احتفلت الجزائر أمس بعيد الاستقلال باستعراض عسكري غير مسبوق منذ أكثر من 33 عاما في العاصمة وذلك لتخليد الذكرى الستين لنهاية الاستعمار بعد 132 سنة من الوجود الفرنسي.
وافتتح الرئيس عبدالمجيد تبون الاحتفالات بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول في «مقام الشهيد» باعالي العاصمة، ثم حضر الاستعراض العسكري الذي اقيم بالضاحية الشرقية.
وعلى متن سيارة مفتوحة قام تبون مع رئيس أركان الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة بتفقد القوات العسكرية وقوات الأمن والحماية المدنية، المشاركة في الاستعراض. وفي الوقت نفسه أطلقت 60 طلقة مدفع توازي ستين سنة من الاستقلال.
ودام الاستعراض نحو ساعتين مرت فيه أمام المنصة الشرفية مختلف الأسلحة التي يمتلكها الجيش الجزائري من دبابات مثل تي 62 ال وراجمات صواريخ وعربات مدرعة.
ثم سارت تشكيلات من المدارس العسكرية تتقدمها مدارس «أشبال الأمة» وهي ثانويات ومدارس تعليم متوسط تابعة للجيش.
وفي الساحل المقابل لساحة الاستعراض تعاقبت غواصتا الونشريس وجرجرة والبوارج الحربية وسفن التدريب لضباط البحرية، وسفن الإنقاذ في أعالي البحار.
وانتزعت الجزائر الاستقلال بعد سبع سنوات ونصف من حرب دامية خلفت مئات الآلاف من القتلى، ما جعلها المستعمرة الفرنسية السابقة الوحيدة في إفريقيا في سنوات 1960 التي تحررت بالسلاح من فرنسا.
لكن بعد 60 عاما من نهاية الاستعمار، لم تندمل الجراح في الجزائر، رغم سعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ انتخابه الى تهدئة الذاكرة بسلسلة من المبادرات الرمزية التي لم تصل إلى حد تقديم «الاعتذار».
وأعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس إيمانويل ماكرون بعث ببرقية تهنئة لنظيره الجزائري بالمناسبة عبر له فيها عن أمله في «تقوية الروابط بين البلدية القوية أصلا».
وأكد له «التزامه بمواصلة مسار الاعتراف بالحقيقة ومصالحة الذاكرة بين الشعبين الجزائري والفرنسي».
وتحسنت العلاقات بين باريس والجزائر تدريجيا في الأشهر الأخيرة، وأعرب ماكرون ونظيره الجزائري في مكالمة هاتفية في 18يونيو الفائت عن رغبتهما في تعميق هذه العلاقات.