يسود انقسام بين المسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية (الپنتاغون) بشأن خطر شن هجمات محتملة من قبل إيران وحلفائها الإقليميين قبيل ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
ونقلت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الأميركية في تقرير نشرته امس عن مسؤول رفيع المستوى في «الپنتاغون» قوله إن الخطر الذي تشكله إيران بلغ الآن أرفع مستوى منذ اغتيال سليماني.
وأشار مسؤولون في «الپنتاغون» لـ «سي إن إن» إلى وجود تقارير استخباراتية جديدة، مفادها أن إيران والفصائل المتحالفة معها في العراق قد تخطط لشن هجمات على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وتشمل هذه الاستعدادات نقل طهران صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى البلد المجاور، ما دفع واشنطن إلى نشر قوات إضافية في المنطقة.
في المقابل، أبدى مسؤولون آخرون في «الپنتاغون» للشبكة الإخبارية الاميركية قناعتهم بأن المخاوف المتعلقة بالتهديد الإيراني المزعوم مبالغ فيها.
وأكد مسؤول رفيع مستوى ثان في وزارة الدفاع وهو منخرط مباشرة في المناقشات بشأن الموضوع، غياب أي معلومات استخباراتية تشير إلى أن هجوما من قبل إيران قد يكون وشيكا.
وذكر مسؤول دفاعي آخر لـ«سي إن إن» أن رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارك ميلي يتابع الوضع بعناية مكثفة، موضحا: «العسكريون لا يعتقدون أن هناك خطر هجمات وشيك لكنهم يتخذون كافة الاستعدادات لضمان ردع إيران وحماية القوات الأميركية».
ووصف المسؤولون التحركات العسكرية الأخيرة في المنطقة بأنها «استعراض عضلات» يهدف إلى تحذير طهران من اتخاذ أي إجراءات عدائية ضد القوات الأميركية في المنطقة قبيل ذكرى اغتيال سليماني الذي قتل بغارة أميركية قرب مطار بغداد في الثالث من يناير الماضي.
وشدد المسؤولون الاميركيون على غياب أي خطط واستعدادات تمهيدا لاتخاذ إجراءات هجومية ضد إيران في المنطقة، مضيفين أن كافة الخطوات المتخذة مؤخرا في سبيل تعزيز التواجد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط تهدف إلى ردع هجمات محتملة وليس تنفيذ ضربات استباقية.
وأعلنت القيادة المركزية في الجيش الأميركي أمس الاول عن تنفيذ ثاني طلعة لمقاتلات «بي-52» القادرة على حمل رؤوس نووية إلى منطقة الخليج منذ بداية الشهر الجاري، وذلك ضمن سلسلة تحركات عسكرية أميركية أخرى في المنطقة.
وأفادت وسائل إعلام مؤخرا بنقل الحرس الثوري الإيراني صواريخ قصيرة المدى عالية الدقة إلى العراق.
في غضون ذلك، اتهم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الولايات المتحدة بمحاولة إيجاد ذريعة لشن هجوم على بلاده وتعهد بأن طهران ستدافع عن نفسها رغم أنها لا تسعى للحرب، معربا عن التطلع لبدايات جديدة مع بداية العام الجديد، لتنهي «حقبة من الإرهاب» استمرت أربع سنوات في اشارة الى مدة رئاسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وأعرب ظريف في تغريدة امس بمناسبة العام الميلادي الجديد عن رغبة بلاده في فتح صفحة جديدة مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، بعد ما شهدته العلاقات بين إيران وإدارة ترامب من تدهور وتصعيد.
وكتب وزير الخارجية الايراني على «تويتر» قائلا: «مع نهاية عام من الألم، دعونا نأمل في بدايات جديدة في العام المقبل، تنهي حقبة من الجنون وازدراء القانون والتعددية - حقبة استمرت أربع سنوات وتسببت في الكثير من إراقة الدماء والإرهاب والوحشية».
وتابع: «الرئيس دونالد ترامب وحاشيته يضيعون مليارات لإرسال مقاتلات بي52 وأساطيل إلى منطقتنا. المعلومات القادمة من العراق تشير إلى مخطط لاختلاق ذريعة للحرب».
وأضاف ظريف «إيران لا تسعى للحرب لكنها ستدافع بشكل صريح ومباشر عن شعبها وأمنها ومصالحها الحيوية» داعيا إلى تضافر الجهود لجعل 2021 عاما يسوده السلام والصحة والسعادة.