إن الإدارة الناجحة علم له أصول وفنون يتم تدريسه في أغلب جامعات العالم، ورغم ذلك نجد أن النجاح في الإدارة لا يعتمد في الأساس على الدراسة فقط، بل ان هناك عوامل أخرى أهمها الموهبة الإدارية.. نعم، فالموهبة الإدارية لا يملكها الكثيرون كما أن الذكاء الإداري وسرعة البديهة عاملان مهمان لنجاح أي إدارة، وعلى الاداري الناجح استخدام ذكائه ومهاراته وفن التعامل مع الآخرين والابتعاد عن الديكتاتورية وجعل مناخ العمل ملائما لإظهار الطاقات الإبداعية لدى الموظفين.
تقول الكاتبة الفرنسية أمانتين أورو لوسيل دوبين الشهيرة باسم جورج ساند «ليس العمل عقاب المرء، بل مكافأته وقوته ومتعته». نعم، يجب أن يكون العمل متعة في حد ذاته فبيئة العمل إذا كانت صحية وراقية ومواكبة للتطور، تكون دافعا للتميز والابتكار.
ويقول الكاتب الأميركي بيتر دراكر «إن أفضل طريقة لتوقع المستقبل هي المشاركة في بنائه».
ومن المؤكد أن صناعة المستقبل تبدأ بالإدارة الناجحة المعتمدة على العمل بروح الفريق الواحد وقيادة المجاميع بروح تنافسية ابتكارية تقود دائما إلى النجاحات تلو النجاحات، فالفكر التنظيمي والرؤى الإبداعية تقود دائما إلى الأفضل، ولذلك هناك ضرورة لتجديد الدماء والاعتماد بشكل موسع على الشباب بالإضافة إلى إعطاء الخبرات من رجالات الكويت المناصب الاستشارية، فكما تحتاج الدولة إلى سواعد وأفكار الشباب تحتاج أيضا وبنفس الدرجة إلى رؤى رجالها ذوي الخبرات الكبيرة في المجالات المختلفة.
وهناك ضرورة للاعتماد عليهم وتسهيل تعيينهم كمستشارين في وزارات الدولة وهيئاتها ومؤسساتها، وهنا لنا وقفة مع ديوان الخدمة المدنية حيث يشكو كثير من المواطنين من عدم الرد على الكتب الخاصة بهم والتي توجهها الجهات الحكومية للديوان، ونتمنى ألا يكون هذا التراخي في الرد على الكتب مقصودا، كما نتمنى أن يعاد التفكير في آليات العمل في الديوان لتكون أكثر سرعة، فليس معقولا أو مقبولا أن تتأخر الردود على الكتب بالأشهر في عصر الحكومة الالكترونية وميكنة كل الخدمات.
ونطمح نحن المواطنين إلى أن نرى ميكنة المراسلات بين جميع الجهات الحكومية مع تحديد وقت لا يمكن تجاوزه في الرد على المراسلات والكتب التي تهم المواطنين، فإذا كانت الحكومة ترفع شعار «كويت جديدة.. New Kuwait» فعلى جميع الجهات رفع شعار من أجل كويت جديدة.. نقدم أفضل الخدمات بأسرع وقت.
وأخيرا علينا جميعا أن نرفع شعار «لا للترهل.. وألف لا للتراخي» هذه الآفات التي سئمناها ولم تعد لها مكان في عالم التطور التكنولوجي الرهيب، فمن يتباطأ ولا يواكب العصر الجديد فلن يكون له مكان في كويتنا الجديدة.
[email protected]