عواصم - وكالات: تطورت «احتجاجات شح المياه» المستمرة منذ اسبوع في ايران، وامتدت من الأهواز لتصل العاصمة طهران حيث تحولت الى اعمال عنف تخللها سقوط قتلى وجرحى، وهتافات ضد نظام الحكم في البلاد، بحسب مقاطع ڤيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام إيرانية.
وأظهرت عدة مقاطع ڤيديو رفعها رواد مواقع التواصل الاجتماعي استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ففي بلدة إيذج، أظهر مقطع ڤيديو متظاهرين يهتفون «رضا شاه بارك روحك» في إشارة إلى الملك الذي أسس سلالة بهلوي التي أطاحت بها ثورة الخميني عام 1979.
وبعد أن دعت مجموعات ونشطاء معارضة إلى مظاهرات لدعم متظاهري خوزستان، أظهرت مقاطع ڤيديو نشرت فجر أمس، نساء يهتفن «تسقط الجمهورية الإسلامية» في محطة مترو بطهران.
وخلال الليل، عبر بعض الناس في العاصمة عن غضبهم بهتافات ضد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، بحسب رويترز.
وقتل شابان على الأقل بالرصاص في الاحتجاجات.
وألقى مسؤول باللوم على المتظاهرين المسلحين، لكن نشطاء قالوا على وسائل التواصل الاجتماعي إنهما قتلا بأيدي قوات الأمن.
وتقول الأقلية العربية في إيران، والتي يعيش معظم أفرادها في إقليم خوزستان الغني بالنفط، إنها تواجه التمييز منذ فترة طويلة في البلاد.
وسمعت متظاهرة عربية وهي تصرخ في وجه قوات الأمن في أحد مقاطع الڤيديو قائلة: «سيدي! سيدي! المظاهرة سلمية.
لماذا تطلقون النار؟ لم يأخذ أحد أرضك ومياهك».
وأعلنت السلطات كذلك، مقتل ضابط في الشرطة واتهم الاعلام الرسمي من وصفهم بـ «مثيري شغب» في محافظة خوزستان بقتله.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) عن مقتل ضابط في قوات الأمن «إثر أعمال شغب» في مدينة بندر ماهشهر الساحلية في خوزستان.
وقال المسؤول المحلي فريدون بندري «إثر أعمال الشغب التي جرت في بلدة طالقاني (التابعة لبندر ماهشهر)، بوغت كوادر وحدة الاغاثة التابعة لقوى الأمن الداخلي، وتعرضوا الى إطلاق نار من مثيري الشغب من فوق سطح أحد المباني».
ولم يحدد بندري طبيعة «أعمال الشغب» في ماهشهر، وما اذا كانت مرتبطة باحتجاجات شح المياه في خوزستان.
وقالت وسائل اعلام ان الجيش الإيراني قام، بإرسال صهاريج مياه إلى الأهواز في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي تشهدها المحافظة بسبب انقطاع المياه وتحويل مجرى الأنهار، حيث يتهم السكان السلطات بتعطيشهم عمدا.
كما أظهر مقطع ڤيديو ما يعتقد أنها تعزيزات عسكرية يتم إرسالها إلى الأحواز لمواجهة الاحتجاجات المستمرة.
وأوردت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية عبر قناتها على تطبيق تلغرام، عن «قطع الاتصال بالانترنت» في شادكان، وأن خدمات الانترنت الخلوية في مدينة الأهواز «متقطعة».
من جهتها، أشارت صحيفة «آرمان ملي» الإصلاحية، الى أن «أهل خوزستان ينظمون احتجاجات ليلية» كانت دوافعها تتهيأ «منذ أعوام».
واعتبرت أن السكان «الشجعان» لخوزستان التي كانت إحدى خطوط التماس خلال الحرب الإيرانية-العراقية (1980-1988) لا يريدون سوى «المياه، هذا كل ما في الأمر».
وخلال الأيام الماضية، بثت قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران، مقاطع ڤيديو قالت إنها لاحتجاجات في مناطق عدة من خوزستان، مثل إيذه، سوسنكرد، ماهشهر، الأهواز وحميديه، مشيرة الى أن قوات الأمن تعاملت بالشدة مع المحتجين.
وأظهرت الأشرطة مئات الأشخاص يتظاهرون في الشوارع مرددين هتافات تنتقد السلطات، بينما أحاط بهم عدد من رجال شرطة مكافحة الشغب.
وفي بعض الأشرطة، يمكن سماع ما قد يكون صوت إطلاق رصاص.
من جهته، نفى محافظ خوزستان قاسم سليماني-دشتكي في تصريحات أوردتها وكالة «إسنا»، تقارير تحدثت عن ارتفاع عدد القتلى في الاحتجاجات.
وتابع «أكدنا على القوات الأمنية والعسكرية عدم مواجهة الناس بالعنف، وخصوصا عدم إطلاق النار».
وتواجه إيران أسوأ موجة جفاف منذ 50 عاما وأثرت أزمة المياه على الأسر والزراعة وتربية الماشية وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي.
وأصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل لأسباب منها العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على صناعة النفط في عام 2018، فضلا عن جائحة كوفيد-19.
ويحتج عمال، بمن فيهم الآلاف في قطاع الطاقة الحيوي، ومتقاعدون منذ شهور مع تزايد السخط بسبب سوء الإدارة وارتفاع معدلات البطالة وزيادة معدل التضخم بواقع أكثر من 50%.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان المعارضة إن ما لا يقل عن 31 احتجاجا نظم في أنحاء إيران يومي الاثنين والثلاثاء، بما في ذلك مسيرات للعمال والمزارعين.