نظرا للسرعة الكبيرة التي ينتشر بها وعجز العالم حتى الآن عن إيجاد لقاح يوقفه، توقعت منظمة الصحة العالمية ان يفتك فيروس «كورونا» الذي أفلت من عنانه بأكثر من 50 ألف شخص ويصيب نحو مليون آخرين خلال أيام قليلة، ويتوقع ان يكون ربعهم في أميركا بعد أن تجاوز فيها عدد الاصابات أمس الـ 200 ألف، في أسوأ أزمة تواجهها البشرية منذ الحرب العالمية 1945.
وقال مدير المنظمة تيدروس ادهانوم غيبريسوس إن عدد حالات الإصابة يسجل «تصاعدا سريعا» والوفيات تضاعفت في غضون أسبوع.
بدوره، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس جائحة «كوفيد - 19» بأنه «أسوأ أزمة عالمية منذ تأسيس الأمم المتحدة» قبل 75 عاما.
وأوضح أن هذه الجائحة «يجتمع فيها عنصران: الأول أنها مرض يمثل تهديدا للجميع في العالم، والثاني هو أن تأثيرها الاقتصادي سيؤدي إلى ركود لعلنا لم نر مثيلا له في الماضي القريب».
وبلغة الأرقام التي تزداد بسرعات جنونية بين ساعة وأخرى، أودى الفيروس المتوحش بحياة أكثر من 43 ألف شخص في العالم، وانضمت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى إيطاليا وإسبانيا لتسجل هذه الدول أعلى معدلات من الوفيات والإصابات.
واستنادا للحصيلة اليومية للاصابات المؤكدة المعلنة رسميا، التي تعدها وكالة «فرانس برس»، فقد تجاوز عدد الاصابات أمس 865970 شخصا في 186 بلدا ومنطقة.
وأظهر تعداد الوكالة أن أكثر من ثلثي الوفيات نتيجة الفيروس في أوروبا حصلت في إيطاليا وإسبانيا اللتين سجلتا أمس أرقاما قياسية جديدة في عدد الضحايا في 24 ساعة.
ووفقا لشبكة «سي ان ان» الإخبارية فإن الولايات المتحدة الأميركية تخطت أمس حاجز 200 ألف إصابة. وذكرت انه وصل الى 202.336 حالة فيما ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالفيروس إلى 4.454 حالة وفاة.
ولا تزال ولاية نيويورك محتفظة بأعلى معدل للحالات حيث سجلت منفردة 83.712 إصابة و1.914 حالة وفاة.
ولا تزال ايطاليا على رأس الدول التي تسجل اعلى عدد من الوفيات، حيث قالت وكالة الحماية المدنية أمس إن عدد الوفيات الناجمة عن فيروس «كوفيد ـ 19» قفز بواقع 727 حالة إلى 13155، وهو ما يمثل زيادة أقل قليلا من تلك المسجلة أمس الأول وأدنى عدد يومي للوفيات بالمرض في البلاد منذ 26 مارس الماضي.
لكن عدد الإصابات الجديدة ارتفع بوتيرة أكبر من اليوم السابق، حيث زاد بواقع 4782 حالة مقارنة بزيادة قدرها 4053 إصابة أمس ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للإصابات في إيطاليا إلى 110574.
أما إسبانيا، البلد الثاني في العالم في عدد الوفيات، فتخشى أن يتجاوز الوضع قدرة وحدات العناية المركزة فيها التي تعمل حاليا بأقصى طاقتها.
وقالت وزارة الصحة ان عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد تجاوز مستوى المائة ألف بـ 102136 حالة ارتفاعا من 94417 أمس الأول، في حين سجل عدد الوفيات خلال 24 ساعة مستوى قياسيا جديدا بمقدار 864 ليرتفع إلى 9053 حالة.
كما توفي نحو 500 مريض في المستشفيات الفرنسية أمس وحده، وهي زيادة قياسية أخرى منذ بداية الوباء في البلاد أي حالة وفاة كل ثلاث دقائق، حيث تجاوزت الوفيات عتبة الـ 3523.
لتنضم فرنسا لشريكتيها ايطاليا واسبانيا بتجاوز حصيلة الوفيات في الصين منطلق الوباء والتي سجلت 3305 وفيات.
وتقوم السلطات بإجلاء مصابين للتخفيف عن المناطق المكتظة عبر قطارين فائقي السرعة مجهزين بالمعدات الطبية اللازمة سينطلقا من إيل ـ دو ـ فرانس نحو بريتانييه.
وقال المدير العام للصحة جيروم سالومون في مؤتمره الصحافي اليومي «هذا الوضع غير مسبوق على الإطلاق في تاريخ الطب الفرنسي».
وحتى بريطانيا، فقد سجلت أمس 563 وفاة، وهي المرة الأولى التي تتخطى فيها الحصيلة اليومية للوفيات في البلاد عتبة 500، ما يرفع إلى 2352 الحصيلة الإجمالية للمتوفين بالوباء على الأراضي البريطانية.
وأعلنت وزارة الصحة البريطانية على تويتر أن حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد بلغت 29474 شخصا، أي بزيادة 4324 إصابة في غضون 24 ساعة.
وفي روسيا، وقع الرئيس فلاديمير بوتين على قانون يمنح الحكومة صلاحيات إعلان حالة الطوارئ في البلاد، بحسب وسائل الاعلام الروسية.
وبموجب القانون، تحصل الحكومة الروسية على صلاحيات إعلان حالة الطوارئ أو حالة التأهب القصوى على كامل الأراضي الروسية أو في أي جزء منها.
وأشير في المذكرة التوضيحية المرفقة بالقانون إلى أنه تم إعداده نظرا لضرورة التعامل على وجه السرعة مع التحديات المتعلقة بانتشار فيروس «كورونا».
وسيحق للحكومة فرض قيود على تجارة مستلزمات طبية معينة لمدة تصل إلى 90 يوما، وتعليق فتح ملفات الإفلاس أمام المحاكم، بالإضافة إلى صلاحيات أخرى متعلقة بحجوز الدولة والعقود بين الدولة والشركات، وتبني إجراءات دعم شركات الخدمات السياحية.
جاء ذلك بعدما ارتفعت حصيلة روسيا من الإصابات بكورونا إلى 2777 بالإضافة إلى 24 وفاة.
وفرضت عشرات المناطق الروسية بما في ذلك مدينة موسكو قيودا جزئية على الحركة للحد من انتشار الفيروس.