لم يرحل وليد خالد المرزوق عن هذه الدنيا الفانية بل هو باق بكل ما خلّفه من «أصالة في الخلق والوفاء والوطنية الصادقة».. لم أكن أتصور أنني سأكتب هذه الكلمات بعد رحيله المفاجئ وهو في ريعان الشباب.. لقد فُجعت كما فُجع غيري برحيله المفاجئ وهذه سطور من شهادتي له.
بعد تحرير الكويت شكل شهداء الكويت سيمفونية الخلود لشعب صغير خرج أبناؤه لمقاومة المحتل قبل ان تتنادى الدول الكبرى لتحريره. وبعد التحرير شهدت صالة الفارس في منطقة السرة «عرس الشهداء» عبر سلسلة احتفالات لتوثيق سيرهم وقد تشرفت مع فريقي بإقامتها وفي بدء الإطلاق أرسلت دعوات للحضور.. امتلأت القاعة وكان «وليد خالد المرزوق» رئيس تحرير جريدة «الأنباء» الحاضر الوحيد بين رؤساء الصحف في ذلك الاحتفال، فقد حرص على الحضور بنفسه وأذكر وجهه الباسم حينها لأن الاحتفال كان يستحق الابتسام والفرح والافتخار، فالأبناء - نساء ورجالا - استشهدوا من أجل الوطن.
اذكر انه بعد التحرير أيضا تعرض أحد التجار الشباب في السالمية لكارثة، وكان صديقا لوليد خالد المرزوق فحرص، رحمه الله، عند بلوغه الخبر على التواجد بجانب صديقه ولم يتخل عنه في لحظات مأساته ومحنته وساعده بكل انسانية على تجاوزها.
وليد الخالد المرزوق كتب يوم ترك رئاسة تحرير «الأنباء» قائلا: «أما الشكر الخاص الذي أستميح القراء عذرا في أن أسجله على صفحات «الأنباء» فهو لوالدي السيد خالد المرزوق الذي تتلمذت على يديه في مدرسة الحياة».
هذا هو فعلا وليد خالد المرزوق، كما عرفناه بوطنيته ووفائه.
رحمك الله يا وليد وأحسن عطاءك عند الله سبحانه وتعالى ولأسرتك الكريمة كل الصبر والسلوان.. وستبقى بيننا يا وليد.