«ما عاد في كويت ولا في سعودية.. في بلد واحد.. يا نعيش سوا.. يا ننتهي سوا».
انتهى الاقتباس من خطاب جلالة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، بعد الغزو العراقي الغاشم للكويت.
ما أجمل الوفاء من الرجال الكبار.
فالوفاء لا يغيب مثلما تغيب الشمس.
والوفاء لا يذوب مثلما يذوب الثلج.
والوفاء لا يموت حتى وإن مات صاحبه.
الوفاء من أروع صفات المخلصين الذين يتحلون بالخصال الحميدة والشهامة والمروءة وقبل كل شيء يملكون الشجاعة.
وتلك الكلمات ليست كالكلمات، بل مازالت خالدة في ذاكرة التاريخ، ومن الصعب نسيانها، لاسيما أن قائلها رجل دولة من الطراز الفريد، رجل يحمل في قلبه كل الوفاء والإنسانية للامتين العربية والإسلامية، رجل دولة لن تنساه الأمم العظيمة، ولن ينساه الشعب الكويتي الوفي عندما اتخذ جلالته القرار الصعب، في الظروف الصعبة، وسخر كل إمكانات المملكة الغالية في تلك الظروف القاهرة حتى تعود الكويت حرة أبية.
واصل الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، ملك المملكة العربية السعودية آنذاك، واصل جهوده الكبيرة، وأوعز لحكومته بتكثيف التحركات الديبلوماسية والسياسية لقضية الكويت، وفي تلك اللحظات استمر شعب المملكة الوفي في مسلسل الفزعات، وفتحت السعودية أبوابها من كل الاتجاهات برا وبحرا وجوا، حتى حقق الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز عهده وأوفى بالوعد الذي قطعه على نفسه، ذلك الوعد الذي حرك جيوش العالم قاطبة وألف بين قلوبها لعودة الشرعية الكويتية والشعب الأبي.
في هذه الأيام تستضيف الكويت معرض «الفهد.. روح القيادة»، حيث يترأس اللجنة التنفيذية العليا سمو الأمير تركي بن محمد بن فهد آل سعود، ذلك المعرض الذي يعيد لنا التاريخ العتيد للرجل الفريد من نوعه في تعامله الراقي وتواضعه الجم، وتضحياته ودفاعه عن قضايا أمته، وذلك الوفاء الذي لم ولن ينساه كل مواطن كويتي استمع لخطابه الشهير الذي حرك الآمال وساهم في رفع المعنويات، واختصر كل الطرق والمسافات، حتى ترجم خطابه إلى أفعال يشار لها بالبنان.
مختصر مفيد:
الفهد.. روح القيادة..
حياته دروس وعبر تتداولها الأجيال في كل مكان وزمان..
كلماته.. خطاباته.. تحمل في طياتها الكثير من المعاني والقيم التي لا تخلو من بعد النظر.
صفاته.. جزلة بمعنى الكلمة، أخفى أكثر مما أظهر.. وقدم أكثر مما أخذ.
سيظل التاريخ معنونا اسم جلالته.. لطالما كان المشهد الرئيسي في حياة أهل الكويت ابان فترة الاحتلال العراقي الغاشم لبلادهم.
[email protected]
M_TH_ALOTAIBI@