ماذا لو أصبت بإنفلونزا وقررت الذهاب إلى أحد المستشفيات في الكويت للعلاج، وعندما تقف أمام مكتب الاستقبال تفاجأ بأنه يتم رفض علاجك لأنه ليس لديك هوية؟ ولنجعل هذه القصة أكثر دراما، ماذا لو كنت بعمر الثمانين، تعيش وحيدا بدون عائلة وتعاني من الحصوة وآلام بالمفاصل وتعيش في مكان جدرانه من «الشينكو» ويتم رفض علاجك لأنك «بدون» فكيف سيكون شعورك؟
للأسف هذه ليست قصة من نسج الخيال لإثارة المشاعر وتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني لرمضان القادم، بل هي قصة حقيقية حدثت منذ أيام لمسنّ «بدون» يدعى بوحسن تم رفض علاجه لأنه ليس لديه بطاقة هوية ولكن بسبب وعي الشعب الكويتي ومعدنهم الأصيل ورفضهم للظلم تم تداول حالته في «تويتر» تحت وسم «الفرهود حبيس الصفيح» وقد عبروا عن استيائهم على عدم علاجه وعدم استثنائه من الإجراءات المتبعة ضد من لا يحمل بطاقة، فأصبحت البيروقراطية تخنق البشر بدلا من أن تخدمهم.
لم يرد بوحسن العلاج في الخارج ومعه مرافق، ولم يطلب غرفة خاصة 5 نجوم للعلاج، بل كل ما أراده رعاية صحية وكلمة طيبة من الأطباء الذين أقسموا على معالجة المرضى واحترام مهنتهم.
هذه الحادثة لا تليق بالكويت بلد الإنسانية، وعلينا أن نتذكر أن هذا اللقب الذي حصلت عليه الدولة لجهودها الخيرية التي انتشرت في الكثير من بقاع الأرض يجب أن ينصب أولا فيها وهي منبع الخير. وأن هذا اللقب ليس بهدف متى ما حصلنا عليه قد انتهت المهمة بل هي رحلة يجب أن تستمر حتى نسعى للمحافظة عليه والأهم من ذلك السعي نحو المحافظة على البشرية.
لولا وسائل التواصل الاجتماعي لتألم بوحسن لوحده في غرفته الضيقة، ولكن تألم الكثير منا بسبب المشاهد المؤلمة له وبسبب المعاملة السيئة واللامبالية له. ونتساءل كم «بدون» في الكويت يعاني بصمت وينام على الألم ولا يعلم عنه أحد؟ ألا يستدعي ذلك البحث ومراجعة إجراءات الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية لكيلا نرى شخصا آخر يتألم بهذا الشكل؟
Twitter: SaqerG