عقد الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس قمة افتراضية بغاية الحساسية في مسعى لتجنب التصعيد في الملف الأوكراني، وسط اتهامات غربية لموسكو بحشد قواتها قرب الحدود الوكرانية والتخطيط لغزوها، يقابله اتهام روسي للولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي «الناتو» بالتوسع شرقا.
وسبق للرئيسين أن التقيا في جنيف في يونيو الماضي، وأجريا عدة محادثات هاتفية، وتعتبر إدارة بايدن الاجتماع مشجعا في سعيها لعلاقة ثنائية «مستقرة» و«يمكن توقع» مآلها.
إلا أن الاجتماع يجري هذه المرة في سياق مختلف للغاية، عبر الفيديو - ومؤمن، بحسب البيت الأبيض.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قبل القمة إن «روسيا لم تعتزم مهاجمة احد لكن لدينا خطوطا حمراء».
وكان بايدن اجرى اتصالات هاتفية عشية القمة مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، وأعربوا جميعا عن «تصميمهم» على الدفاع عن سيادة أوكرانيا.
كما يعتزم بايدن اطلاع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فحوى اجتماعه مع بوتين.
ويعد انعقاد هذه القمة بحد ذاته انتصارا لروسيا التي تحرص على تأكيد موقعها كقوة عظمى في اللعبة الجيوسياسية العالمية، إذ يطالب الكرملين منذ اسابيع بلقاء يجمع بين الرئيسين.
وعلاوة على الملف الأوكراني، سيتم التباحث حول قضايا اخرى خلال القمة.
وأكد الرئيسان الروسي والأميركي منذ اجتماعهما في جنيف أنهما يريدان المضي قدما في القضايا ذات الاهتمام المشترك من أجل تحقيق علاقة «مستقرة» و«يمكن توقع» مسارها.
وأشار بيسكوف إلى أنه «من الواضح أنه عندما يعمد رئيسان إلى الحوار، فذلك لأنهما يريدان مناقشة المشكلات ولا يهدفان إلى الوصول إلى طريق مسدود».
وأضاف «لكن لا ينبغي أن نتوقع اختراقات» على الفور، مشيرا إلى أنه في ظل «تصاعد التوتر في أوروبا» من المهم «التروي».
من جهته، قال مدير مؤسسة الدراسات الأميركية «فرانكلين روزفلت» في جامعة موسكو الحكومية يوري روغوليف، «سيتم حل مشكلة التوتر بشأن الأزمة الأوكرانية بسرعة، حيث ان هذا التوتر نفسه تم تفجيره بشكل مصطنع من قبل وسائل الإعلام الأميركية من خلال الإعلانات عن «غزو روسي».