انضمت العاصمة الايرانية طهران امس للمظاهرات تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها منطقة الأهواز ومدن أخرى بسبب شح المياه.
وفاجأت التظاهرات التي انطلقت في طهران امس دون إعلان الحكومة الإيرانية، حيث تجمعت مجموعة من الأهالي بشكل عفوي في وسط العاصمة وفي منطقة «شارع جمهوري»، ولذلك لم تكن هناك قوات شرطة أو قوات تعبئة أو قوات أمنية في المكان.
وردد المحتجون في العاصمة طهران شعارات عدة أبرزها «يجب أن يرحل الملالي بقوتهم النارية» و«لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران»، و«الموت للديكتاتور، الموت لخامنئي» و«وحدة الآذري والعربي والفارسي».
يأتي هذا بينما نقل تلفزيون «إيران إنترناشيونال»، عن مصدر مطلع قوله إن قوات الأمن الإيرانية حاصرت حي الثورة في الأهواز من مدخليه الرئيسيين، حيث قامت بتفتيش كل من يدخل المنطقة ويخرج منه. وأضاف المصدر أن قوات الأمن الإيرانية تطلب من المارة في الحي فتح هواتفهم المحمولة، وتعتقلهم في حال العثور على مقاطع فيديو للاحتجاجات.
من جهته، كلف الرئيس الإيراني حسن روحاني المسؤولين المعنيين بالمتابعة الجادة والحثيثة حتى حل قضايا محافظة خوزستان تماما، ولكنه لم يستبعد وجود «أياد قذرة». وشهدت المحافظة، الغنية بالنفط في جنوب غرب إيران، تظاهرات خلال الأيام الماضية احتجاجا على شح المياه. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) امس، عن روحاني القول خلال اجتماع حكومي: «الاحتجاج المدني حق أساسي لجميع أفراد الشعب، وعلى المسؤولين الاستماع إلى الاحتجاجات والتواضع، ولكن لا شك أن وراء هذه الحوادث أيادي قذرة للعدو، وتحريضات من جانب بعض التيارات الداخلية، لكن الحكومة لا تستطيع عدم الاعتراف بحق الشعب في الاحتجاج».
ويعد نقص المياه في إيران أمرا متكرر الحدوث بسبب موجات الجفاف، لكن خوزستان تضررت بشدة هذا العام، خاصة مع وصول درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية. وتشهد منطقة الأهواز منذ أكثر من أسبوع احتجاجات على نقص المياه، تخللها مصادمات أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين في صفوف المحتجين. وقد تضامنت عدة مناطق أخرى من إيران مع المحتجين في الأهواز. وشارك المئات في تظاهرات في مدينة بوجنورد في محافظة خراسان شمال شرقي إيران.
وفي تبريز شمال غربي البلاد، هاجمت قوات الأمن الإيرانية المحتجين تزامنا مع انطلاق حملة احتجاجات واسعة بالمدينة ما دفع قوات الأمن للتدخل وقمع المتظاهرين. من جهة اخرى، قالت هيئة البث الإسرائيلية «كان» إن إسرائيل حذرت الولايات المتحدة خلال محادثات مغلقة من أن إيران تقترب من أن تصبح دولة نووية، أي دولة لديها «قدرات تنفيذية لتصنيع سلاح نووي».
وبحسب «كان»، فقد «تم تمرير هذه الرسالة خلال عدة محادثات لمسؤولين إسرائيليين، من بينهم وزير الخارجية، يائير لابيد، ووزير الدفاع، بيني غانتس، مع نظرائهم الأميركيين». ونقل التلفزيون الرسمي الإسرائيلي عن مسؤول سياسي قوله: «يجب أن يحدث أمر بخصوص المفاوضات مع ايران.. الحد الفاصل هذا لا يمكنه أن يكون الوقت الذي تتقدم به إيران بسرعة نحو وضع تصبح به دولة نووية».
تجدر الإشارة إلى أن رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، كان قد زار الولايات المتحدة نهاية الشهر الماضي، واجتمع هناك مع مستشار الامن القومي الأميركي، جيك ساليفان، حيث أشار كوخافي إلى أن «الزيارة حققت أهدافها، وعلى رأسها دراسة الطرق والامكانيات لمنع قدرات عسكرية نووية إيرانية، وتوسيع التعاون العملياتي بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي».