يشهد تفشي وباء فيروس كورونا المستجد ارتفاعا حادا منذ بداية شهر يوليو الجاري، حيث تجاوز عدد الإصابات الـ 12 مليونا و750 ألف حالة، بارتفاع نحو 2.7 مليون منذ بدايته. كما تجاوز عدد الوفيات الـ 565 ألفا. وبعد أن أضاف الفيروس مليونا في كل أسبوع على مدى الأسابيع الـ 3 الماضية، يبدو أن المليون الجديدة لن تستغرق كل ذلك الوقت.
وتضاعف عدد الإصابات المعلن عنها في أنحاء العالم خلال شهر ونصف الشهر. لكن منظمة الصحة العالمية سبق أن أعلنت أنه «لايزال» من الممكن السيطرة على الوضع إذا تم اتخاذ «إجراءات سريعة» للتعامل مع تفشي المرض.
وتشكل الدول الخمس الأعلى من حيث الإصابات وهي: الولايات المتحدة مع (3 ملايين و250 ألف إصابة) والبرازيل بـ 1 مليون و840 ألف إصابة. والهند بـ (850 ألفا) وروسيا (727 ألفا) والبيرو (322 ألفا) أكثر من نصف عدد الإصابات على مستوى العالم.
وسجلت أميركا في يوم واحد أكثر من 66 ألف إصابة جديدة في رقم قياسي جديد، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز التي تعتبر مرجعا في تتبع الإصابات والوفيات، وهو اليوم الخامس على التوالي الذي تسجل فيه أميركا إصابات فوق 60 ألفا.
ولعل هذه الأرقام الصادمة هي التي دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخيرا للرضوخ للنصائح الطبية، ووضع كمامة للمرة الأولى خلال زيارته مركزا طبيا.
ولهذا الظهور الأول لترامب واضعا كمامة خلال زيارة مستشفى والتر ريد العسكري في ضواحي واشنطن، طابع رمزي كبير في الولايات المتحدة بعد كان رفضه حتى الآن موضع خلاف سياسي، لأن رفض وضع الكمامة ينظر إليه في جزء من المجتمع الأميركي على أنه تأكيد للحرية الفردية للمواطن.
وارتدى ترامب قناعا داكنا لزيارة مقاتلين جرحى في مستشفى والتر ريد في بيثيسدا في ولاية ماريلاند قرب واشنطن. وقال للصحافيين قبل الزيارة: «عندما تتحدث مع جنود خرجوا لتوهم من أرض المعركة، أعتقد أن وضع قناع أمر عظيم. أنا لم أكن يوما ضد الأقنعة، لكني أعتقد أن لها مكانا وزمانا مناسبين».
ولم يفوت خصومه الديموقراطيون الفرصة للهجوم عليه حيث اعتبرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن هذا «اعتراف» من ترامب بأهمية ارتداء الكمامة. وقالت انه أخيرا «عبر الجسر». وقال المتحدث باسم جو بايدن المرشح الديموقراطي للرئاسة: لقد أضاع الرئيس 4 أشهر وهو يثبط عزيمة الناس ويتجاهل واحدة من أهم توصيات الخبراء لمنع انتشار الفيروس.
وكان تجمع ترامب الانتخابي الأول الذي نظم في يونيو في تولسا بأوكلاهوما مثيرا للجدل إذ خرق معظم الحاضرين المبادئ التوجيهية من خلال رفض وضع الكمامات أو الحفاظ على التباعد الجسدي علما أنهم كانوا في مكان مغلق.
ولاحظت السلطات المحلية منذ ذلك الحين زيادة في عدد الإصابات بـ«كوفيد-19».
كما سخر الرئيس الأميركي مرارا من منافسه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر الديموقراطي جو بايدن الذي يلتزم بنصائح السلطات الصحية، ويحد من تحركاته ويظهر بشكل منهجي مع تغطية وجهه.
وبدت الضغوط كثيفة جدا على الرئيس الجمهوري ليقوم ببادرة تشجع على وضع الكمامات، حيث تفقد الولايات المتحدة السيطرة على الوباء. ورغم هذا التطور المقلق، أعيد افتتاح جزء من متنزه ديزني وورلد الترفيهي في أورلاندو في ولاية فلوريدا، بعد أربعة أشهر من الإغلاق.
أما في منطقة الشرق الأوسط، فتسبب الفيروس بوفاة أكثر من 20 ألف شخص فيها نصفهم تقريبا في إيران، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وإيران التي تعد أكثر من 80 مليون نسمة هي الدولة الأكثر تضررا في المنطقة مع 12 ألفا و829 وفاة. وهي تعد أيضا أعلى عدد وفيات بالوباء بالمنطقة، وتاسع دولة في العالم.
ومع احتساب عدد الوفيات بالنسبة لعدد السكان، تكون إيران تسجل 153 وفاة لمليون نسمة، اي في المرتبة 25 عالميا، ووصف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تفشي الوباء في البلاد بـ«المأساوي جدا»، داعيا الإيرانيين إلى احترام التوصيات الصحية.
وقال خامنئي في كلمة ألقاها عبر الفيديو أمام مجلس الشورى «يجب على كل الأجهزة والفرق الخدمية وجميع الأفراد أن يؤدوا دورهم على أكمل وجه لنقطع سلسلة تفشي مرض كورونا في المدى القريب ونعبر بالبلد نحو شاطئ النجاة»، وانتقد «البعض الذين لا يلتزمون بأمر بسيط كوضع الكمامة»، لافتا إلى أنه يشعر «بالخجل» إزاء ممارسات مماثلة.