لا شك أن العالم اجمع يجتهد بكل إمكاناته لاكتشاف لقاح للقضاء على كابوس فيروس كورونا الفتاك.
ولا نعلم متى يتم اكتشاف هذا المصل، وقد يطول الأمر لأيام أو اشهر وقد يتجاوز السنوات، الله سبحانه وحده أعلم بذلك.
رسالتي الأولى، وهي الأهم، للحكومة، فرغم الجهود المبذولة والمشكورة والمميزة لإدارة الأزمة بكل اقتدار والتي نالت إعجابا شعبيا كاسحا، عليها ان تستعد للقادم بأسوأ احتمالاته.
يجب ان تدرك حكومتنا الرشيدة أنها أمام تحد كبير وجبار في المرحلة المقبلة فيجب اتخاذ تدابير دقيقة لأسوأ الاحتمالات والظروف الاقتصادية التي قد تشل العالم بأسره.
بعد متابعتي حوارات الاقتصاديين وجدت ان الأمور تتجه للمجهول، وقد يكون هناك انهيار اقتصادي عالمي كبير جدا، وقد يصل الى انعزال دول العالم عن بعضها وتشل حركة الاستيراد والتصدير، وكل بلد سيحتمي بما يملك من مخزون غذائي واحتياجات أخرى.
وهناك احتمالات وسيناريوهات متعددة قاسية نسأل الله ألا ندخل دوامتها، لكن علينا أن نستعد لها ولأسوأ الظروف بعد في وجود كورونا وبقدوم أزمة اقتصادية ضخمة، فلا يخفى على أحد اليوم أن الولايات المتحدة تعاني وأوروبا تعاني، وبريطانيا أيضا بدأت تعاني اقتصاديا، ودول الخليج المعتمدة على النفط كمصدر رئيسي للدخل بدأت تعاني من انخفاض سعر برميل النفط لأدنى مستوياته فضلا عن صرف أموال طائلة على خطة الطوارئ ضد كورونا، مما قد يتسبب في عجز حقيقي ملموس بميزانيات دول العالم ودول الخليج، فالأمور بمنظورها الراهن تتجه للمجهول المخيف حسب منظور الاقتصاديين.
فتلك المخاوف واردة، وعلينا مسؤولية تحمل تبعاتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية، خاصة أن العالم من حولنا بدأ يعلن عن حدوث أزمات صحية واجتماعية واقتصادية سيئة جدا، ولم نكن نتوقعها أبدا، وأبرز مثال إيطاليا اليوم تستنجد بالعالم لمساعدتها، فمن هذه الأمثلة على حكومتنا ان تستعد وتضع كل التصورات المحتملة التي قد تقع حتى ترسم لها الحلول المنطقية ولو بأقل الخسائر، كما أتمنى ان تكون هناك اجتماعات خليجية لتبادل التصورات والحلول على المستوى الاقتصادي للخروج من الأزمة.
ورسالتي الثانية للشعب.. الشعب الكويتي شعب عظيم ودائما ما يضرب اروع الأمثلة في الأزمات ووقت الشدة، وهذه البطولات ليست بغريبة على شعب تجاوز أزمات عدة بوحدته وتفاعله الإنساني مع حكومته في أشد الظروف.
لذا أود أن أوضح اننا قد تمر علينا أزمات اقتصادية ضخمة تستوجب ان يقف الشعب مع قرارات حكومته، خاصة إذا كانت قرارات منطقية ستخرجنا من عنق الزجاجة، وهنا طبعا أقصد الشعب بكل فئاته بمن فيهم التجار الذين عليهم مسؤولية كبيرة في التحديات القادمة.
[email protected]