تزامنا مع تشييع عشرات العراقيين الذين سقطوا في تفجيرات الجمعة الدامية، أعرب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر عن استعداده لتوفير مئات من أنصاره للانخراط في صفوف قوات الجيش والأمن لحماية البلاد وخاصة المساجد، فيما رأى مستشار لرئيس الوزراء نوري المالكي ان امن العراق بحاجة الى استخبارات وليس إلى أعداد.
وقال الصدر المقيم في ايران في بيان وقع بخط يده «أقدم استعدادي لتوفير المئات من المؤمنين الى من أخلص لعراقه من الحكومة الحالية، ليكونوا سرايا رسمية في جيش العراق أو شرطته».
وأضاف انه يعرض تقديم هؤلاء «ليدافعوا عن مراقدهم ومساجدهم وصلواتهم وأسواقهم وبيوتهم ومدنهم بما يحفظ للحكومة ماء وجهها، ولكيلا تلجأ للمحتل في حماية شعبها».
واضاف انه اذا رفضت الحكومة ذلك «فهي حرة في ذلك، الا اننا نبقى في أهبة الاستعداد للمساعدة دوما».
ودعا الصدر الى «ضبط النفس وعدم الانجرار خلف المخططات الاميركية الخبيثة التي تريد جر العراق الى حروب واقتتال لكي تجد الذريعة في البقاء في أراضينا المقدسة».
بيد ان السلطات العراقية بدت مترددة في القبول بهذا العرض، حيث أكد أحد مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي ان ما يحتاج إليه أمن العراق هو معلومات واستخبارات جيدة وليس المزيد من الأعداد في صفوف قوى الأمن رغم ترحيبه بأي مبادرة لدعم قوى الأمن.
وأكد علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي ان «القوى الأمنية بحاجة الى اي دعم من الشعب، لأن المنظومة لا يمكن ان تعتمد على الجهاز الأمني فقط».
واضاف ان «المحور المهم هو المعلومات والمخابرات، لذلك لابد من تكاتف جميع السياسيين والمواطنين ورجال الدين، والوجهاء في المجتمع، من أجل تعزيز الجهاز الأمني ومساعدته في مواجهة التحدي القائم».
ومضى موضحا «لا اعتقد ان المشكلة هي عدد القوات نحن لا يوجد لدينا نقص في العدد، انما الامر يتعلق بالجانب الاستخباراتي».
لكنه استدرك، قائلا «من دون شك اي مبادرة لدعم الاجهزة الأمنية تعتبر مبادرة جيدة وتستحق الثناء، بعكس التصريحات التي صدرت من بعض السياسيين التي كان تأثيرها سلبيا على الاجهزة الأمنية».
بدوره، أوضح الناطق باسم الصدر، الشيخ صلاح العبيدي ان «الأمر غير محصور بعناصر جيش المهدي إنما هو يشمل كل المؤمنين سواء من التيار الصدري او غيره من العراقيين».
واضاف «هذه الدعوة تأتي على خلفية اعتقادنا الراسخ، بان العناصر التي تم تعيينها في الاجهزة الأمنية غير كفؤة ومخترقة، وبالتالي فإن الأطروحة التي قدمها الصدر تقوم على أساس اختيار أناس أكفاء من المؤمنين من أبناء الخط الصدري، أكانوا من جيش المهدي او غيرهم، للاشتراك مع الاجهزة الأمنية من اجل توفير الأمن في العراق».
سياسيا، دعت بلقيس خولي القيادية في التيار الصدري كلا من رئيس الوزراء رئيس ائتلاف دولة القانون نورى المالكي وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي إلى عدم تهميش بقية الكتل والتيارات السياسية خلال لقائهما المحتمل في الفترة المقبلة في محاولة لتشكيل الحكومة العراقية.
وقالت خولي في تصريح لراديو (سوا) الأميركي أمس «من الجيد أن تكون هناك لقاءات لتقارب وجهات النظر مادام ذلك يصب في مصلحة الشعب العراقي، ولكن بشرط ألا تهمش بقية الكتل لأن كل كتلة لها ثقلها في الساحة السياسية العراقية».
الدعوة جاءت عقب أنباء ترددت عن اعتزام قائمة «العراقية» مقاطعة العملية السياسية في حال تشكلت الحكومة المقبلة من قبل ائتلافي دولة القانون والوطني، فيما يعول الكثيرون على اللقاء المرتقب بين إياد علاوي رئيس قائمة العراقية، ونوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون على تشكيل حكومة شراكة تضم جميع القوائم الفائزة في الانتخابات.