- المنتقدون يعتبرون باسيل وراء التأجيل.. ومصادر بعبدا تتحدث عن الميثاقية وتنفى العامل الشخصي
بيـروت ـ عمــر حبنجــر وأحمـد عز الدين
قد يكون قرار الرئيس ميشال عون بتأجيل الاستشارات النيابية الملزمة موجها ضد الرئيس سعد الحريري، المرشح الوحيد حتى الأمس، لتشكيل حكومة الإنقاذ، بسبب استباقه الاستشارات الرئاسية باستطلاعات سياسية لمواقف الكتل النيابية أو أقله لامتناع الحريري عن «بوسة تيريز»، أي التواصل مع الصهر المميز جبران باسيل، وربما كان موجها ضد الثنائي الشيعي الحليف، ردا على الاعتراض بوجه تشكيلة الوفد اللبناني الى مفاوضات ترسيم الحدود، أو لكل هذه الأسباب مجتمعة، لكن لابد من الأخذ بعين الاعتبار وجود رئاسة الجمهورية في كل قرار أو خطوة للرئيس ميشال عون، ولكل شخصية مارونية في نفسها أهلية وأحقية الوصول الى بعبدا!
الرئيس نبيه بري الذي تلقى اتصالا من بعبدا باعتزام الرئيس عون تأجيل الاستشارات، قبل إعلانه رسميا، سارع الى رفض التأجيل «ولو كان ليوم واحد»، لكن القرار صدر، وكانت اول خطوة لرئيس المجلس دعوة مجلس النواب الى الاجتماع الثلاثاء المقبل.
والخطوة الثانية رسالة مفتوحة من النائب أنور الخليل، العضو الدرزي في كتلة التنمية والتحرير، الى الرئيس ميشال عون قال فيها «كن مع لبنان الوطن، لا مع فريق يخصك بشكل واضح وفاضح، تأجيل الاستشارات طعنة في قلب وطن يصرخ ألما، ان تأجيلك للدستور هو انحياز واضح وفاضح لرغبات أهل البيت، لقد ضيعت 451 يوما من أصل 1452 يوما مضت من ولايتك بالتأخير والتسويف، ارحم لبنان».
الرئيس الحريري بدوره، علم بالقرار قبل إعلانه أيضا، وهو كان لوح بانسحابه من الميدان الحكومي في حال تأجيل الاستشارات، لكن أجواءه لا توحي بذلك، والكل الآن بانتظار رد فعله على الفرصة التي أضاعها قرار عون، لكن نصائح الناصحين أقنعته، كما يبدو على تجنب ردات فعل من ذات العيار، حتى لا يحقق مقاصد القاصدين.
رئيس التيار الحر جبران باسيل، الذي ظهرت بصماته في قرار التأجيل الرئاسي للاستشارات، غرد ساخرا «من كان يتفلسف ويتكهن ويراهن، مع احترامنا لقرار رئيس الجمهورية، فهذا لن يغير في موقفنا».
بدوره النائب التقدمي الاشتراكي هادي أبو الحسن غرد قائلا «ظنوا اننا سنقاطع، وحاولوا الاختباء وراء موقفنا ليسقطوا تسمية الحريري، متناسين اننا نضع مصلحة البلد قبل مصلحتنا».
لكن النائب طلال أرسلان، المتحالف مع باسيل، سأل عما اذا كان الرئيس الفرنسي طلب من الحريري فحص دم الكتل لمعرفة موقفها من المبادرة الفرنسية.
وحتى السفير البريطاني كريس رامبليغ علق على قرار التأجيل بهاشتاغ «استشارات» مرفق بوجه تعبيري متجهم.
نائب حزب الطاشناق الأرمني هاغوب بقرادونيان أعلن من جهته انه اتصل برئيس الجمهورية وطالبه بتأجيل الاستشارات «لأن الأصوات التي ستسمي الحريري (60 نائبا) لن تؤمن الدعم السياسي المطلوب لحكومة انقاذ، وقال لموقع «لبنان 24»: لعل الاتصالات توفر دعما أكبر في استشارات الخميس المقبل.
ولاحظت مصادر متابعة ان التقاء سمير جعجع وجبران باسيل على عدم تسمية الحريري ومسارعة الرئيس عون الى تأجيل الاستشارات، عكس شعور رئيسي أكبر كتلتين نيابيتين مسيحيتين هما باسيل وجعجع بالإحباط، نتيجة توفير سليمان فرنجية والنواب المسيحيين المستقلين، أو الأعضاء في تكتلات أخرى وعددها 22 نائبا، توفير الغطاء الميثاقي المطلوب لحكومة يشكلها الحريري، الأمر الذي ستكون له ارتداداته على استحقاق رئاسة الجمهورية المقبلة.
لكن مصادر بعبدا أشارت لاحقا الى ان هناك اسباباً للتأجيل يجب ان تدرس قبل الاستشارات حتى لا نكون امام تكليف من دون تأليف، أو تأليف من دون ثقة، ولا يوجد اي سبب أو شخص يتحكم بموقف الرئيس عون، ومن هذه الأسباب ان أحدا من نواب جبل لبنان المسيحيين لم يكن ليسمي الحريري!
والملاحظ ضمن هذا كله أن رقعة الشقاق تتسع بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب بعد تراكم المواضيع الخلافية وفي هذا الاطار جاءت زيارة الموفدين والديبلوماسيين الى عين التينة لتجنب اي تعطيل للمسعى الدولي داخليا لتشكيل الحكومة وعلى الحدود لجهة مسار المفاوضات حول ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل.
وامس زار عين التينة كل من مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد شينكر وممثل الامم المتحده في لبنان يان كوبيتش والسفير البريطاني في بيروت رامبلينغ على التوالي في محاولة دخول على خط التهدئة وعرض مسار مفاوضات ترسيم الحدود، خصوصا ان الوفد اللبناني المفاوض عاد من الناقورة الى قصر بعبدا لاطلاع الرئيس على المفاوضات دون الآخرين، الامر الذي يعرقل هذه المفاوضات فيما لو اعلن الفريق الشيعي المعني اكثر من غيره اعتراضه على المحادثات.
بدوره، غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر تويتر قائلا: «يوما بعد يوم يتأكد بالدليل الحسي القاطع انه مع هذه الأكثرية النيابية، وهذه المجموعة الحاكمة، «فالج ما تعالج». الحل الوحيد انتخابات نيابية مبكرة».