تحولت منطقة شرق آسيا الى ساحة تحد ومنطقة استعراض عضلات بين بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وروسيا والصين، من جهة أخرى، مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لحلفاء واشنطن الآسيويين.
فقد حذر قادة التحالف الرباعي للحوار الأمني «كواد» والذي يضم، اليابان والهند وأستراليا والولايات المتحدة امس من محاولات «تغيير الوضع القائم بالقوة» في المنطقة، بينما صعدت بكين لهجتها وهددت واشنطن بدفع ثمن «لا يطاق» لموقفها من تايوان، تزامنا مع قيام طائراتها وطائرات روسية بطلعات استفزازية على مقربة من مقر انعقاد قمة «كواد».
وتجنب بيان مشترك لـ «كواد»، الإشارة بشكل مباشر لتصاعد النفوذ العسكري للصين في المنطقة، لكنه لم يدع مجالا للشك بشأن مكامن قلقه.
وقال البيان الذي اختيرت عباراته بحذر، إلى النزاع في أوكرانيا، لكن دون التعبير عن موقف مشترك إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي امتنعت الهند عن إدانته بشكل واضح.
غير أن الأعضاء الآخرين في كواد لم يخفوا موقفهم إزاء الحاجة لرد قوي على الحرب الروسية، من شأنه أن يوجه رسالة تردع دولا أخرى ومنها الصين. وأكد بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس وزراء استراليا الجديد أنتوني ألبانيزي ورئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي، عزمهم على ضمان أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومفتوحة في مواجهة الأنشطة العدائية المتزايدة من جانب الصين، على الرغم من أن رئيس الوزراء الياباني شدد أن المجموعة لا تستهدف أي دولة بمفردها.
وقال الزعماء الـ 4 في بيانهم إنهم «ناقشوا مواقفهم تجاه النزاع في أوكرانيا والأزمة الإنسانية المأساوية المستمرة».
ولم يأت بيان المجموعة على ذكر روسيا أو الصين، لكنه ندد بعدد من الأنشطة التي كثيرا ما تتهم الصين بالقيام بها في المنطقة.
من جهته، حاول بايدن التقليل من تهديداته السابقة بالدفاع عن تايوان عسكريا إذا هاجمتها الصين، وأكد أنه لم يطرأ أي تغيير على سياسة «الغموض الاستراتيجي» للولايات المتحدة بشأن تايوان.
ومع ذلك قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين: «تبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها في التلاعب بالكلمات بشأن مبدأ «الصين الواحدة». لكني أريد أن أذكر الجانب الأميركي بأنه لا توجد قوة في أي من أنحاء العالم، بما في ذلك داخل الولايات المتحدة نفسها، يمكنها تجنيب الداعين إلى استقلال تايوان الهزيمة».
وتابع: «إذا استمرت الولايات المتحدة في المسار الخطأ، فلن يؤدي ذلك إلى عواقب لا رجعة فيها للعلاقات الصينية - الأميركية فحسب، بل وسيجعل الولايات المتحدة في النهاية تدفع ثمنا لا يطاق».
وبعد ساعات على القمة، أعلنت اليابان أن طائرات عسكرية صينية - وروسية قامت بطلعات مشتركة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي تزامنا مع اجتماع القادة، في خطوة اعتبرها وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي «استفزازيــة». وقال للصحافيين: «بينما يرد العالم على العدوان الروسي على أوكرانيا، فإن قيام الصين بعمل مماثل بالتعاون مع روسيا، التي هي المعتدية، يدعو للقلق. لا يمكن التغاضي عن ذلك».