من اقوال الزعيم الروحي للهند المهاتما غاندي عن الإنسانية: «يصبح الإنسان عظيما تماما بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان».
هذه المقولة الرائعة التي رسمت لوحة جميلة عن رعاية الانسان لأخيه الإنسان، نراها صورة حية ماثلة امام عيوننا وسالبة إعجابنا في هذه الأيام التي نعيشها مع ازمة فيروس كورونا العالمي.. كم هي هذه المشاهد تثير الفخر والاعتزاز ونحن نرى ابطال هذه المرحلة وهم يعملون من دون كلل ولا ملل في المنظومة الصحية او الأمنية او الاجتماعية بهدف الانتصار على هذا العدو الخفي.
هؤلاء جميعا، الكل اثنى على الدور الذي يقومون به، فهم يواجهون الخطر يوميا غير آبهين به، فرصيدهم ودافعهم حب الوطن وخدمة أهله المواطنين والمقيمين.
غير ان من المنتمين لهذه الشريحة المضحية بالغالي، من هم بعيدون عن الاعلام، والكاميرات بعيدة عنهم رغم دورهم الكبير جدا، رغم انهم لا يسعون الى الظهور على الشاشات، ولا يبتغون حمدا ولا شكورا.. فيكفيهم انهم يخلصون للكويت.
لي الفخر ان اتحدث عنهم.. وهم العاملون في قطاع دور الرعاية الاجتماعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية... فهم يرسمون اروع أمثلة الانسانية الرفيعة بأياد حانية، في خدمة المسنين والمعاقين والأيتام من اعمار مختلفة كبارا وأحداثا وأطفالا.
وما هو غير معروف للكثيرين، ان العمل في هذه القطاعات مستمر على مدى ٢٤ ساعة، وكل اداراته متواصلة في المتابعة، فالموظف الذي تنتهي مهمته يسلمها لغيره.. فيظل كل من دور الرعاية تحت سقف شعاره: اطلب تجب... وليس هذا فحسب، فالعاملون في هذه الدور يعملون كفريق واحد مجتهدين صابرين ويريدون الأجر من الله قبل ان يكون هذا متطلبات عملهم.. لذا يشكلون نماذج يضرب بها المثل في متابعة الحالات بشكل مكثف، وتوفير كافة المستلزمات الوقائية والمعيشية والطبية والاجتماعية داخل الدور تحت قيادة الوكيل المساعد لشؤون قطاع الرعاية الاجتماعية مسلم السبيعي الذي لم يجلس على الكرسي ويغلق بابه.. بل كان في الميدان، يسأل ويوجه ويشارك بيده في توفير احتياجات منتسبي قطاع الرعاية بالتعاون مع مديري الإدارات والمراقبين ورؤساء الأقسام والموظفين في تعاضد يشد بعضه بعضا.
نعم من منطق الأمانة الإعلامية والعدالة، إعطاء كل ذي حق حقه، فلزاما علينا ان نوجه التحية الكبرى والتقدير والإجلال لموظفين كويتيين يؤكدون ان الروح الكويتية أصيلة، والوطنية والإخلاص والعطاء صفات تتحدر في صلب الشخصية الكويتية جيلا بعد جيل للمجتمع.
وأخيرا نهنئ معالي وزيرة الشؤون الفاضلة بوجود هذه النخبة المميزة التي تترجم بحق كويت العطاء والوفاء، ونهرها المتدفق في معاني الإنسانية بكل ألوانها... هؤلاء ينطبق عليهم مقولة ريجي ليتش: «النجاح لا يأتي نتيجة اشتعال تلقائي لنار الحماس، بل يجب أن تشعل جذوة حماسك بنفسك».
[email protected]