كل الأنظار تتجه صوب شركات الأدوية الكبرى التي تنتظر ساعة الصفر للبدء بشحن أولى دفعات اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد، حيث قالت مديرة إدارة التحصين واللقاحات والبيولوجيا بمنظمة الصحة العالمية كاثرين أوبراين: «إن دراسات النماذج في ظل ظروف معينة تظهر أن حوالي 60 إلى 70% من سكان العالم بحاجة لأن يكونوا محصنين لوقف انتقال فيروس كوفيد -19».
وفيما يواصل عدد حالات الإصابة بكورونا على مستوى العالم بالارتفاع متجاوزة عتبة الـ 61 مليونا و750 ألف حالة، فيما تجاوز عدد الوفيات 1.5 مليون، وفقا لأحدث البيانات الواردة من جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، شرعت شركات الطيران لاسيما الأميركية منها تسيير رحلات لنقل الجرعات الأولى من اللقاح. وبدأت شركة طيران يونايتد إيرلاينز الأميركية أمس الأول، رحلات لنقل آلاف الجرعات من لقاح «فايزر - بيونتيك» إلى مراكز التجميع، في إجراء أولي يهدف لتسريع عملية التوزيع بمجرد الموافقة على اللقاح من قبل هيئة الغذاء والدواء «FDA» المتوقع خلال أيام، وفقا لما نقلته وول ستريت جورنال، عن «أشخاص مطلعين» على الأمر.
والرحلات الأولية هذه هي حلقة ضمن سلسلة التوريد العالمية الواسعة التي يتم التخطيط لها لمواجهة التحدي اللوجستي المتمثل في درجات الحرارة اللازمة للحفاظ على اللقاح.
وتتضمن خطة التوزيع الخاصة بفايزر مواقع تخزين مبردة في مراكز التجميع النهائي في عدة مناطق مثل ميتشيغان بالولايات المتحدة، وبورس في بلجيكا.
وحصلت شركة يونايتد على إذن بحمل كمية ثلج جاف أكبر من المسموح بها في الرحلات الجوية، للحفاظ على درجات الحرارة المنخفضة للغاية المطلوبة لمنع تلف اللقاح.
من جهتها، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، أن المستشفيات في بريطانيا أبلغت بأنها ستتسلم دفعات من اللقاح في غضون أقل من 10 أيام.
ونقلت الصحيفة عن رؤساء خدمات الصحة العامة البريطانية أن المستشفيات يمكن أن تتوقع تسلم أول دفعة من اللقاح الذي تنتجه شركتا فايزر وبايونتيك، بحلول الاثنين 7 ديسمبر، مع توقع الحصول الموافقة التنظيمية في غضون أيام.
وبسبب قصر فترة صلاحيته التي لا تتعدى 5 أيام تقريبا، يتوقع أن تعجل الجهات الصحية باستخدام اللقاح فور وصوله حسب الأولوية، وسط ترجيحات بأن يكون العاملون في المجال الصحي وكبار السن في دور الرعاية، في مقدمة الذين يوفر لهم اللقاح.
ولجأت بريطانيا إلى لقاح فايزر، بعدما بات اللقاح الجديد الذي طورته شركة «آسترا زينيكا» بالتعاون مع جامعة أوكسفورد البريطانية، تحت مجهر التدقيق بشكل أكبر، مع تصاعد مزاعم تشكك بفعاليته، وفقا للغارديان.
في الأثناء، أعاد جزء من دول أوروبا فتح متاجره في عطلة نهاية الأسبوع مع تراجع حدة انتشار الفيروس في حين منعت لوس أنجيليس في الولايات المتحدة، حيث الوباء مستعر، غالبية التجمعات العامة والخاصة.
وقالت السلطات في كبرى مدن ولاية كاليفورنيا (غرب) «كل التجمعات العامة والخاصة لأفراد لا ينتمون إلى أسرة واحدة محظورة باستثناء المراسم الدينية والتظاهرات» لفترة 3 أسابيع على الأقل حتى 20 ديسمبر.
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، يسجل الوضع على العكس تحسنا، ما يدفع السلطات إلى تخفيف بعض القيود. فأعادت كل المتاجر فتح أبوابها في فرنسا أمس حتى التاسعة مساء، سبب حظر التجول مع احترام بروتوكول صحي صارم ما يجعل التجار يتنفسون الصعداء مع اقتراب عيد الميلاد.
في پولندا أيضا أعادت المراكز التجارية فتح أبوابها أمس لكن الإيرلنديين والبلجيكيين عليهم الانتظار حتى الثلاثاء لتفتح المتاجر مجددا، إلا أن تراجع الوباء في هذين البلدين يتأكد.
واعتبارا من اليوم، سترفع 3 مناطق إيطالية جديدة القيود ما يسمح للمتاجر غير الأساسية بإعادة فتح أبوابها. لكن في مناطق لومبارديا (شمال) وبييمونمتي (شمال غرب) وكالابريا (جنوب) ستبقى المطاعم والحانات مقفلة كما الحال في فرنسا وبلجيكا.
خلافاً لذلك، ستبقى في ألمانيا التي سجلت أداء حسنا في إدارة الوباء، القيود سارية حتى مطلع يناير.