لم يكن أجمل ما في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب بما يمثل من واجهة ثقافية تلك الأجنحة الغنية بكل أنواع الإصدارات والكتب، وذلك التنظيم المميز والمتقن والشامل والفعاليات الهادفة فحسب.. الأجمل كان حضور الجمهور الإماراتي المقبل بكل حماس وجدية وتقدير على القراءة عملا بإرشادات قيادته وتوجهاتها ورغبة في المساهمة في نهضة البلاد التي يُبهر تقدمها العالم بكل المقاييس.. والأجمل أيضا كان التطور الكبير والمستمر للمدينة الذي يشد أنظار الزائر من الوهلة الأولى، فمن شاهد أبوظبي قبل سنوات قليلة ويزورها اليوم فسيرى حجم التقدم المحقق والمتواصل الذي حوّلها إلى مدينة عالمية بامتياز بمرافقها ومبانيها وشوارعها ومؤتمراتها.
بدعوة كريمة من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة زرت المدينة لتوقيع روايتي «الأرواح تتبادل القبل» في المعرض، وسعدت بمشاهدة الآلاف من مرتاديه، لاسيما فئة الشباب الذين يشكلون الأغلبية الساحقة بما يحمله ذلك من دلالات إيجابية للمستقبل، واللافت أيضا الحضور النسائي البارز بما يجسده من معانٍ عن دور المرأة الإماراتية الفاعل على المستويين القراءة والإنتاج الثقافي.
التواصل مع الجمهور على مدى ثلاثة أيام جعلني أسجل انطباعات خاصة بالمجتمع الإماراتي، وأبرزها كان خلال الحديث مع من التقيتهم من موظفي القطاع العام في الإمارات السبع، وبعضهم من أصحاب الإصدارات في جناح «دار بلاتينيوم»، حيث لمست لديهم حماسا لم يسبق أن شاهدت له مثيلا في الاهتمام بتطوير الذات والمنافسة والإلمام بمفاهيم القيادة والتعاون والعمل الجماعي والتمكين والتجديد والابتكار والحرص على إرضاء المراجعين والجمهور.
هذا التوجه لدى الموظفين الإماراتيين لا يقل أهمية عن النهضة العمرانية في البلاد ويؤسس لنموذج إماراتي في قيم المواطنة، ينافس نماذج متقدمة أخرى على مستوى العالم كاليابان وسنغافورة وغيرهما.
نبارك للقائمين على معرض أبوظبي الدولي للكتاب نجاحه بنسخته لهذا العام، ونتمنى لهم دوام النجاح والازدهار والإسهام الفاعل في إنجاح مسيرة بلدهم الرائع، حيث تمضي التنمية قدما بكل حقولها وميادينها، لاسيما الثقافية.
[email protected]