فيما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس أن مديرها العام رافائيل جروسي سيزور طهران السبت سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن كيفية تنفيذ الوكالة لعملها هناك في ظل خطة إيران لتقليص التعاون الأسبوع المقبل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف انه سيتم اعتبارا من 23 الجاري تقليص مراقبة الوكالة على الأنشطة النووية «السلمية» الإيرانية وليس تعليقها.
وقال ظريف في تصريح للصحافيين عقب اجتماع للحكومة الإيرانية «سيتم الحد من مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس تعليقها وان المراقبة العادية للوكالة الدولية ستستمر على أنشطتنا النووية».
وأضاف ظريف: «قمنا بتنفيذ (البروتوكول) الإضافي طواعية دون المصادقة على الاتفاق النووي والآن قرر مجلس الشورى (البرلمان) وقف تنفيذ (البروتوكول) الإضافي».
وأشار وزير الخارجية الإيراني الى ان بلاده ستتشاور مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بناء على طلبه، وهو ما أكدته الوكالة، مشددة على ان زيارة مديرها العام لطهران تهدف لإجراء مناقشات مع مسؤولين إيرانيين بارزين للوصول لحل يقبله الطرفان، مؤكدة أن خطة إيران سيكون لها تأثير بالغ على أنشطة التحقق والمراقبة التي تنفذها.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في وقت سابق امس ان بلاده ستوقف تنفيذ (البروتوكول) الإضافي الملحق بمعاهدة الانتشار النووي الأسبوع المقبل لكنها لن تطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف: «إيران عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسنواصل الالتزام بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وسنواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الإطار». وجدد روحاني في الوقت نفسه التأكيد على أن «الاتفاق النووي غير قابل للتغيير».
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عنه القول: «على العالم كله أن يعرف أننا لن نغير في هذا الاتفاق». وفي السياق نفسه، طلب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من الولايات المتحدة «الأفعال لا الأقوال» إذا كانت تريد إحياء الاتفاق النووي. وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون: «سمعنا الكثير من الأقوال والوعود الجميلة التي انتهكت على أرض الواقع، لا جدوى من الكلام والوعود، هذه المرة نطلب التطبيق العملي للوعود فقط والوفاء بها وإذا لمسنا ذلك في الجانب الآخر سنقوم بالعمل أيضا».
من جانبه، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا سيناقشون اليوم مع نظيرهم الأميركي أنتوني بلينكن الملف الإيراني، فيما يأمل الأوروبيون في إنقاذ الاتفاق حول برنامج طهران النووي. ويستقبل جان إيف لودريان في باريس نظيريه هايكو ماس ودومينيك راب الذين سينضم إليهم وزير الخارجية الأميركي عبر الفيديو في لقاء «يخصص بشكل أساسي لإيران والأمن الإقليمي في الشرق الأوسط»، بحسب تفاصيل البيان الصحافي للمتحدث.
وحذرت الجمعة كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا من أن إيران «تقوض» فرص العودة إلى المفاوضات لإنقاذ الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي بخرقها المتكرر للنص، بعد إعلانها بدء إنتاج اليورانيوم المعدني.