توزعت الأنظار بين القدس، التي تقاوم محاولات سلطات الاحتلال إخلاءها من سكانها الأصليين، وقطاع غزة الرازح تحت آلة الحرب الإسرائيلية، وما بينهما باقي الأراضي المحتلة المنتفضة على جرائم الصهاينة التي يغذيها صمت دولي معتاد، إدانات خجولة لا تتجاوز مرحلة الدعوة لضبط النفس وخفض التصعيد.
وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش أطلق عملية عسكرية على غزة تحت اسم «حارس الأسوار»، كثفت فيها غاراتها على قطاع غزة طوال يوم أمس، بعد يوم أوقعت فيه أكثر من 26 شهيدا منهم 9 أطفال، وأصيب أيضا 125 شخصا بجروح.
واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية أخرى استهدفت منزلا في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة ما يرفع عدد شهداء الأمس في غزة إلى أربعة على الأقل.
وأفادت تقارير بأن مبنى من 14 طابقا يضم مكاتب لمسؤولين في حركة حماس دمر بالكامل في غزة، وقالت وكالة «وفا» إن طائرات من دون طيار استهدفت «برج هنادي» قرب دوار الميناء غرب المدينة وسوته بالأرض.
وردا على الغارات، أطلقت الفصائل الفلسطينية وابلا من الصواريخ أصابت عدة أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في بيان مقتضب، «وجهت كتائب القسام ضربة صاروخية هي الأكبر لتل أبيب وضواحيها بـ 130 صاروخا ردا على استهداف العدو للأبراج المدنية».
وأعلنت القسام في بيان سابق توجيه «ضربة صاروخية هي الأكبر من نوعها، استهدفت كتائب القسام ظهر أشدود وعسقلان بـ 137 صاروخا من العيار الثقيل خلال خمس دقائق، ولا زال في جعبتنا الكثير».
وأفادت وكالة «فرانس برس» في عسقلان أن دوي انفجار ضخم هز المدينة، وشوهد الناس يركضون في اتجاه الملاجئ مع انطلاق صافرات الإنذار بلا توقف.
وأسفرت صواريخ المقاومة عن مقتل امرأتين إثر انفجار صاروخين أطلقا من غزة على عسقلان جنوب إسرائيل، على ما أكدت خدمة الطوارئ الإسرائيلية لوكالة «فرانس برس».
وقال متحدث باسم الخدمة في بيان مقتضب «توفيت امرأتان، إحداهما تبلغ من العمر 65 عاما والثانية في الأربعينات.. لم نتحقق بشكل رسمي من هويتهما».
وأجبرت صواريخ المقاومة إسرائيل على تعليق جميع الرحلات بمطار بن غوريون في تل أبيب وسط إطلاق صواريخ من غزة.
كما بثت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورا لمبنى في ضاحية هولون في تل أبيب أصابه صاروخ. وكذلك لخزان وقود تشتعل فيه النيران.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباح امس أنه قصف 130 «هدفا» قال إنها عسكرية في غزة، مشيرا إلى مقتل 15 عنصرا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مقتل قياديين ميدانيين في سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة في غارة إسرائيلية ضربت «هدفا كان يتواجد فيه مجاهدونا»، و«يوجد لدينا شهداء ومفقودون».
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية من جهته أمس «سيستمر العمل الميداني المقاوم، وسيتصاعد لمنع الاحتلال ومستوطنيه من تحقيق أهدافهم».
ووسط مساع دولية للتهدئة، اعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تكثيف الضربات على غزة.
وقال نتنياهو في بيان مصوّر «اتخذ قرار في ختام تقييم للوضع بزيادة قوة الهجمات ووتيرتها».
وأكد أن الجيش نفذ مئات الهجمات على حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة، مضيفا «سنكثف قوة هجماتنا، وستتعرض حماس لضربات لم تكن تتوقعها».
وفي اطار المساعي الدولية لوقف التصعيد، قالت الخارجية الأميركية إنها تتحدث مع الشركاء الإسرائيليين والمسؤولين الفلسطينيين، ودعتهما الى تجنب سقوط ضحايا مدنيين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس إن «الخسائر في الأرواح في الجانب الإسرائيلي والخسائر في الأرواح في الجانب الفلسطيني هي أمر نأسف له بعمق (...) مقتل أي مدني هو أمر مؤسف للغاية، سواء كان فلسطينيا أو اسرائيليا.
لا نريد أن نرى استفزازات. الاستفزازات التي شهدناها أدت الى خسائر مؤسفة جدا في الارواح».
من جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة تعمل بشكل عاجل لخفض التوتر وإن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش يشعر بالحزن «بسبب العدد الكبير المتزايد من الضحايا، وبينهم أطفال».
وجاء في البيان أيضا «تعمل الأمم المتحدة مع كل الأطراف المعنية لنزع فتيل (التفجير) على وجه السرعة».
من جهة أخرى، استمرت المواجهات في القدس المحتلة والمسجد الاقصى تضامنا مع غزة وتنديدا بمحاولات الاحتلال تهجير سكان حي الشيخ جراح بالقدس.
وأصيب عدد من الأهالي والمتضامنين والنشطاء في حي الشيخ جراح برضوض واختناق، عقب اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم، مساء أمس.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال قمعت واعتدت على الأهالي والمتضامنين والنشطاء الذين نظموا وقفة منددة بالعدوان على قطاع غزة.
وانتقلت المواجهات إلى الضفة الغربية المحتلة، فجرت مسيرات حاشدة في مدينة جنين في شمال الضفة وفي طولكرم وقلقيلية ونابلس ورام الله.