أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان استعداد طهران للتوصل الى اتفاق «جيد» خلال وقت قصير في محادثات فيينا النووية الجارية الآن.
وقال أمير عبداللهيان عقب لقائه نظيره الصيني وانغ يي في بكين امس الاول، إن الأمر يتوقف على سلوك الأطراف الغربية في المفاوضات.
وأضاف: «المشكلة لدى الطرف الغربي تتمثل في عدم التطابق مبين ما يقولونه لنا سواء في المحادثات المباشرة مع الترويكا الأوروبية أو في الرسائل غير الرسمية المتبادلة مع الوفد الأميركي، وبين ما ينفذوه على أرض الواقع. فهم يقولون كلام جيد لكنهم لا يقدمون ابتكارات تنفيذية لتحقيق ما يقولونه».
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الصين الولايات المتحدة إلى تحمل المسؤولية عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني منتصف عام 2018، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه بكين إلى دور أكبر في المفاوضات الحالية الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني.
وأبلغ وزير الخارجية الصيني نظيره الإيراني خلال اجتماعهما في بكين أنه يتعين على أميركا تحمل «المسؤولية الرئيسية» و«تصحح خطأ» الانسحاب من الاتفاق النووي، في أقر وقت ممكن، وفقا لبيان أصدرته الخارجية الصينية.
وأشار البيت الأبيض امس الأول إلى تحقيق «بعض التقدم» في مفاوضات فيينا النووية مجددا التأكيد على موقف الإدارة الأميركية الذي يفضل الديبلوماسية على الخيارات الأخرى.
بدوره، وصف الممثل الأعلى للسياسية الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأجواء في مباحثات فيينا بأنها «تحسنت»، مشيرا إلى احتمال التوصل إلى اتفاق.
وقال بوريل في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في ختام اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي في مدينة (بريست) غربي فرنسا ضمن الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي «نحن نقترب من نهاية العملية.. كنت متشائما لحد ما لكن أجواء المباحثات تحسنت منذ عيد الميلاد والآن أعتقد أنه يمكن أن نتوصل إلى اتفاق ولكن مع تسريع الأمور».
ومن جهته، أكد لودريان أن مفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني أنه «لدينا إنذار واضح أن الأمور تسير ببطء شديد وإذا لم تتحرك الأمور بشكل أسرع فلن يكون هناك شيء للتفاوض عليه».
جاء ذلك فيما قالت مصادر رفيعة من المفاوضات إنه تم الاتفاق على عودة بعض رؤساء الوفود المشاركة إلى عواصمها للتشاور بينما يواصل الخبراء اجتماعاتهم الفنية في فيينا بهدف تسهيل عودة إيران والولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.
وأبلغت هذه المصادر الصحافيين شريطة عدم نشر أسمائها عن إحراز «تقدم» في المفاوضات لكنها أكدت الحاجة إلى «جهود إضافية لإنجاحها».
وأشارت إلى أن المفاوضات دخلت في مرحلة «التفاصيل الجوهرية الدقيقة» وهي «أكثر المراحل صعوبة وطولاً»، مضيفة أنه «لاتزال أمامنا بعض الخلافات والوقت يضغط علينا».
وردا على سؤال حول ما توصلت إليه الجولة الثامنة بعد 15 يوما من التفاوض قالت المصادر ذاتها إن أطراف الاتفاق تناقش حاليا «مسائل خلافية معقدة جدا» وتعمل فرق العمل المعنية بصياغة النصوص حول كيفية ترجمة هذه المقترحات إلى «نصوص واقعية يتوافق عليها الجميع».
وأشارت إلى أن مسالة امتثال إيران لبنود الاتفاق النووي ورفع العقوبات إضافة إلى مسألة الضمانات التي تطالب بها إيران «لاتزال تشكل إحدى العقبات الرئيسية أمام المفاوضين».