ما يسمى بصفقة القرن هو مشروع من بنات أفكار نتنياهو وليس خطة ترامب، وهو يتضمن ابتلاع معظم أراضي الضفة المحتلة وغور الأردن والسيطرة على كامل القدس واعتبارها عاصمة لكيانه، وبمعنى آخر التمدد الجغرافي داخل فلسطين المحتلة وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة واعتبار كل الاتفاقيات السابقة معهم بما فيها اتفاقية أوسلو كأن لم تكن.
هذا المشروع الذي وصف بأنه صفقة القرن لا يتضمن أي صفقة لا مع الفلسطينيين أصحاب الشأن ولا مع العرب، وهو عبارة عن فرض إرادة صهيونية بوكالة أميركية. من المعلوم أن هذه الصفقة تأتي في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس الأميركي ترامب تحقيقات في مجلــس الشيوخ تطالب بعزله عن الرئاسة، كما أن رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو يواجه تهما خطيرة بالاحتيال والرشوة وإساءة استغلال منصبه وهي تهم تهدد مستقبله السياسي.
الاثنان في موقف لا يحسدان عليه وعلى هذا الأساس جاء استعجال فرض الصفقة من أجل التشويش الإعلامي على وضعيهما الداخليين ومن أجل مكاسب انتخابية رغم كونها غير مضمونة، أضف إلى ذلك محاولة ترامب المزايدة على الديموقراطيين بأن الحزب الجمهوري أكثر تعاطفا مع الصهاينة من الحزب الديموقراطي من أجل الحصول على دعم الصهاينة الأميركيين لحزبه وكل ذلك على حساب مصالح العرب وتقديم مصالح الصهاينة على مصالحهم، بل وفرضها عليهم دون أي اعتبار لهم وكأنهم غير موجودين. وبالرغم من ذلك لايزال بعض العرب يتحدثون عن الأمن القومي العربي وطرق دعمه.
وقد عبر شيخ الأزهر أحمد الطيب عن هذا الوضع العربي البائس في مداخلته مع رئيس جامعة القاهرة د.محمد عثمان الخشت بقوله ( شخصيتنا انتهت كعرب ومسلمين لا شيء الآن، يقضى في أمورنا وأنا في منتهى الخزي وأنا أشاهد ترامب مع نتنياهو وهم الذين يخططون ويقولون ويتحكمون ويحلون لنا المشاكل وهذا هو المجال الذي يجب أن نحارب فيه...) قاصدا بذلك غير الحرب الأخرى التي يشنها الأعداء على تراثنا الديني.
هذه الصفقة لا تعني أن الشعوب العربية مغيبة، فلو تم إجراء استفتاء نزيه في كل دولة عربية كما يحصل في بلاد الغرب، فستكون النتيجة رفض الغالبية العظمى لهذه الصفقة المشبوهة على اعتبار أنها صفاقة وسرقة وغطرسة وازدراء للعرب وهو ما يبشر بأن الشعوب العربية واعية وستبقى رافضة لهذا الكيان الغريب المتهالك وما يقوم به من محاولات لفرض وصايته على أمتهم العريقة بتاريخها وتراثها وخيراتها وأبنائها المخلصين لها.
> > >
الوجبات الصينية متعددة وتشمل لحوم الكلاب والفئران والقطط والخفافيش وكل ما يخطر على البال من الكائنات الحية. ومع انتشار وباء فيروس كورونا، وحالة الهلع التي تجتاح الصين من خطورة انتقاله من إقليم ووهان إلى أرجاء الصين والعالم، اكتشف العلماء أن مصدر هذا الفيروس هو الخفاش.
أطلق الرئيس الصيني شيجين بينغ على الفيروس مسمى (الشيطان) لكن هذه التسمية غير موفقة لأن الشيوعية لا تؤمن بالشياطين. ربما التسمية المناسبة هي (كورونا الإرهابي) لأنه أرهب الدولة الصينية بل أرهب العالم وجعله يتخذ كل الإجراءات لمواجهته ولم تعد الصين مجرد قوة في صادراتها الصناعية بل مصدرا لأوبئة خطيرة تهدد سلامة العالم.