واجهت حكومة الاحتلال الاسرائيلي أول تحد لها بعد يوم واحد على تسلم مهامها، في مواجهة أول «يوم غضب» دعت فيه القوى الفلسطينية إلى الاستنفار للتصدي لما يسمى «مسيرة الأعلام» الإسرائيلية الاستفزازية وسط تحذيرات من تحولها الى فتيل يعيد اشعال الأوضاع بعد نحو شهر على حرب الايام الـ11.
وفي أول اختبار لحكومة «التغيير» التي أطاحت ببنيامين نتنياهو، وتضم حزبا فلسطينيا من عرب الـ48، أجلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقوة عشرات الشبان الفلسطينيين الذين تجمعوا في ساحة باب العمود في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، واعتدت بالضرب على عدد منهم واعتقلت آخرين، لإفساح المجال امام المسيرة التي ينظمها لتي ينظمها سنويا آلاف المستوطنين المتطرفين لإحياء ذكرى احتلال القدس الشرقية وضمها، وسط توعد فصائل المقاومة بالرد.
وقالت وكالة «وفا» الفلسطينية نقلا عن مصادر محلية إن قوات الاحتلال هاجمت المتواجدين في منطقة باب العمود وأخلت المنطقة بالقوة واعتدت عليهم بالعصي والهراوات. وأغلقت جميع المداخل المؤدية إلى باب العمود، ودققت ببطاقات الصحافيين وأبعدت بعضهم عن المنطقة وعن شارع السلطان سليمان، كما نصبت شرطة الاحتلال الحواجز الحديدية لمنع الفلسطينيين من الدخول إلى المنطقة والخروج منها.وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، في شوارع السلطان سليمان ونابلس والمصرارة، المؤدية الى باب العامود.
وفي السياق، أغلقت قوات الاحتلال عددا من متاجر المواطنين في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، توطئة لتنفيذ اقتحام ضخم للمستوطنين ضمن ما يسمى «مسيرة الأعلام». واعلن الهلال الأحمر الفلسطيني اصابة نحو 20 شخصا في مواجهات مع الاحتلال بالقدس المحتلة.
وقد تمكن المتطرفون من منظمي المسيرة من الوصول الى منطقة باب العمود بحماية قوات الاحتلال، بعد ابعاد الفلسطينيين من المنطقة.
وامتدت الاحتجاجات إلى جميع الأراضي المحتلة حيث، قمعت قوات الاحتلال في مدينة بيت لحم، مسيرة سلمية خرجت تنديدا بـ«مسيرة الاعلام»، واصابت العشرات من المشاركين بالاختناق جراء الغاز السام والمدمع، بينهم مصور في وكالة رويترز.
وانطلقت المسيرة التي دعت اليها القوى والفصائل الوطنية، من منطقة باب الزقاق، مرورا بشارع للقدس الخليل، وصولا الى المدخل الشمالي لبيت لحم «محيط مسجد بلال بن رباح»، حيث قمعتها قوات الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المغلف بالمطاط، ما ادى الى اصابة عدد من المشاركين. كما أصيب عشرات الفلسطينيين، بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز السام، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال على مدخل مخيم العروب شمال الخليل.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي دفعت، بتعزيزات عسكرية وشرطية واسعة إلى القدس المحتلة، تحسبا لتلبية دعوات القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية وأراضي عام 48، إلى الاستنفار للتصدي وإفشال «مسيرة الأعلام».
وكان وزير الأمن الداخلي في الحكومة الجديدة صادق أمس الأول على تنظيم المسيرة التي تأجلت عدة مرات بسبب تصدي الشبان الفلسطينيين لها.
واعتبر الفلسطينيون المسيرة «استفزازا» ودعوا إلى «يوم غضب» في غزة والضفة الغربية بينما لاتزال ذكريات اعتداءات شرطة الاحتلال خلال شهر رمضان عالقة في الأذهان.
وحث دبلوماسيون جميع الأطراف على ضبط النفس.
وكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينزلاند على تويتر يقول «التوتر يتصاعد مجددا في القدس في ظرف أمني وسياسي هش وحساس للغاية، بينما تعمل الأمم المتحدة ومصر بهمة على تثبيت التهدئة».
وحث جميع الأطراف «على التصرف بمسؤولية وتجنب أي استفزازات قد تؤدي إلى جولة مواجهات أخرى».
ومثلت المسيرة تحديا لرئيس الوزراء الجديد اليميني المتطرف نفتالي بينت وائتلافه الذي يضم أحزابا يمينية ووسطية ويسارية وعربية. وقد يغضب تغيير مسار المسيرة أعضاء في قاعدة مؤيديه من اليهود المتطرفين ويعرضه لاتهامات بمنح حماس حق الاعتراض على فعاليات في القدس المحتلة.