تعرضت وكالة أنباء إيرانية تابعة للحكومة للقرصنة على خلفية الاحتجاجات المتواصلة منذ أكثر من شهرين إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد توقيفها في طهران من قبل «شرطة الأخلاق» التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة.
وأشارت وكالة أنباء «تسنيم» شبه الرسمية إلى أن «مجموعة من المقرصنين جعلت موقع وكالة أنباء فارس غير متاح لبضع لحظات».
وتعد وكالة «فارس» للأنباء واحدة من المصادر الرئيسية للمعلومات التي تنشرها الدولة بشأن الاحتجاجات الدائرة في إيران، والتي تصفها الوكالة عموما بأنها «أعمال شغب».
وأشارت «فارس» أمس إلى أن دخول المستخدمين إلى موقعها الإلكتروني تعطل بعد «عملية قرصنة وهجوم إلكتروني معقدين نفذا أمس الأول»، وفقا لبيان نشرته الوكالة على قناتها على «تلغرام».
وأوضحت أن «الهجمات الإلكترونية ضدها تشن بشكل يومي من عدة دول، بما في ذلك الأراضي المحتلة (إسرائيل)»، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك، أكد المرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن ينهي الاضطرابات التي تشهدها بلاده، معتبرا ان واشنطن ستطالب دائما بالمزيد.
وحث خامنئي أثناء استقباله وفدا من قوات التعبئة «الباسيج» التابعة للحرس الثوري في طهران أمس على تشديد الإجراءات ضد المحتجين، في تصريحات ربما تصعد حملة قمع الاضطرابات ضد النظام، المستمرة منذ أشهر، وقال: «قرصنة وكالة أنباء إيرانية تابعة للدولة على خلفية الاحتجاجات هو واحد من أكثر المهام أهمية للباسيج».
ووفق خامنئي، فإن الولايات المتحدة تطالب بتخلي إيران عن برنامجها النووي وتغير الدستور وتحصر نفوذها داخل حدودها وتغلق صناعاتها الدفاعية، وشدد على أنه «لا يمكن لأي إيراني قبول مثل هذه الشروط».
وفي تحد لخامنئي، تجددت الاحتجاجات، حيث تجمع طلاب جامعة العلم والثقافة في العاصمة طهران. وهتف الطلاب منددين بـ«جرائم وانتهاكات» السلطات، بحسب موقع «ايران انترناشيونال»، كما تجمع أيضا طلاب كلية النسيج بجامعة أميركبير للتكنولوجيا، وراحوا يغنون معا، تضامنا مع زملائهم المعتقلين في السجون.
من ناحية أخرى، أصدرت مجموعة من 140 طبيب عيون بيانا حذروا فيه من أن طلقات الخرطوش وطلقات كرات الطلاء التي تستخدمها قوات الأمن تسببت في إصابة الكثيرين من المتظاهرين بالعمى في عين واحدة أو العينين، بحسب موقع (صبح ما) الإخباري الإصلاحي.
الى ذلك، قالت أسرة مغني الراب الإيراني توماج صالحي، الذي اعتقل بسبب تأييده الاحتجاجات، إن حياته في خطر بعدما بدأت محاكمته أمس بعيدا من الإعلام.
وجاء في تغريدة لمركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك أن «الجلسة الأولى لما يسمى محاكمة توماج صالحي أجريت من دون حضور محام من اختياره».