مع بدء موسم الإجازات الصيفية الطويلة لابد من الآباء استغلال واستثمار وقت فراغ الأبناء لصالحهم بما يفيدهم بتوجيههم وتعليمهم وتنشئتهم وإعدادهم للحياة بأساليب تربوية سليمة وذلك بعمل برامج تثقيفية وتعليمية وترويحية لتجديد نشاطهم نفسيا وجسديا، وقد يحتاج الأبناء تربية شاملة دينيا وتربويا وتعليميا وقد تترك آثارا لتكوين شخصيتهم ومشاعرهم واتجاهاتهم وسلوكياتهم، لذا على الآباء تكوين عادات النوم المبكر وعدم السهر بمشاهدة وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفاز إلا بأوقات محددة والاستيقاظ من النوم مبكرا في الصباح حتى يتعود على النظام والانضباط، كما أنه عامل فعال في راحته الجسمية والنفسية.
والتربية الإيمانية هي جوهر حركة الحياة وديمومتها، ومن واجبات الآباء تربية الأبناء التربية الدينية وتعريفهم بقواعد السلوك الإسلامي وتعويدهم على أداء الشعائر الإسلامية وتعاليمه وآدابه وغرس محبة القرآن الكريم واحترامه في نفوس الأبناء وحفظ القرآن بما يناسب أعمارهم السنية من سوره وآياته وإشباع حاجاتهم إلى النشاط الحر واللعب وتشجيعهم على ممارسة هواياتهم سواء كانت فنية أو أدبية أو رياضية إلى غير ذلك.
وكذلك عمل خطط وبرامج القيام برحلات وجولات ممتعة وفيها فائدة بمشاهدة معالم مدينة الكويت العاصمة مثلا كشك الشيخ مبارك والأسواق القديمة وغير ذلك ومشاهدة أبراج الكويت وزيارة متحف العثمان لمشاهدة التراث الكويتي القديم تراث الآباء والأجداد والاعتزاز بالقيم والعادات الكويتية الأصيلة وبثقافة مجتمعهم والقيام برحلة إلى المركز العلمي ومركز الشيخ جابر الثقافي والاشتراك في الأندية الرياضية والأكاديميات التثقيفية والعلمية باكتساب المعارف والسلوكيات الإيجابية المفيدة مثل معرفة قواعد المرور في الطرق والشوارع وقواعد عبور الطريق.
ومع توجيه الأبناء وتشجيعهم على أي استفسار حول ما يريدون معرفته وزيارة المكتبات والحرص على أهمية القراءة باقتناء الكتب المناسبة والمفيدة والمحببة لهم واحتوائها على الخيال الواسع لتنمية قدراتهم ومهاراتهم وعلى عنصر التشويق والإمتاع وإكساب الأبناء القيم النبيلة مثل الأمانة والصدق والتواضع ومحبة الخير للناس ومساعدة الفقراء والشفقة على الحيوانات والطيور والاهتمام بالنباتات والأشجار والمحافظة على نظافة وسلامة البيئة والتزام الأبناء بالهدوء في الأماكن العامة حتى يكتسبوا السلوكيات الإيجابية المفيدة لتطوير أنفسهم وتنمية قدراتهم وإمكانياتهم وإثراء خبراتهم وتنمية شعورهم بالمسؤولية وتربية النشء بأسس قويمة ومحكمة هي من مسؤولية الآباء والمؤسسات التربوية، فالتربية السليمة بالمحافظة على السلوكيات الإيجابية الفاعلة بحيث ينمى الفرد قدراته ومعارفه وخبراته ومهاراته واتجاهاته بالقدر الذي يستطيع الإندماج في الحياة الاجتماعية والتكيف مع بيئته، فالتربية السليمة أداة لتكوين المواطن الصالح بحيث يستطيع تسخير خبراته وقدراته لصالح أمته ومجتمعه ووطنه.
نهضة الوطن وتقدمها ورقيها بمصاف الدول المتقدمة مرهونة بصلاح النشء وتربيته بأسس متينة وراسخة وسليمة بسلامة خلقه وسلوكه.
[email protected]