رغم التقدم في عمليات التطعيم العالمية وتراجع الاصابات في عدد من البلدان وقيام بلدان أخرى بتخفيف جزئي للقيود كتركيا واسبانيا والمانيا، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوقت مازال مبكرا للاعتقاد بإمكانية القضاء على فيروس كورونا المستجد بحلول نهاية هذا العام.
وقال مايكل رايان، رئيس برنامج الطوارئ بالمنظمة في مؤتمر صحافي أمس، «ما نستطيع فعله، إذا كنا أذكياء، هو أن نقلل من الحالات التي تحتاج للمستشفيات ومن الوفيات والمأساة المرتبطة بهذه الجائحة».
وأضاف «اعتقد أنه من المبكر للغاية وغير الواقعي التفكير في أننا سنقضى على الفيروس بحلول نهاية العام».
وأشار رايان إلى أن الوضع المتعلق بتوصيل جرعات اللقاح تحسن مقارنة بـ 10 أسابيع مضت، على الرغم من وجود «تحديات كبيرة» في توزيعها، مشيرا إلى أن الفيروس مازال لديه اليد العليا.
وقال «إذا بدأت اللقاحات في التأثير ليس فقط على الوفيات وليس فقط الحالات التي تحتاج لرعاية المستشفيات، ولكن على حالات العدوى النشطة وخطورة انتقال العدوى، إذن اعتقد أننا سنسير نحو السيطرة على الجائحة».
في غضون ذلك، اقترحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السماح بمزيد من التواصل بين العائلات اعتبارا من الاثنين المقبل في إطار خطط لتخفيف تدريجي للقيود، وسيسمح مجددا بالاجتماعات الخاصة بين عائلتين على ألا تتعدى خمسة بالغين «اعتبارا من الثامن من مارس» بحسب الوثيقة، وتقترح أيضا إعادة فتح محلات بيع الزهور والمكتبات والحدائق قريبا، ومن المنتظر أن يجري مسؤولو المقاطعات الألمانية الـ 16 محادثات مع ميركل اليوم.
وفي تركيا، فتحت المطاعم أبوابها وعاد العديد من الأطفال للمدارس، بعد أن أعلنت الحكومة خطوات لتخفيف الاجراءات رغم ارتفاع الإصابات مما أثار قلق الأطباء.
ورفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراءات العزل العام خلال العطلات الأسبوعية بالمدن ذات الخطورة المنخفضة والمتوسطة وستقتصر القيود على يوم الأحد فقط في المدن التي تعد الخطورة فيها أكبر وذلك بموجب ما وصفها أردوغان بأنها «عودة منضبطة للوضع الطبيعي».
وكان أصحاب المقاهي والمطاعم، الذين اقتصر عملهم في أغلب أوقات العام الماضي على خدمات الوجبات السريعة، يحثون منذ فترة طويلة على عودة خدمة تقديم الأطعمة والمشروبات بالداخل بعد أن تراجعت عائدات القطاع 65%.
وقالت جمعية المسعفين التركية على تويتر «عدد الإصابات بالسلالات المتحورة من الفيروس يزيد بدرجة كبيرة.
لا نرى الظروف تسمح بالعودة للحياة الطبيعية السابقة»، وأضافت «يجب ألا تطغى المصالح السياسية والاقتصادية على حياة الإنسان والعلم».
وتنفس مديرو المتنزهات وأصحاب المطاعم الصعداء في أنحاء جزيرة مايوركا الإسبانية بعد سبعة أسابيع من الإغلاق، استعدت المطاعم والمقاهي والحانات لإعادة فتح أبوابها أمس في أول تخفيف للقيود المفروضة على جزيرة قضاء العطلات.
من جهة أخرى، خرجت النمسا والدنمارك عن الصف في الاتحاد الأوروبي لتكوين تحالف مع إسرائيل لإنتاج الجيل الثاني من اللقاحات التي تستهدف طفرات فيروس كورونا وذلك لاستيائهما من بطء اعتماد وتوزيع اللقاحات في دول الاتحاد.
وتأتي هذه الخطوة من جانب البلدين وسط غضب متنام على التأخر في طلب اللقاحات واعتمادها وتوزيعها مما جعل الاتحاد المكون من 27 دولة يتخلف عن إسرائيل في حملة التطعيم.
وقال المستشار النمساوي سيباستيان كورتس انه رغم صحة مبدأ قيام الاتحاد الأوروبي بشراء اللقاحات للدول الأعضاء فإن وكالة الأدوية الأوروبية تباطأت بشدة في اعتمادها.