توالت ردود الأفعال الدولية والإقليمية على التطورات المتسارعة التي شهدها السودان، فقد أعربت الولايات المتحدة عن «عميق قلقها» إزاء مستجدات الأحداث هناك.
وأوضح البيت الأبيض أن الحكومة الأميركية تشعر بـ«قلق عميق» من التقارير عن سيطرة الجيش على السلطة في السودان وهو ما يتعارض مع إرادة شعب البلاد.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير امس: «نرفض إجراءات الجيش وندعو إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء والآخرين الذين وضعوا قيد الإقامة الجبرية».
وعلى الصعيد ذاته، أدانت السفارة الأميركية في الخرطوم «الأعمال التي تقوض التحول الديموقراطي في السودان»، داعية جميع الجهات الفاعلة الى السماح للحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون بمواصلة عملها المهم.
ودان الاتحاد الأوروبي اعتقال الجيش السوداني رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وأعضاء حكومته ومسؤولين مدنيين ووضعهم رهن الإقامة الجبرية.
ودعا الممثل الأعلى للاتحاد جوزيب بوريل في بيان «القوات العسكرية الى الإفراج الفوري عن المعتقلين» معتبرا أن أعمال الجيش الأخيرة تعد ضد مبادئ «الثورة والمرحلة الانتقالية» وضد المطالب الشعبية الشرعية للسلام والعدل والتنمية الاقتصادية.
ودانت فرنسا «بشدة محاولة الانقلاب» في السودان، داعية الى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء ومسؤولين آخرين.
من جهتها، أكدت الخارجية السعودية أنها تتابع بقلق واهتمام بالغ الأحداث الجارية في السودان، داعية إلى أهمية ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد، والحفاظ على كل ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية وكل ما يهدف إلى حماية وحدة الصف بين جميع المكونات السياسية في السودان.
وشددت الوزارة - وفقا لوكالة أنباء السعودية الرسمية (واس) - على استمرار وقوف المملكة إلى جانب الشعب السوداني الشقيق ودعمها لكل ما يحقق الأمن والاستقرار والنماء والازدهار للسودان وشعبه الشقيق.
بدورها، دعت مصر الأطراف السودانية كافة الى ضبط النفس وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها ان القاهرة تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في السودان مؤكدة أهمية تحقيق الاستقرار والأمن للشعب السوداني والحفاظ على مقدراته والتعامل مع التحديات الراهنة بالشكل الذي يضمن سلامة هذا البلد الشقيق، مشددة على أن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة.
وأعربت قطر عن القلق إزاء التطورات الأخيرة في السودان، داعية الأطراف كافة إلى عدم التصعيد واحتواء الموقف.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان تطلع الدوحة الى ضرورة إعادة العملية السياسية إلى المسار الصحيح تحقيقا لتطلعات الشعب السوداني. كذلك، أعربت وزارة الخارجية التركية عن القلق إزاء «محاولة الانقلاب التي شهدها السودان»، ودعت في بيان جميع الأطراف في السودان إلى الالتزام بالإعلان الدستوري والامتناع عن تعطيل الإجراءات الانتقالية بالبلاد.
وفي سياق متصل، دعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي جميع الأطراف السودانية إلى الالتزام بالوثيقة الدستورية وبما تم الاتفاق عليه بشأن الفترة الانتقالية.
وقال الأمين العام للمنظمة د.يوسف بن أحمد العثيمين - وفقا لما أوردته وكالة (واس) - إن «الحوار هو السبيل لتجاوز الخلافات، تغليبا للمصلحة العليا للشعب السوداني ولتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية الازدهار».
من جانبه، اعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي عن «بالغ قلقه» إزاء التطورات «الخطيرة» للأوضاع في السودان داعيا إلى الاستئناف الفوري للمشاورات بين المدنيين والعسكريين في إطار الإعلان السياسي والمقتضيات الدستورية.
بدوره، دان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش الانقلاب العسكري في السودان، ودعا في بيان إلى إطلاق سراح رئيس وزراء السودان وكل المسؤولين الآخرين.