مع ارتفاع وتيرة المناورات العسكرية الإيرانية وأحدثها «بيت المقدس 22» التي انطلقت أمس، أعلنت طهران تسليمها رسالة مكتوبة لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تفاصيل اتفاق تبادل اليورانيوم الذي وقعته الأسبوع الماضي مع كل من تركيا والبرازيل. بموازاة ذلك بذلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كل ما بوسعها لاقناع الصين بدعم مشروع عقوباتها الجديد ضد طهران، وأكدت من بكين أن مسودة قرار مجلس الأمن الدولي ترسل رسالة واضحة الى ايران، مضيفة أن الولايات المتحدة والصين تشاورتا بشكل مكثف حول التحديات التي يشكلها البرنامج النووي الايراني.
وأضافت كلينتون في كلمتها لدى انطلاق الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الثاني بين الصين والولايات المتحدة في العاصمة الصينية بكين ان «تزود ايران بسلاح نووي يقلقنا جميعا ولمواجهة هذا التهديد اتبعنا معا منهجا متعدد الاطراف بالانخراط والضغط بهدف تشجيع القادة الايرانيين على تغيير نهجهم».
وقالت إن «مشروع القرار الذي اتفقت عليه الدول الكبرى وألمانيا (5+1) ووزع في مجلس الأمن الدولي يبعث رسالة واضحة الى القيادة الإيرانية وهي الايفاء بالتزاماتكم او مواجهة المزيد من العزلة وتحمّل العواقب».
وأوضحت ان العبء الثقيل الان ملقى على كاهل ايران لاظهار من خلال اجراءاتها انها ستتحمل مسؤولياتها.
هذا وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست أعلن ـ على هامش زيارته تركيا على رأس وفد إعلامي في مؤتمر صحافي في اسطنبول ـ أن سفراء ايران وتركيا والبرازيل قاموا في الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس بتوقيت فيينا بتسليم رسالة إيران الى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو. وأشاد المتحدث بدور تركيا والبرازيل في إعداد ما سمي «إعلان طهران» المؤلف من عشرة بنود، معتبرا أنه نجاح كبير وبداية لتحرك كبير من اجل التعاون البناء والعادل في المعادلات العالمية.
وقال إن العالم اليوم ينتظر ردا ايجابيا من الدول النووية ومجموعة فيينا (أميركا وروسيا وفرنسا والوكالة الدولية للطاقة الذرية). من جهته حث علي أكبر سلطانية مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية القوى الكبرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس على تنفيذ اتفاق تبادل اليورانيوم، إلا أنه أكد أن برنامج تخصيب اليورانيوم قضية منفصلة.
وقال مهمانبرست «نتوقع أن ينفذ (الاتفاق) في أسرع وقت ممكن، «وأجاب ردا على سؤال ما إذا كانت إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم إذا نفذ الاتفاق قائلا «هذه ليست القضية».
إلا ان الموقف الرسمي الايراني والموقف الغربي على حد سواء كان مثار انتقاد المعارضة الايرانية حيث انتقد احد قادة المعارضة الايرانية مير حسين موسوي العقوبات التي تريد الدول العظمى فرضها على ايران بسبب سياساتها النووية وكذلك «نزعة الحكومة المغامرة» في سياستها الخارجية حسب ما نقل موقعه الالكتروني أمس.
وقال موسوي خلال لقاء مع اسر العسكريين الذين قتلوا في الحرب بين ايران والعراق بين عامي 1980-1988 «في هذه الايام يتم التداول بشأن فرض عقوبات على امتنا. نعتقد ان الوضع الحالي ناجم عن سوء ادارة الحكومة ونزعتها المغامرة في السياسة الخارجية لكن لا يمكننا ان نوافق على عقوبات تؤثر على حياة الناس».
من جانبه طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أحد راعيي اتفاق تبادل اليورانيوم، الرئيس الإيراني محمود احمدى نجاد أن يلتزم الصمت وأن يتجنب التصريحات الاستفزازية في هذه المرحلة حسب صحيفة «خبر تورك». وذكرت الصحيفة أن اردوغان طلب من أحمدي نجاد خلال اتصال هاتفي معه أمس الأول أن يستفيد بأقصى قدر ممكن من الفرصة التي أتاحها توقيع اتفاقية مبادلة اليورانيوم. من جانبها أشارت صحيفة «زمان» إلى أن اردوغان أكد للرئيس الإيراني أن اتفاقية مبادلة اليورانيوم موضع متابعة من العالم كله وأنه على ثقة من أن إيران لن تضيع الفرصة وستستفيد منها اكبر استفادة ممكنة. واشارت الصحيفة الى أن الاتفاقية ستكون على رأس جدول الموضوعات التي سيوليها اردوغان اهتمامه خلال جولته في دول أميركا اللاتينية والتي تبدأ اليوم.
