- واشنطن «ثكنة عسكرية».. و«إف بي آي» يحذّر من «انتفاضة مسلحة»
- تحذيرات من «انتفاضة مسلّحة».. وترامب: عزلي سيثير غضباً عارماً
صوت مجلس النواب الاميركي بأغلبية بسيطة تجاوزت ال218 المطلوبة بقليل وفي مداولة أولى لصالح الطلب من نائب الرئيس مايك بنس بتفعيل التعديل الـ 25 لعزل الرئيس دونالد ترامب.
جاء ذلك خلال جلسة مجلس النواب التي خصصت للتصويت على مشروع قرار تفعيل التعديل 25 من الدستور بشأن عزل الرئيس، على خلفية احداث الاربعاء الاسود التي اقتحم فيها مؤيدون للرئيس ترامب للكونغرس.
وكان عدد من نواب الحزب الجمهوري أعلنوا تأييدهم لإجراءات عزله. لكن وعلى الفور رد بنس في رسالة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بأنه ليس من صلاحياته تنفيذ القرار الذي يزيد الانقسام بالبلاد.
ويعتبر التصويت قراراً تمهيدياً لمساءلة الرئيس التي سيبدؤها الديموقراطيون والتي بدا أنها تحظى بتأييد من بعض الجمهوريين ما يعطيها زخماً جدياً خاصة مع ترحيب زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بها.
وخلال الجلسة، قال النائب الجمهوري توم كول انه لا ينبغي للكونغرس مطالبة نائب الرئيس بتفعيل التعديل 25 من الدستور لإقالة ترامب، ويجب ترك الأمر له.
في المقابل ، قالت النائبة الديمقراطية شيلا جاكسون لي، ان مشروع قرار مطالبة بنس بتفعيل التعديل 25 من الدستور لا يتناقض مع الدستور بل يأتي كنتيجة طبيعية لما حدث.
بدوره، قال النائب الجمهوري جيم جوردان المقرب من ترامب ان الطلب أمر مخيف ولا ندري إلى أين سيقودنا.
وعلى وقع التقارير الأمنية التي حذرت من «انتفاضة مسلحة» في حال تم عزل الرئيس ، وصف الرئيس ترامب المنتهية ولايته المحاولات التي يقودها خصومه الديموقراطيون لمحاكمته برلمانيا بهدف عزله بـ «السخيفة للغاية»، محذرا من ان المضي في هذا الطريق سيثير غضبا عارما وخطرا كبيرا في الولايات المتحدة. لكنه شدد على انه لا يريد اي عنف، في وقت تحولت العاصمة واشنطن الى ثكنة عسكرية مع زيادة الإجراءات الأمنية وسط تحذيرات من أعمال عنف تزامنا مع تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن الأسبوع المقبل.
وقطع ترامب الطريق على الداعين له للاستقالة، معتبرا أن ما تقوم به رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي التي تقود مساعي الديموقراطيين في الكونغرس، أمر غير مقبول. وقال ترامب الذي كان يتحدث لدى مغادرته البيت الأبيض على متن المروحية الرئاسية «مارين وان» في زيارة إلى تكساس، إن هذه الإجراءات هي «استمرار لأكبر حملة مطاردة في تاريخ السياسة».
وكان الديموقراطيون، سرعوا تحركهم لإخراج ترامب من السلطة، وفق مسارين فيما يبدو انهم في سباق مع الزمن.
الأول من خلال طرحهم اعتماد مشروع قرار بالإجماع يطلب من نائب الرئيس مايك بنس إقالة ترامب عبر تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور. وقد اعترض نائب جمهوري على اعتماد مشروع القرار فورا ما أدى إلى إرجاء تصويت في جلسة عامة أمس.
واصطدم هذا المسعى باللقاء الذي جمع ترامب ونائبه مايك بنس فجر أمس في البيت الأبيض، ما يعكس نيتهما في تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الديموقراطيين الذين يطالبون برحيل الرئيس فورا.
والرجلان اللذان عقدا أول لقاء بينهما منذ خلافاتهما حول أعمال العنف في مبنى الكابيتول، أجريا «محادثة جيدة»، كما أعلن مسؤول أميركي عشية توجه ترامب الى تكساس أمس.
وقال المسؤول الأميركي الذي رفض الكشف عن اسمه إن ترامب وبنس: «تعهدا مواصلة عملهما في سبيل البلاد حتى نهاية ولايتهما». وعمليا هذا يعني ان ترامب لا يعتزم الاستقالة قبل انتهاء ولايته. ومثل رسالة رفض من بنس لتفعيل التعديل 25 من الدستور الذي يجيز لنائب الرئيس بالاتفاق مع أغلبية أعضاء الحكومة تنحية الرئيس إذا ما ارتأوا أنه «غير أهل لتحمل أعباء منصبه».
ووفقا للمسؤول نفسه فإن ترامب وبنس «جددا التأكيد على أن أولئك الذين انتهكوا القانون واقتحموا الكابيتول الأسبوع الماضي لا يمثلون حركة «أميركا أولا» التي يدعمها 75 مليون أميركي».
