- السلطات تدعو لإخلاء العاصمة وتستنفر أكثر من 20 ألف عسكري
وصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الأرجنتين أمس، لرئاسة وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين، التي تستضيفها العاصمة الأرجنتينية ابتداء من الغد.
وقالت وكالة الانباء السعودية (واس)، انه كان في استقبال سمو ولي العهد في المطار في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس وزير خارجية الأرجنتين خورخي فوري.
ويحضر ولي العهد غدا وبعد غد قمة مجموعة الدول العشرين، بعد جولة عربية قادته الى كل من الإمارات والبحرين ومصر وتونس.
وفي السياق، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي ولي العهد السعودي على هامش قمة الـ«G20». وقال مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، في افادة صحافية نقلتها وكالة نوفوستي حول المواضيع التي ستتم مناقشتها أمس، إن «الهدف الرئيسي هو تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا والسعودية. وفي هذا الضوء ستتم مناقشة كل القضايا الدولية أيضا، ليس فقط هذا الموضوع بل ومسائل التسوية السورية والوضع في الشرق الأوسط وإلى آخره». وأشار الى أن الزعيمين سيبحثان أيضا أسواق النفط.
كما أكد الرئيس الروسي، أن روسيا وأوپيك التزمتا بتعهدات الإنتاج بنسبة 100%، وذلك يرجع إلى ولي العهد السعودي.
وفي حين أشار إلى أن روسيا راضية بسعر النفط البالغ 60 دولارا للبرميل، قال: «نحن على اتصال بأوپيك، وسنواصل التعاون معها إذا لزم الأمر».
وأبلغ بوتين أن الحد الأدنى لتحقيق الربحية من النفط الصخري يتراوح بين 35 و45 دولارا للبرميل.
هذا، ويلتقي رؤساء دول وحكومات القوى العشرين الأولى في العالم هي 19 دولة والاتحاد الأوروبي، تشكل 85% من إجمالي الناتج العالمي.
وسينشر أكثر من 22 ألف شرطي أرجنتيني لضمان أمن القمة التي تعقد في بلد يشهد أزمة اقتصادية جديدة، وبعد عام على قمة لمجموعة العشرين جرت في هامبورغ وشهدت أعمال عنف على هامشها.
وتبدأ قوات الأمن الأرجنتينية إغلاق العاصمة بوينس آيرس اعتبارا من يوم وصول رؤساء أكبر 20 دولة اقتصادية في العالم.
وبحســـب صحيفــــة «الغارديان» البريطانية، تقرر تحويل جميع الرحلات الجوية عبر العاصمة الأرجنتينية، كما ستلغى جميع وسائل النقل العام من قطارات ومترو أنفاق، طوال فترة انعقاد القمة.
وأعلنت السلطات في الأرجنتين أن يوم الجمعة عطلة رسمية، وشجعت حكومة اليمين المتوسط التي يرأسها الرئيس ماوريسيو ماكري، سكان المدينة على المغادرة خلال القمة.
من جهتها، قالت وزيرة الأمن باتريشيا بولريتش: «نوصيكم باستغلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة للمغادرة.. غادروا الخميس، لأن المدينة ستكون معقدة للغاية».
وأضافت الوزيرة: «ستغلق مناطق كثيرة، لأن الإجراءات الأمنية ستكون معقدة وقاسية للغاية، وسنتخذ قرارات فورية، إذا كان هناك أي عنف، لأننا لن نسمح بذلك».
وأوقفت حركة النقل العام في العاصمة وضواحيها، مرورا بأجزاء من منطقة بوينس آيرس الكبرى، وهو ما يؤثر على مجموع سكانها البالغ عددهم 12 مليون نسمة.
وتعقد قمة العشرين في الأرجنتين في أجواء من التشنج حول التجارة والمناخ كما كان متوقعا أساسا، لكن مزيدا من التوتر بات يسود الأجواء مع التصعيد بين روسيا وأوكرانيا.
وقال فرنسوا هيسبورغ المستشار في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس إن «الموضوع الذي فرض نفسه للتو هو قضية بحر آزوف»، حيث اعترض حرس حدود روس ثلاث سفن عسكرية أوكرانية. وردا على هذا الحادث، فرضت أوكرانيا وهي ليست عضوا في مجموعة العشرين، حالة الطوارئ.
وعلى الصعيد التجاري، ينتظر هيسبورغ ليرى «ما إذا كانت الصين ستتصدى» لترامب الذي تبنى في الأيام الأخيرة مواقف متباينة منها.
ويفترض أن يجري الرئيس الأميركي محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ في بوينس آيرس، ويعتبر ثاني اهم لقاء في القمة.
وكانت قمة التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ انتهت في 18 نوفمبر بمأزق، بلا إصدار بيان ختامي، بعد مناقشات صاخبة بين الممثلين الأميركيين والصينيين.
لكن وزير الخارجية الارجنتيني قال لوكالة فرانس برس إن المشاركين سيحرصون في البيان الختامي على الدعوة إلى رؤية «منطقية وإيجابية» للتجارة.
لكن الوضع يبدو بعيدا عن الوحدة المعلنة التي اختتمت بها قمة مجموعة العشرين الأولى في واشنطن في 15 نوفمبر 2008. وقد أشاد البيان الختامي بـ«التعددية» لتأمين «الرخاء» لعالم كانت تهزه أزمة مالية.
وبعد عشر سنوات، تواجه التعددية صعوبات بسبب شعار «أميركا أولا» الذي يتمسك به دونالد ترامب وانتخاب قادة اليمين الشعبويين في إيطاليا والبرازيل وغيرهما، وكذلك اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الـ«بريكست».
ولم يعد هناك توافق على أي نوايا حسنة حتى لو كانت مبهمة جدا، وهذا ينطبق خصوصا على مكافحة الاحترار التي تنوي فرنسا الدفاع عنها في بوينس آيرس قبل أن يفتتح في الثاني من ديسمبر مؤتمر المناخ الكبير في پولندا.