أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنه على استعداد للتنازل عن رئاسة الحكومة المقبلة من أجل مصلحة العراق التي تتطلب تشكيل حكومة قوية ليست على غرار الحكومة الحالية التي كانت تعاني من كثير من نقاط الضعف، وشدد المالكي في مقابلة مع «العربية» الإخبارية مساء أمس على ضرورة استبعاد منطق «أكون أو لا أكون» عن الحياة السياسية في العراق، مضيفا ان هذا منطق غير مقبول. وجدد المالكي دعوته لإعادة فرز وعدّ أصوات الناخبين بالطريقة اليدوية، مؤكدا انه سيقبل بأي نتيجة تتوصل اليها مفوضية الانتخابات والقضاء العراقي فيما يتعلق بالطعون المقدمة على نتائج الانتخابات مهما كانت.
إلى ذلك، تعززت المخاوف من انكشاف الوضع الأمني العراقي في ظل انشغال المشهد السياسي بالسباق الماراثوني على تشكيل التحالفات الممهدة لتأليف الحكومة، مع وقوع مجزرة نفذها مسلحون يرتدون زيا عسكريا قتلوا 24 شخصا من عائلات تنتمي الى قوات الصحوة فجر امس في قرية الصوفية التابعة لمنطقة هور رجب في المحمودية، جنوب بغداد.
وفيما تتواصل المفاوضات بين الكتل النيابية الفائزة في الانتخابات التي مضى عليها أكثر من شهر، وتستمر المخاوف الأمنية جراء الفراغ السياسي، انتهت في بغداد وعدة مدن ومحافظات عراقية أمس، عملية الاستفتاء الشعبي للتيار الصدري لاختيار رئيس للحكومة من بين 5 مرشحين حددهم زعيم التيار مقتدى الصدر.
وبانتظار إعلان النتائج خلال اليومين المقبلين افتتح التيار الصدري منذ صباح امس مئات المراكز أمام المقترعين الذين اشترط الا تقل أعمارهم عن 18 عاما، كما زارت فرق جوالة تابعة له منازل المواطنين والمحال التجارية والأسواق في المدن العراقية لهذا الغرض.
وتضمنت ورقة الاقتراع أسماء خمسة مرشحين لشغل منصب رئيس الوزراء هم حسب تسلسل ورودهم إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق رئيس كتلة الإصلاح، إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق رئيس كتلة العراقية الفائزة بالمرتبة الاولى بالانتخابات البرلمانية الاخيرة، جعفر الصدر ابن رجل الدين الشيعي المعروف محمد باقر الصدر الذي أعدم في زمن النظام العراقي السابق، عادل عبدالمهدي نائب رئيس الوزراء المنتهية ولايته ثم أخيرا نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته أيضا. كما تضمنت ورقة الاستفتاء مربعا فارغا لإتاحة الفرصة للمقترعين باقتراح شخص سادس قد يرونه مناسبا لشغل هذا المنصب بخلاف الأشخاص الـ 5.
الفضيلة يعارض
إلا ان الاستفتاء الصدري لم يحظ بتأييد واسع إذ أكد القيادي في حزب الفضيلة العراقي حسن الشمري معارضة حزبه للاستفتاء.
ونقلت قناة «العربية» الإخبارية أمس عن الشمري قوله «إن حزب الفضيلة سيحترم الآليات التي يتم الاتفاق عليها في الائتلاف الوطني بغض النظر عن الشخص الذي تفرزه هذه الآلية، سواء أكان متفقا مع الاستفتاء الذي يجريه التيار الصدري أم لا».
ومن ناحية أخرى، وضع القيادي في التيار الصدري نصار الربيعي زيارة وفد من التيار لعدد من البلدان العربية في إطار مساعي التيار الصدري لتقوية الأواصر بين العراق ومحيطه العربي.
وأكد الربيعي ـ في تصريح خاص لراديو «سوا» الأميركي أمس أن البعد الإقليمي للعراق مهم جدا وكذلك البعد العربي، مشددا على ان تقوية العلاقات مع الدول العربية يعتبر من العناصر المهمة في استقرار الوضع في العراق.
واضاف الربيعي نحن نرغب في اقامة علاقة مع جميع الدول العربية ومع جميع الدول الإقليمية المحيطة بالعراق لما لها من تأثير على الوضع السياسي العراقي.
تدهور أمني
بموازاة ذلك، أعلنت مصادر أمنية عراقية إن مسلحين يرتدون زيا عسكريا قتلوا 25 شخصا من عائلات تنتمي الى قوات الصحوة فجر امس في قرية الصوفية التابعة لمنطقة هور رجب، جنوب بغداد.
وقال مصدر في وزارة الداخلية ان «مسلحين يرتدون زيا عسكريا يستقلون سيارات مماثلة لتلك التي تقودها قوات الجيش اقتحموا 3 منازل في قرية الصوفية التابعة لمنطقة هور رجب وأقدموا على قتل 25 شخصا بينهم 5 نساء».
وتابع ان المسلحين «قيدوا القتلى قبل ان يطلقوا النار عليهم».
من جهته، أكد مصدر عسكري ان المسلحين كانوا «يستقلون 4 سيارات عسكرية»، مشيرا الى ان «عائلات القتلى تنتمي الى قوات الصحوة التي انقلبت على تنظيم القاعدة».
بدوره، أكد ضابط في شرطة المحمودية الحادث قائلا «معظمهم من عناصر الصحوة وجنود في الجيش».
فرار 23 مداناً بالإرهاب من سجن في الموصل
بغداد ـ وكالات: ذكرت الشرطة العراقية ان 23 سجينا مدانين بجرائم مرتبطة بالارهاب فروا يوم أمس الأول من سجن في مدينة الموصل المضطربة شمال العراق.
وقال مصدر في الشرطة العراقية ان المعتقلين فروا من خلال ثغرة أحدثوها في جدار سجن «غزلاني» بالمنطقة الجنوبية للمدينة التي تعد أحد معاقل تنظيم القاعدة، لافتا الى ان الهروب تم في الصباح غير ان الحراس لم يكتشفوه إلا بعد الظهر.
واقرأ ايضاً:
وكالة الطاقة الذرية تحقق في تهريب معدات تخصيب لإيران
عرمان يحذّر من تكرار السيناريو الإيراني في السودان وواشنطن واثقة من انتخابات «حرة ونزيهة»
«الاستئناف» اليمنية تؤيد حكم الإعدام لمتهم بالتخابر مع إسرائيل
إسرائيل: لا مفرّ من عملية جديدة ضد حماس
روسيا توقع اتفاقات نووية مع فنزويلا وبوليفيا