أدانت جامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية، قيام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بزيارة مستوطنات في الضفة الغربية والجولان المحتلين، ليصبح أرفع مسؤول أميركي يقوم بهذه الخطوة «الاستفزازية».
وكذلك قرار اعتبار صادرات مستوطنات الضفة على أنها «صناعة إسرائيلية» في أحدث تحرك أميركي داعم للسيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
ووصف بومبيو حركة مقاطعة إسرائيل المؤيدة للفلسطينيين بأنها «سرطان» ستصنفها واشنطن بأنها معادية للسامية.
وقال بومبيو الذي أصبح أول وزير خارجية اميركي يزور مستوطنة إسرائيلية في الضفة المحتلة، في بيان امس «سيطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تمارس فيها إسرائيل سلطات ذات صلة (...) وسم البضائع باسم إسرائيل أو منتج إسرائيلي، أو صنع في إسرائيل، وذلك عند التصدير للولايات المتحدة».
وأكد وزير الخارجية الأميركي على أن التعليمات الجديدة تنطبق و«بشكل أساسي» على المنطقة المصنفة (ج)، وهي جزء من الضفة الغربية تسيطر عليه إسرائيل بالكامل وتسكنها غالبية من المستوطنين.
وبحسب بيان صدر في 16 نوفمبر الجاري عن أربعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، فإن المبادئ التوجيهية للإدارة الديموقراطية السابقة كانت تنص على تسمية منتجات المستوطنات بأنها «صنع في الضفة الغربية».
وزار بومبيو مصنع (بساغوت) للنبيذ في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أكد مسؤولون في الخارجية الأميركية، ليكون بذلك أول وزير خارجية أميركي يزور مستوطنة إسرائيلية، ما يشكل استفزازا للفلسطينيين.
في غضون ذلك، دانت الرئاسة الفلسطينية بشدة زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى مستوطنة مقامة على أراضي مدينة البيرة الفلسطينية، والقرار الأميركي باعتبار صادرات مستوطنات الضفة الغربية على أنها «صناعة إسرائيلية».
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان «إن هذا القرار هو تحدّ سافر لكافة قرارات الشرعية الدولية (...) هذه الخطوة الأميركية لن تضفي الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية التي ستزول عاجلا أم آجلا.
وندد مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية بإعلان بومبيو بخصوص منتجات المستوطنات ووصفه بأنه خطوة لدعم الاحتلال والتغطية على جرائمه.
وفي سياق متصل، أدان المجلس الوطني الفلسطيني زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمستوطنة بساغوت المقامة في مدينة البيرة بالضفة الغربية.
واعتبر المجلس في بيان صحافي صدر عن رئيسه سليم الزعنون وأوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن هذه الزيارة سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، وتحد أميركي سافر لقرارات الشرعية الدولية، وطالب مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، وبرلمانات العالم لإدانة هذه الزيارة «الاستعمارية».
وفي السياق، احتج نشطاء من منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية المعنية بمراقبة النشاط الاستيطاني، على زيارة بومبيو، ورفعوا لافتات حملت عبارات: «على أميركا أن توقف تقويض عملية السلام» و«لا يمكن التطبيع في الأراضي المحتلة».
من جهته، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، زيارة بومبيو لمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة والجولان السوري المحتل.
وعبر أبو الغيط، في بيان صحافي عن رفض هذا التحرك غير المسبوق من جانب مسؤول أميركي رفيع، مؤكدا أنه يضرب عرض الحائط بترسانة من القرارات الدولية، لعل أهمها القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن عام 2016.
واعتبر ان «إصرار بعض السياسيين الأميركيين على استرضاء الحركة الاستيطانية في إسرائيل لا يخدم السلام المنشود إطلاقا، بل يقلص من فرص تطبيق حل الدولتين في المستقبل».