يستعد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن للقطيعة بشكل شبه كامل مع عهد سلفه المنتهية ولايته دونالد ترامب منذ اليوم الاول لتسلمه منصبه بعد غد، في وقت تشدد الاجراءات الامنية وحشد عناصر الشرطة في كل انحاء الولايات المتحدة استعدادا لمراسم التنصيب، تزامنا مع الاستعدادات لبدء محاكمة ترامب.
وسيعمل بايدن على التخلي من معظم قرارات ترامب من خلال سلسلة من الأوامر التنفيذية المعدة سلفا لتوقيعها فور تسلمه المنصب، ومنها أوامر تنفيذية تتعلق بالتصدي لجائحة كوفيد-19 وتدهور الاقتصاد الأميركي، الى جانب رفع الحظر الذي فرضه ترامب على سفر مواطني العديد من البلدان معظمها ذات الغالبية المسلمة، وفق ما أعلن رون كلين أحد كبار مستشاري بايدن، موضحا أن بايدن سيتوج يوم التنصيب الحافل باستخدام سلطاته الجديدة بسرعة «لإعادة مكانة أميركا في العالم».
وقال كلين الذي سيتولى منصب كبير موظفي البيت الأبيض إن «الرئيس المنتخب بايدن سيتحرك ليس فقط من أجل إصلاح الأضرار الأكثر خطورة التي تسببت بها حكومة ترامب، لكن أيضا من أجل فتح المجال أمام البلاد للتقدم»، مشيرا إلى نية الرئيس الجديد إعادة بلاده إلى اتفاق باريس للمناخ.
وأضاف كلين أن بايدن سيكشف عن نحو «12» أمرا تنفيذيا ولا تتطلب العرض على الكونغرس الذي قد يكون عليه تكريس نفسه لإجراءات عزل ترامب.
غير أن بايدن سيكشف النقاب عن اقتراح يتعلق بالهجرة يتيح لملايين المهاجرين غير المسجلين إمكانية الحصول على الجنسية، وإن كان هذا الاقتراح يتطلب موافقة الكونغرس.
وقال مساعدون، ان نائبة الرئيس الأميركي المنتخبة كامالا هاريس إنها ستستقيل اليوم من عضوية مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا استعدادا لتنصيبها مع الرئيس.
ويغادر ترامب منصبه بعد غد مع أدنى نسبة تأييد خلال ولايته وأعلى نسبة من المطالبين بإقالته من منصبه، فيما يستهل الرئيس الجديد جو بايدن في قطيعة شبه تامة مع حقبة سلفه، اذ يوقع سلسلة اوامر تنفيذية في اليوم الأول من تسلمه مفاتيح البيت الابيض.
وبحسب استطلاع جديد لـ «سي إن إن»، قال 54% ان ترامب يجب ان يزاح عن منصبه قبل موعد التنصيب بعد غد لدوره في هجوم 6 الجاري على الكونغرس.
وانخفضت نسبة تأييد تعامل ترامب خلال رئاسته من 42% الى 34%، وحتى بين اعضاء حزبه خسر ترامب 14 نقطة منذ اكتوبر الماضي، لكنه مازال يحظى بتأييد 80% منهم.
لكن الاستطلاع اظهر انقساما حزبيا حادا، حيث أيد تقريبا جميع الديموقراطيين أو ما نسبته 93% ازاحته من المنصب قبل موعد التنصيب بعد غد، فيما قال 10% فقط من الجمهوريين انهم يؤيدون ذلك.
تزامنا، بدأ العمل بإجراءات أمنية هائلة في واشنطن وكذلك في عواصم عدة ولايات خشية من أعمال عنف من جانب مؤيدي دونالد ترامب يوم التنصيب.
وتحولت العاصمة إلى منطقة أمنية. وقد نشرت حواجز إسمنتية وأسلاكا شائكة في المنطقة المحيطة بمقر الكونغرس الذي تعرض في 6 يناير لعملية اقتحام نفذها مناصرون لترامب.
وأوقف في واشنطن رجل مسلح ومدجج بالذخيرة خلال محاولته عبور إحدى نقاط التفتيش الكثيرة المقامة في محيط مبنى الكابيتول.
وعثرت الشرطة معه على مسدس محشو وأكثر من 500 طلقة ذخيرة. وبعد تداول معلومات عن تحقيقات حول مخططات مسبقة للهجوم على الكابيتول، أكد محققو وزارة العدل الأميركية أنهم لم يجدوا حتى الآن أي دليل على أن أنصار ترامب الذين قاطعوا جلسة الكونغرس للتصديق على نتائج الانتخابات، قد خططوا لاحتجاز مسؤولين منتخبين وقتلهم.
وفي جلسة استماع في محكمة أريزونا بشأن اعتقال أحد مثيري الشغب جاكوب تشانسلي الذي يؤمن بنظرية المؤامرة ومن أتباع الحركة اليمينية المتطرفة «كيو-آنون»، تراجع المدعون الفيدراليون عن اتهامات سابقة بأن أنصار ترامب كانوا يخططون «لاحتجاز مسؤولين منتخبين وقتلهم».
وإلى جانب الاستعدادات الامنية، تستعد واشنطن فعليا لمحاكمة ترامب بتهمة التحريض على العنف والتسبب في مقتل مواطنين أميركيين في حادثة اقتحام الكونغرس. وقد دعا النائب الديموقراطي بريندان بويل إلى اعتقال ترامب، وقال إن مكانه هو السجن.
ورغم أن ترامب سيكون رئيسا سابقا عند بدء المحاكمة، فإن هذا الحدث سيكتسي زخما كبيرا لأنه إذا اعتبر مذنبا يمكن أن يجري تصويت ثان يمنعه من الترشح مجددا إلى الرئاسة.
في المقابل، يحشد انصار ترامب للدفاع عنه وأعلن رودي جولياني الانضمام الى فريق محامي الرئيس المنتهية ولايته، مؤكدا أنه لا يستعبد إمكانية أن «يدلي ترامب بشهادته خلال محاكمته الثانية». ورأى أن الرئيس بإمكانه إصدار عفو عن نفسه.