بكت ايطاليا الدولة الأكثر تضررا بفيروس «كورونا»، ضحاياها الذين سقطوا خلال شهر من حربها الضروس أمس، وأعادت الصين إغلاق مواقع فتحتها قبل أيام خوفا من الموجة الثانية من تفشي الوباء القاتل، فيما واصل عداد الإصابات والقتلى الارتفاع الجنوني، ليتجاوز عدد الوفيات الـ 40 ألف شخص في العالم، ثلاثة أرباعهم في أوروبا بمقدار 29305 وفيات.
ومنذ بدء انتشار الوباء، أصيب ما يزيد على 803645 شخصا، كان نصيب أوروبا مجتمعة 440928، تليها الولايات المتحدة وكندا مع 172071 حالة، ثم آسيا مع 108421 حالة، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
ومع تسجيلها أكثر من 3400 وفاة متجاوزة إجمالي عدد الوفيات المسجلة في الصين، تصبح أميركا البلد الأكثر تسجيلا لعدد الإصابات والثالث من حيث معدلات الوفيات بعد إيطاليا التي فقدت 12428 من مواطنيها، وإسبانيا بـ 8189 وفاة، وذلك وفقا لحصيلة أعدتها رويترز وجامعة جونز هوبكنز.
من جهته، قال حاكم نيويورك آندرو كومو من جهته، إن عدد الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا في ولايته، الأكثر تضررا في البلاد، زاد بمقدار تسعة آلاف شخص عن اليوم السابق ليصبح 75795، مع ارتفاع الوفيات بنسبة 27% إلى 1550. وحذر كومو في إفادة صحافية «الفيروس أقوى وأكثر خطورة مما توقعنا.. ما زلنا نصعد الجبل، المعركة الرئيسية على قمة الجبل».
وقال إن «المعركة» الحقيقية لم تبدأ بعد، لكنه تحدث عما وصفه بأخبار سارة فيما يتعلق بعدد المتعافين من المرض، وهو 4900 مصاب خرجوا من المستشفيات.
ولمواكبة هذه الاعداد المخيفة، يسعى المسؤولون الأميركيون لبناء مئات المستشفيات المؤقتة في جميع أنحاء البلاد لاستيعاب آلاف من حالات الإصابة المتوقعة. والوفيات التي يرجحون أن تتراوح بين 100 و200 ألف حالة. وقال اللفتنانت جنرال تود سيمونايت قائد سلاح المهندسين بالجيش الأميركي إن السلاح يبحث عن فنادق ومهاجع ومراكز مؤتمرات ومساحات مفتوحة كبيرة لبناء ما يصل إلى 341 مستشفى مؤقتا. وكان سلاح المهندسين قد حول مركز مؤتمرات في نيويورك إلى مستشفى يتسع لألف سرير في غضون أسبوع.
شهر مأساوي
وفي الأثناء، وقفت إيطاليا دقيقة صمت ونكست أعلامها أمس حدادا على أكثر من 12428 شخصا توفوا من جراء جائحة «كوفيد-19».
وسجل البلد الذي يبلغ عدد سكانه 60 مليون نسمة ما يقرب من ثلث جميع الوفيات العالمية بسبب المرض، وعرف خلال شهر عددا أكبر من الوفيات التي سببتها كارثة واحدة منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت رئيسة بلدية روما فرجينيا راغي، بعد الوقوف دقيقة صمت ظهرا إن الفيروس «مصاب ألمّ بالبلاد بأسرها.. معا سنتجاوزه». وأقيم الحفل خارج مبنى البلدية.
لكن رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى لويجي ساكو في ميلانو الذي تمكن من عزل السلالة الإيطالية للفيروس، قال إنه ينظر إلى المستقبل ببعض الأمل. وقال ماسيمو غالي للإذاعة الايطالية «لدينا انطباع بأن (الوباء) يضعف».
وفعلا قال مصدر مطلع أمس إن عدد الوفيات في منطقة لومبارديا الأكثر تضررا بإيطاليا زاد حوالي 381 حالة في يوم واحد إلى نحو 7199.
لكن هذا العدد أقل بكثير من عدد الوفيات المسجل أول من أمس، وهو 458 حالة وفاة. وأضاف المصدر أن عدد المصابين بـ«كورونا» في لومبارديا زاد بنحو 1047 حالة إلى 43208 شخصا.
وهذه الزيادة في الحالات أقل أيضا من عدد 1154 حالة جديدة المسجل يوم أول من أمس و1592 حالة يوم الأحد.
من جهتها، قالت هيئة الصحة الوطنية البريطانية أمس إن عدد حالات الوفاة جراء تفشي الفيروس ارتفع بنسبة 29% إلى 1651 حالة مع وفاة شاب عمره 19 عاما لم يكن يعاني من أي مشكلات صحية كامنة.
ألمانيا بدورها، تواصل تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات فيما تبقى نسبة الوفيات من الأقل عالميا.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) واستنادا إلى الأرقام المسجلة في الولايات، وصل عدد إصابات «كوفيد-19» في ألمانيا إلى 65 ألفا و516 حالة.
موجة ثانية
إلى ذلك، أعادت عدة مواقع سياحية في شنغهاي إغلاق أبوابها أمس بعدما كانت فتحت في منتصف مارس، تخوفا من موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين.
واستفادت عدة مواقع في العاصمة الاقتصادية للصين من تراجع اعداد الاصابات في الاسابيع السابقة، لإعادة فتح أبوابها أمام العموم لاسيما ناطحات السحاب مثل برج شنغهاي، ثاني أطول برج في العالم الذي يبلغ طوله 632 مترا.
لكن البرج وكذلك ناطحة السحاب المجاورة «لؤلؤة الشرق» أعادا إغلاق أبوابهما أمام الزوار منذ بداية الأسبوع وكذلك فعل الاكواريوم ومتحف الشمع مدام توسو، كما أفادت وكالة فرانس برس. ولم يتم الإعلان عن أي موعد محدد لإعادة الفتح.
كما استبعدت الحكومة الصينية الاستئناف الفوري للاحداث الرياضية الكبرى، حيث قالت السلطات انها تواجه الان تهديدا جديدا هو انتقال العدوى من الأشخاص الذين يدخلون البلاد من الخارج.
وفي إيران قال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور للتلفزيون الرسمي إن عدد الوفيات الناجمة عن كورونا في البلاد ارتفع إلى 2898 بتسجيل 141 وفاة أمس فقط، فيما قفز عدد المصابين إلى 44606.
وأضاف «اكتشفت 3111 حالة إصابة جديدة في 24 ساعة. وللأسف 3703 من إجمالي المصابين في حالة حرجة»، في حين شفي 14656 شخصا.
كذلك أعلن متحدث باسم البرلمان أن 23 نائبا على الأقل من أصل 290 في مجلس الشورى الإيراني مصابون بالفيروس.