المساحة الشخصية
لمعظم الحيوانات مجال أو مساحة معينة حول اجسامها يزعمون انها مساحتهم الشخصية ومدى امتداد هذه المساحة يعتمد أساسا على مدى ازدحام البيئة التي ينشأ فيها الحيوان والكثافة السكانية بها ان جاز التعبير لذلك يمكن ان تتسع منطقة النفوذ الخاصة بالحيوان او تتقلص على حسب الظروف والمحلية.
فالأسد الذي نشأ في المناطق النائية بأفريقيا قد تكون لديه منطقة نفوذ يصل نصف قطرها لثلاثين ميلا (50 كيلومترا) او اكثر، على حسب كثافة عدد الأسود في تلك البيئة، ويحدد ارضه بالتبول او التبرز حول الحدود ومن ناحية أخرى، الأسد الذي نشأ اسيرا في قفص مع اسود أخرى قد تكون مساحته الشخصية بضعة امتار فقط، وهذه هي النتيجة المباشرة للبيئة المزدحمة.
ومثل معظم الحيوانات، لكل انسان فقاعة هواء شخصية خاصة، يحملها معه في كل مكان، وحجمها يعتمد على كثافة السكان في المكان الذي نشأ فيه، ولذلك فإن المساحة الشخصية تحدد ثقافيا. وبينما توجد بعض الثقافات مثل اليابان معتادة على الازدحام، تفضل ثقافات أخرى المساحات المفتوحة الواسعة، وتحب ان يلتزم كل فرد بمساحته الشخصية.
وقد أظهرت الأبحاث ان الأشخاص في السجون يحتاجون لمساحة شخصية اكبر من معظم افراد المجتمع، وهذا يجعل المساجين يصبحون عدوانيين دائما عندما يقترب منهم الآخرون، ولذلك يكون للحبس الانفرادي تأثير مهدئ، حيث لا يكون هناك آخرون في مساحة السجين، وقد زاد العنف من ركاب الطائرات اثناء التسعينيات من القرن الماضي، وذلك عندما بدأت شركات الطيران في تكديس الأشخاص قريبين من بعضهم في المقاعد، لتعويض قلة العائد نتيجة خصومات أسعار التذاكر.
من كتاب: المرجع الأكيد في لغة الجسد ـ آلان باربارا بييز