القاهرة ــ أيمن صقر
أعرب د.عزت عطية رئيس قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة ـ جامعة الأزهر عن اعتذاره عما بدر منه ورجوعه عن فتواه التي تجيز ارضاع الكبير لحل مشكلة الخلوة بين الرجل والمرأة في العمل.
وقال عطية في بيان له امس ان ما اثير حول موضوع ارضاع الكبير وما صرح به انما كان نقلا عن الأئمة «ابن حزم وابن تيمية وابن القيم والشوكاني وابن خطاب» وما استخلصه من كلام ابن حجر، رحمه الله.
واشار الى ان الرضعة في الصغر هي التي تثبت التحريم، كما قال الأئمة الأربعة وان ارضاع الكبير كان واقعة خاصة لضرورة، وما افتيت به مجرد اجتهاد.
قبيل ذلك طلب شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي من مجمع البحوث الإسلامية إعداد تقرير للتحقيق مع عطية الذي أفتى الأسبوع المنصرم بجواز «إرضاع المرأة لزميلها في العمل وزواجها منه بعد طلاقها» وهي الفتوى التي أثارت جدلا واسعا في الشارع المصري.
وكانت صحف عربية نقلت عن د.عطية اصراره على موقفه مهما كلفه ذلك، حيث قال لصحيفة «الوطن» السعودية إنه على استعداد لتحمل تبعات موقفه حتى لو فقد موقعه كرئيس لقسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، مشيرا إلى أنه زاهد في المنصب الذي لا يتقاضى عنه سوى 10 جنيهات كبدل في الشهر ـ حسب قوله ـ في الوقت نفسه رحب عطية بالتحقيق معه وقال لو تم استدعائي من قبل مجمع البحوث الإسلامية أو شيخ الأزهر فلن أتردد في الذهاب للمناقشة وما قلته اجتهاد قائم على أدلة وقرائن ولو ثبت غير ذلك فسيكون من واجبي التراجع لكن ما قلت به هو دفاع عن السنة وسد لباب التراجع عن بعض الأحاديث.
وأوضح عطية أن حديث إرضاع الكبير الذي استند إليه فيما ذهب إليه في اجتهاده ـ على حد قوله ـ حديث ثابت صحيح ، وزاد عطية أنه لا يطالب فقط بالعمل بإرضاع المرأة زميلها في العمل عند اقتضاء الضرورة وإنما في الجامعة بين الطلاب والطالبات أيضا للتغلب على مشكلة الاختلاط بعد انتشاره بشكل كبير حسب قوله.
كان عزت عطية قد أباح للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها في العمل «منعا للخلوة المحرمة» إذا كان وجودهما في غرفة مغلقة لا يُفتح بابها إلا بواسطة أحدهما، مؤكدا على أن إرضاع الكبير يكون خمس رضعات، وهو يبيح الخلوة ولا يحرم الزواج حسب فتواه.
وأضاف ان المرأة في العمل يمكنها أن تخلع الحجاب أو تكشف شعرها أمام من أرضعته، مطالبا بتوثيق هذا الإرضاع رسميا.
الصفحة في ملف ( pdf )