واتـهـمـت الـرئـيـسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي الجمهوريين بأنهم «يعرضون أميركا للخطر» عبر «تواطئهم» مع ترامب الذي تتهمه بـ«التحريض على تمرد دام ضد أميركا» على خلفية أحداث العنف واقتحام مبنى الكابيتول الأربعاء الماضي.
ودعت «نائب الرئيس للرد في غضون 24 ساعة بعد تبني» النص.
ووفقا للمسار الثاني أودع برلمانيون ديموقراطيون اللائحة الاتهامية بحق ترامب، كخطوة أولى نحو إطلاق إجراءات عزل للمرة الثانية بعد محاولة عزله العام الماضي بسبب «قضية أوكرانيا غيت». وأهم الاتهامات فيها «التحريض على العنف وتعريض أمن الولايات المتحدة لخطر شديد».
ومن المقرر أن يناقش مجلس النواب اللائحة الاتهامية وأن يصوت عليها اليوم.
ومن المتوقع أن يتم تبنيها بسهولة في المجلس ذي الغالبية الديموقراطية، ما سيعني رسميا إطلاق إجراءات عزل ترامب للمرة الثانية.
لكن مصير هذه القضية التي سيكون على عاتق مجلس الشيوخ البت فيها يبقى مجهولا، خصوصا أن المجلس الحالي يسيطر عليه الجمهوريون.
ولن تصبح الغالبية في مـجـلـس الشيوخ للديموقراطيين إلا في 20 يناير، وسيتعين عليهم حتى بعد ذلك استمالة العديد من أعضائه الجمهوريين لبلوغ غالبية الثلثين اللازمة لإدانة ترامب.
وبموازاة هذه التحركات، تحولت العاصمة واشنطن الى ثكنة عسكرية، على وقع المخاوف من وقوع أعمال عنف جديدة خلال حفل تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة في 20 الجاري. وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في وثيقة داخلية بأن أنصارا لترامب يخططون للقيام بتظاهرات مسلحة في الولايات الخمسين خلال الفترة الممتدة حتى موعد أداء بايدن اليمين الدستورية، وفق ما كشفت وسائل إعلام.
وذكر بيان (FBI)، أنه يمتلك معلومات عن تحذير وجهته مجموعة مسلحة بتنظيم انتفاضة ضخمة إذا وافق الكونغرس على تفعيل التعديل الـ25.
ووفق المعلومات التي نشرتها شبكة «إيه بي سي»، فإن هذه المجموعة تخطط للتوجه إلى واشنطن يوم 16 الجاري، وتحرض على اقتحام المحاكم ومقار فيدرالية في حال عزل ترامب قبل يوم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. كما قالت شبكة «سي.ان.ان» ان آلاف المتطرفين من أنصار ترامب المسلحين يخططون لمحاصرة مبنى الكابيتول قبيل تنصيب بايدن، وذلك نقلا عن أحد أعضاء الكونغرس، الذين حصلوا على إفادة أمنية حول سلسلة التهديدات للمشرعين.
ونقلت الشبكة الأميركية عن النائب الجمهوري عن بنسلفانيا كونر لامب، أن نحو 4 آلاف من «الوطنيين» المسلحين كانوا يتحدثون عن محاصرة الكونغرس لمنع أي ديموقراطي من الدخول، مضيفا أنهم نشروا توجيهات حول متى يتم استخدام السلاح. وكشف البيت الأبيض في بيان أن ترامب وافق على إعلان «حال طوارئ في واشنطن دي سي وأمر بمساعدة فيدرالية لمساندة جهود واشنطن للاستجابة للظروف الطارئة الناتجة عن مراسم تنصيب الرئيس التاسع والأربعين من 11 إلى 24 يناير 2021».
وأعلنت وزارة الدفاع «الپنتاغون» أنها سمحت بنشر 15 ألف عنصر من الحرس الوطني خلال مراسم تنصيب بايدن.
وقال رئيس مكتب الحرس الوطني في وزارة الدفاع الجنرال دانيال هوكانسون أنه إضافة إلى 6200 عنصر ينتشرون حاليا في واشنطن، سيتم إرسال تعزيزات من نحو 10 آلاف عنصر بحلول نهاية الأسبوع.
وتتقدم التحضيرات للمراسم بوتيرة سريعة، لاسيما مع إقامة سياج أمني حول محيط مبنى الكابيتول حيث سيؤدي بايدن اليمين الدستورية خلفا لترامب.
وإزاء مخاطر وقوع أعمال عنف وكذلك مخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أودى بأكثر من 375 ألف شخص في الولايات المتحدة، دعت رئيسة بلدية واشنطن موريال باوزر أنصار بايدن إلى تفادي القدوم إلى العاصمة يوم تنصيب الرئيس الجديد.
وقالت باوزر: «نطلب من الأميركيين عدم القدوم إلى واشنطن لحفل تنصيب الرئيس.. وعوضا عن ذلك، المشاركة عبر الإنترنت».