أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن انه سيبدأ سحب القوات الاميركية من افغانستان في الاول من مايو تدريجيا وبتنسيق مع الشركاء «لنصل الى الانسحاب الكامل بحدود سبتمبر».
واضاف في خطاب خصصه للموضوع: انا رابع رئيس اميركي يشهد وجود قواتنا في افغانستان ولن انقل هذه المسؤولية الى رئيس آخر.
وتابع: هجمات ١١ سبتمبر لا يمكن ان تفسر سبب بقاء قواتنا في افغانستان الى الآن.
وقال أيضــا، وفـــق مقتطفات من خطابه وزعت على الصحافيين، «سنواصل دعم الحكومة الأفغانية، لكننا لن نبقي التزامنا العسكري في أفغانستان».
وتعليقا على هذا القرار، قال الرئيس الأفغاني أشرف غني انه بحث امس مع نظيره الأميركي الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان بحلول بداية سبتمبر، مؤكدا أنه «يحترم» هذا القرار.
وكتب غني على «تويتر»، بعد المحادثة الهاتفية، أن قوات الأمن الأفغانية «قادرة تماما على الدفاع عن شعبها وبلادها، الأمر الذي تقوم به منذ البداية»، مضيفا «سنعمل مع شركائنا الأميركيين على ضمان انتقال سلس».
جاء ذلك فيما قال البيت الأبيض انه ليس من مصلحة حركة طالبان الأفغانية أن تكون أفغانستان منبوذة أو ملاذا لتنظيم «القاعدة».
إلى ذلك، أعرب مسؤولون أفغان أمس عن خيبة أملهم إزاء الانسحاب غير المشروط للقوات الأميركية من بلادهم، وقال أحد ممثلي الحكومة الأفغانية في مفاوضات السلام بالعاصمة القطرية، الدوحة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «إنه أكثر تصرف غير مسؤول وأمر أناني، يمكن أن تقوم به أميركا لشركائها الأفغان».
وأضاف المفاوض الأفغاني أنه ربما تكون نهاية الحرب لواشنطن، لكن الشركاء الأفغان سيدفعون الثمن، وتابع «كان بإمكانهم إنهاء ذلك بطريقة مسؤولة وبقليل من الصبر».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس أن الوقت حان لسحب القوات المنتشرة في أفغانستان، مضيفا أن واشنطن ستعمل مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي لتأمين انسحاب «منسق».
وقال بلينكن قبل محادثات مع شركاء في الحلف في بروكسل «حققنا معا الأهداف التي وضعناها، والآن حان الوقت لإعادة قواتنا إلى الوطن».
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، قال بلينكن «حققنا أهدافنا من التدخل في أفغانستان وحان وقت سحب القوات»، وأضاف «سننسق مع الناتو لانسحاب كامل ومنسق من أفغانستان».
وذكرت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور أمس أن قوات حلف شمال الأطلسي ستنسحب في سبتمبر على الأرجح من أفغانستان، على غرار القوات الأميركية، وقالت «قلنا دائما: ندخل معا (مع الأميركيين) ونخرج معا».
في المقابل، أعربت روسيا أمس عن قلقها لإعلان بايدن الانسحاب، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان «هذا الأمر يثير القلق من تصعيد محتمل مقبل للنزاع المسلح في أفغانستان والذي قد يؤدي بدوره إلى تقويض الجهود لإطلاق مفاوضات بين الأطراف الأفغان».