضعي يدك اليمنى تحت رأسك وافحصي بيدك اليسرى وبالعكس، استخدمي راحة اليد بالفحص وخاصة راحة الأصابع الوسطى الثالثة، والفحص بإحدى طريقتين: إما أن تعتبري وجه الثدي كوجه الساعة وافحصي كل ساعة من الخارج باتجاه الحلمة، أو تفحصي الثدي بشكل دوائر من الخارج إلى الداخل، المهم أن تقومي بفحص الثدي كاملا مع ذيل الثدي وهو أعلى الثدي المتجه إلى الكتف، ولا تنسي أن تضغطي مباشرة على حلمة الثدي للإحساس بالنسيج تحت الحلمة.

وفي الفحص باليد لاحظي الآتي: إحساس بالحرارة في منطقة معينة من الثدي أكثر من بقية نسيج الثدي، احمرار، انتفاخ أو ورم، الم، وجود كتلة معينة أو عقدة.

امسكي الحلمة بين السبابة والإبهام وحاولي عصرها إن كانت تحمل بعض الخراج أو القيح.

وعند مشاهدة أو الإحساس بأي علامة مرضية من تلك التي ذكرت سابقا، عليك مراجعة الطبيب المختص مباشرة، وعليك مراعاة ما يلي:

• - الوقت الافضل لفحص الثدي هو بعد انتهاء الدورة مباشرة.
• - المرأة من عمر 20 إلى 39 تقوم بهذا الفحص شهريا وتقوم بالفحص من قبل الطبيبة المختصة كل 3 سنوات.
• - المرأة بعمر 40 فأكثر تقوم بهذا الفحص شهريا، وتقوم بالفحص من قبل الطبيبة المختصة كل سنة.
  هذا الفحص لا يتجاوز بضع دقائق ونظرا لكثرة حالات سرطان الثدي الذي انتشر في العالم بصورة كبيرة ولسهولة هذا الفحص الذي نعتبره طبيا فعالا جدا للكشف المبكر عن السرطان الذي قد يجنبك انتشار المرض في أنحاء الجسم أو استئصال الثدي.

حياة صحية أكثر حماية

فهد: كيف يحيا الإنسان بشكل صحي تلافيا للإصابة بمرض السرطان؟

بشكل عام فإن أي إنسان يعيش حياة طبيعية سليمة بشكل صحي من الممكن أن تشكل له نوعا من الوقاية من الإصابة، مثل تناول الغذاء الصحي الذي يحتوي على الڤيتامينات والمعادن من فواكه وخضراوات ولحوم بيضاء والتي تحفز جهاز المناعة بالجسم والذي بدوره يعتبر نوعا من الخلايا المناعية التي تقضي على الخلايا السرطانية في البدايات، وكذلك هناك أمر واضح للجميع للحماية من السرطان وهو الامتناع عن التدخين والذي يعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض سواء بالفم أو البلعوم والرئة والمثانة، ولهذا أصاب بالضيق الشديد حينما أرى مدخنا وخاصة إذا كان شابا أو شابة صغيرة بالعمر، وللأسف فإن المدخن يشبه من يقود مركبة على الطريق ويسير بسرعة شديدة وهو يعلم أنه يخاطر بحياته ولهذا لا نعلم ما يجول بخاطر الإنسان.

كذلك الرياضة تشكل عنصرا هاما في الحماية من الأمراض السرطانية وخاصة سرطان الثدي ولهذا من الأفضل أن تكون هناك ممارسة للرياضة في سن العشرينات، كذلك تعد السمنة من العوامل الهامة للإصابة بالسرطان، ولهذا يعد تلافيها أحد عوامل الوقاية. ولكن هناك بعض الأمراض السرطانية التي يكون السبب فيها الإصابة بڤيروسات معينة أو لها علاقة بالهرمونات.