حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أنه «ما لم يحصل العالم الإسلامي على حقه في التعبير.. فمن غير الممكن استمرار النظام العالمي الحالي».
واتهم أردوغان ساسة الغرب بالسعي الى «استغلال معاداة الإسلام لتحقيق مكاسب سياسية بدلا من مكافحة هذه الظاهرة التي تتفشى كالسرطان في مجتمعاتهم».
واستطرد: «بصفتي سياسيا لفت الانتباه إلى هذه التهديدات لسنوات، والمخاوف تتفاقم تجاه ما نشهده. وصراحة أشعر بالحزن لإضاعة فرصة تاريخية على طريق إقامة السلام والعدالة العالميين».
جاء ذلك في رسالة مرئية بعث بها الرئيس التركي إلى «منتدى تي آر تي وورلد 2021» الذي يعقد افتراضيا وتنتهي فعالياته اليوم. وأضاف أردوغان: «طالما لم يحصل العالم الإسلامي على حقه في التعبير، وطالما لم يؤخذ في الحسبان مطالب أفريقيا وأميركا اللاتينية وجنوب آسيا فمن غير الممكن استمرار النظام العالمي الحالي»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «الأناضول».
وتطرق خلال كلمته إلى وباء كورونا الذي تعاني منه البشرية منذ فترة، مضيفا بالقول: «مازلنا نشعر بهزات الوباء الارتدادية في مجالات مختلفة، لاسيما الاقتصاد». وأكد أن عودة الحياة إلى طبيعتها السابقة إثر هذه الأزمة الصحية الكبيرة التي تركت بصمتها خلال العامين الماضيين لابد أن يستغرق وقتا.
ولفت الرئيس التركي إلى أن التناقضات والمفارقات في النظام العالمي برزت أكثر من أي وقت مضى.
وتابع: «تبين مدى هشاشة البنى التحتية الصحية والمساعدات الاجتماعية، لاسيما في البلدان التي تتصدر العالم من حيث الرفاهية».
وبين أردوغان أن النظام العالمي الذي تم إرساؤه بعد الحرب العالمية الأولى وتمكينه عقب الحرب العالمية الثانية لم يتمخض لفترة طويلة عن العدالة والاستقرار.
وأوضح أن هذا النظام الذي لا حق فيه للعالم الإسلامي بالتعبير، ولا يأخذ بالحسبان مطالب أفريقيا وأميركا اللاتينية وجنوب آسيا، ويراعي فقط مصالح الدول الخمس التي منحها القوة، لا يمكن أن يستمر بهيكليته الحالية.
وتابع: «لم يعد بالإمكان تجاهل الحاجة إلى الإصلاح في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى». وأفاد بأن تركيا عبرت عن هذه الحاجة لسنوات من خلال عبارة «العالم أكبر من خمس»، وشاركت مقترحا ملموسا حول هذا الأمر قبل مدة مع العالم بأسره عبر مقولة «من الممكن إنشاء عالم أكثر عدلا».