أعلنت حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان أمس اكتمال تشكيل حكومة تصريف الاعمال المؤقتة وعدة تعيينات رئيسية شملت تعيين قائدين ميدانيين مخضرمين من معقل الحركة بجنوب البلاد في منصب نائب وزير، فيما ألغت مراسم تنصيب الحكومة الجديدة.
وقال نائب وزير الاعلام والمتحدث الرئيسي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن الملا عبد القيوم ذاكر سيشغل منصب نائب وزير الدفاع بينما يشغل صدر محمد إبراهيم منصب نائب وزير الداخلية.
وكان متوقعا أن يشغل الرجلان منصبين كبيرين في الحكومة الجديدة لكن أيا منهما لم يظهر على قائمة الوزراء الرئيسية التي أعلنت هذا الشهر.
وكان ذاكر، معتقلا في غوانتانامو وأطلق سراحه في 2007 وسلم إلى الحكومة الأفغانية وكان مرشحا على نطاق واسع لشغل منصب وزير الدفاع في الحكومة الجديدة قبل أن يشغل المنصب الملا محمد يعقوب نجل الملا عمر.
وسيكون صدر، وهو رئيس سابق للجنة العسكرية في طالبان من إقليم هلمند في الجنوب، نائبا لسراج الدين حقاني الذي تنتمي أسرته الى المناطق الحدودية الشرقية مع باكستان.
وفي السياق، قال مجاهد في مؤتمر صحافي إن «مراسم تنصيب الحكومة الجديدة قد ألغيت بسبب تركيزها على تقديم الخدمة للشعب في هذه المرحلة».
وأعرب مجاهد عن أمله في أن يعترف المجتمع الدولي بحكومتهم في المستقبل القريب، مؤكدا في الوقت نفسه استغلال (طالبان) جميع القنوات الديبلوماسية لفك تجميد الأصول الأفغانية.
وفي معرض رده على سؤال بشأن وزارة شؤون المرأة وتعليم الفتيات، قال مجاهد «إننا نعمل على استكمال الإجراءات حتى يتسنى للفتيات استئناف تعليمهن في أقرب وقت ممكن»، مشددا على أهمية وسائل الإعلام غير ان «هناك عددا من المشاكل في مقاطعات بعينها يجري التصدي لها حاليا».
وشملت قائمة الأعضاء الجدد في الحكومة المؤقتة عددا من الوزراء ونواب الوزراء من بينهم نور الدين عزيزي وزيرا للتجارة وقلندار إيباد وزيرا للصحة العامة ونزار معتمدين رئيسا للجنة الأولمبية ومجيب الرحمن عمر نائبا لوزير الطاقة والمياه وغلام غوس نائب وزير إدارة الكوارث محمد فقيه. ولم يأت مجاهد على ذكر وزارة شؤون المرأة التي ألغيت، فيما لم يتم تعيين أي نساء في مناصب وزارية.
إلى ذلك، رفض المتحدث باسم طالبان اتهامات بأن «القاعدة» أو «داعش» يبقيان على وجود لهما في أفغانستان وكرر التعهدات بأن بلاده لن تكون أرضا لشن هجمات على دول أخرى تنفذها حركات متطرفة.
وأضاف في المؤتمر «لا نرى أحدا في أفغانستان له أي صلة بالقاعدة... نحن ملتزمون بألا يكون هناك أي خطر على أي دولة من أفغانستان».
ونفى مجاهد أن يكون لداعش «وجود حقيقي في بلاده»، لكنه قال إنه «ينفذ في الخفاء هجمات خسيسة».
وتابع قائلا «تنظيم داعش الموجود في العراق وسورية ليس له وجود هنا. لكن بعض الأشخاص، ربما يكونون من شعبنا الأفغاني، تبنوا فكر التنظيم وهي ظاهرة لا يؤيدها عموم الشعب».