بموازاة الحراك السياسي المتسارع في أكثر من مكان، بدأت القوات البرية في الجيش الايراني أمس مناورات واسعة تحمل اسم «بيت المقدس 22» في منطقة نصر آباد بمحافظة اصفهان وسط البلاد. ونقلت قناة «العالم» الاخبارية الايرانية عن بيان للجيش الايراني قوله إن المناورات ستقام على ثلاث مراحل وتستمر ثلاثة أيام.
وأضافت القناة أنه ستشارك في المناورات جميع أصناف القوات البرية في مواجهة العدو الوهمي وتتخللها تدريبات على الحرب غير المتكافئة واستخدام العتاد الخفيف والثقيل بالاضافة إلى استخدام التكتيكات الدفاعية والهجوم المباغت في الليل والنهار.
ونقلت القناة عن قائد القوات البرية للجيش العميد أحمد رضا بوردستان قوله إن «الشعب الايراني على ثقة من أن إجراء مثل هذه المناورات ستجعل القوات الأجنبية المتواجدة في المنطقة لا تفكر مطلقا في مهاجمته».
وأوضح: ان «القوات البرية للجيش الايراني التي تملك ثماني سنوات من الخبرة القتالية خلال الحرب تعتبر اليوم من أقوى القوات العسكرية في العالم وتتمتع بأعلى درجات الاستعداد العسكري» وفقا لما ذكرته القناة.
طهران تعدم شقيق زعيم «جند الله» ريغي
طهران ـ رويترز: كشفت وسائل إعلام رسمية ان إيران أعدمت أمس عبدالحميد ريغي شقيق زعيم جماعة جند الله السنية عبد الملك ريغي.
وقالت الوسائل إن عبدالحميد ـ وهو عضو بجماعة جند الله أدانه القضاء ـ أعدم شنقا في سجن في مدينة زاهدان بجنوب شرق إيران وذلك بعد إرجاء إعدامه في يوليو الماضي ثم في ديسمبر لاستخلاص مزيد من المعلومات منه.
وقد أكد ابراهيم حامدي المسؤول القضائي في اقليم سيستان بلوشستان انه تم السماح لأسر ضحايا جند الله بحضور الإعدام الذي نفذ امس للمساعدة في تخفيف آلامها.
وأضاف «قررت السلطة القضائية عدم تنفيذ الإعدام على الملأ لاعتبارات أمنية».
من حهته قال التلفزيون الحكومي إن عبدالحميد ريغي اتهم في علميات تفجير وسطو مسلح وتهريب مخدرات. وعرضت القناة صورا للشاب الملتحي على موقعها على الإنترنت.
وتابع «أكدت اعترافات سابقة أدلى بها عبدالحميد أن واشنطن ساعدت الشبكة الانفصالية المسلحة على تنفيذ انشطتها الإرهابية في إيران».
بدورها قالت «جند الله» التي تتهم الحكومة بالتمييز ضد السنة، انها كانت وراء هجوم يوم 18 أكتوبر -وهو الأعنف في إيران منذ ثمانينات القرن الماضي- والذي قتل فيه أكثر من 40 إيرانيا من بينهم 15 من أفراد الحرس الثوري.
يذكر أن ايران ألقت في فبراير الماضي القبض على أخيه عبد الملك ريغي زعيم جماعة جند الله بعد أربعة أشهر من إعلان جماعته مسؤوليتها عن التفجير. |
واقرأ ايضاً:
اليمن: مسلحون قبليون يخطفون زوجين أميركيين وسائقهما
«الغارديان» تكشف أول وثائق رسمية سرية تؤكد امتلاك إسرائيل سلاحاً نووياً
أودينغا طمأن نظيف: لا تأثير لاتفاق «عنتيبي» على حصة مصر من النيل
سيئول بدأت عقوباتها وأوباما يستنفر عساكره لدعمها بوجه بيونغ يانع