قلة من القادة الذين ينعاهم التاريخ بحق، وتبكي الأمة رحيلهم، وسمو الشيخ صباح الأحمد في طليعة هؤلاء، فسموه لم يكن أمير دولة فحسب، بل مدرسة ديبلوماسية، وقبلة سياسية، ينشد رأيه القريب والبعيد، ويطمئن إلى مواقفه العدو قبل الصديق، وليس غريبا أن تكرمه هيئة الأمم المتحدة بلقب أمير الإنسانية وتصف بلده الكويت بأنها مركز إنساني، وهو تكريم غير مسبوق طوال تاريخ هذه المنظمة.
إن يوم التاسع والعشرين من سبتمبر 2020 سيبقى جرحا غائرا في ضمائر شعوب، آمنت وأيقنت ورأت ان هذا الأمير كان السمو في عروبته وإخلاصه لدينه وتمسكه بالثوابت الوطنية والقومية، منذ ان كان وزيرا للخارجية، يصول ويجول بين الدول كحمامة سلام، يساهم في تقريب المختلفين، ويطفئ نار المتخاصمين، ويقرب الإخوة والأصدقاء، ويرسخ مفاهيم التقارب والتعاون لمصلحة البشرية في مشارق الأرض ومغاربها.
المــغفور له بإذن الـــله، سمو الشيخ صباح الأحمد، تشهد لتاريخه السياسي الحافل، وأدواره المشهودة بأحرف من نور، إخماد نيران حـــرب لبنان، ووحدة اليمنيين، وتأسيس مجلس التعاون الخلــــيجي، ومشـــاركته الراسخة في تنمية دول المغرب العربي، والمصالحة في السودان، وغيرها من المواقع التي لا تكفي الصفحات لتسطيرها.
سمو الشيخ صباح.. قلب الكويت الصافي، ووالد أهل الخليج، وحكيم العرب، رحل إلى جنة الخلد، غير أن أقواله وأفعاله ستظل نبراسا لنا نهتدي بهديها ونسير على خطاها.
[email protected]